في حين كان القتال على اشده بين الجيش التركي وبين جيش حماية الشعب الكردي في مدينة عفرين ودائرتها المؤلفة من حوالى 80 قرية، ومضى على الحرب شهر كامل، تبين ان حوالى 510 جنود من الجيش التركي قتلوا واصيبوا بجروح، لكن على الاقل هنالك 140 قتيلاً من الجيش التركي من ضباط ورتباء وجنود. كذلك تمت اصابة اكثر من 7 دبابات تركية بصوارخ تاو الاميركية التي اطلقها جيش حماية الشعب الكردي على الدبابات التركية. كما اصيبت 13 ناقلة جنود تركية على مدخل عفرين وقتل الجنود الذين كانوا داخل ناقلات الجنود. واذا كان الجيش التركي قد فقد 140 قتيلا على الاقل وحـوالى 370 جريحا، فانه استعمل كل طاقته وكان الجميع يعتقدون انه عندما امر الرئيس التركي رجب طيب ارودغان باحتلال مدينة عفرين السورية التي يسكنها الاكراد مع الدائرة التابعة لها، واعطى الامر للجيش الثاني التركي المؤلف من مئتي الف جندي بان سيطرة وانتصار الجيش التركي ستحصل خلال عشرة ايام كحد اقصى. لكن مضى شهر واكثر على الحرب الـتي شنها الجيش التركي على مدينة عفرين ودائرتهـا، ولم يستطع، رغم تحالفه مع جيش سوريا الحر المنشق، الا السيطرة على 8 بالمئة من قرى دائرة عفرين. وهذه المنطقة سيطر عليها الجيش العربي السوري المنشق، فيما الجيش التركي ركز هجومه على مدينة عفرين لانه اعتبر انها هي الاساس ويسكنها 60 الف من الشعب الكردي السوري، وفيها القوة الكبير لجيش حماية الشعب الكردي الذي قدم له الجيش الاميركي كل انواع الاسلحة، بخاصة الصواريخ من مدرعات ودبابات من طراز تاو، كذلك صواريخ ضد الجنود و تجمعاتهم من طراز هال فاير. لكن تركيا لم تستطع دخول عفرين واحترقت دباباتها على مداخل عفرين لان تحصينات جيش حماية الشعب الكردي كانت قوية جداً، وحافظ جيش حماية الشعب الكردي على مواقعه، ومنع الجيش التـركي من اقتحـام عـفرين.

 واشترك في القتال اكثر من 80 طائرة تركية من طراز اف 16، اضافة الى حوالى 800 مدفع من عيار 155 ملم، اضافة الى مدفعية الدبابات، وقصفوا جميعهم على مدينة عفرين. لكن تحصينات جيش حماية الشعب الكردي وصموده ادت الى منع الجيش التركي من التقدم وإلحاق هزيمة كبيرة فيه. وعلى اثرها، قام الجيش التركي بنوع من المجازر، اذ ان جميع الاسرى من جيش حماية الشعب الكردي تم اعدامهم، بخاصة فتيات في سن العشرين مقاتلات من جيش حماية الشعب الكردي تم اعدامهن بدم بارد من مسافة نصف متر بإطلاق الرصاص على رؤوسهن ونمتنع عن نشر الفيديو حول كيفية اعدام الفتيات المقاتلات من الشعب الكردي برصاص الجنود الاكراد من مسافة نصف متر وهم يطلقون الرصاص على رؤوس الفتيات ويدمرون رؤوسهن. اما في جانب جيش حماية الشعب الكردي، فان الخسائر وصلت الى مقتل وجرح حوالى 810 مقاتلين ومقاتلات ومواطنين ونساء واطفال، نتيجة حرب تركيا على مدينة عفرين الكردية السورية ودائرتها التي تبلغ 80 قرية. وعدد قتلى جيش حماية الشعب الكردي وصل الى 200 قتيل. اما البقية فهم جرحى، وبخاصة من المدنيين حيث ان القصف المدفعي الكردي على القرى الصغيرة في دائرة عفرين، وكلها منازل ضعيفة لا تحتمل قنابل الطائرات والصواريخ. كذلك الاحياء داخل مدينة عفرين حيث لا يمكن تحمل قذائف المدفعية والطائرات، وقد سقط حوالى 1600 جريح منهم 1300 من المدنيين من اطفال ونساء، اضافة الى جرح 300 مقاتل من جيش حماية الشعب الكردي.

واصطدمت تركيا بالولايات المتحدة، واعلنت ان على الولايات المتحدة ان تختار بين تركيا وبين الاكراد، فاذا قررت الاستمرار في دعم جيش حماية الشعب الكردي، فمعنى ذلك ان تركيا سيحصل خلاف كبير بينها وبين الجيش الاميركي، وانها قد تنسحب من الحلف الاطلسي الذي هي العضو الثاني فيها. وبعدما استمرت المعارك شهراً ولم يستطع الجيش التركي تحقيق تقدم، وصل وزير خارجية اميركا تيلرسون من بيروت الى انقره، وبدأ محادثات مع القيادة التركية، وبخاصة مع رئيس جمهورية تركيا الرئيس رجب طيب اردوغان، فتم التوصل الى حل بأن يدخل الجيش السوري النظامي التابع لقيادة الرئيسي السوري بشار الاسد الى مدينة عفرين وينتشر فيها وينسحب الجيش التركي من تلك المدينة ودائرتها عبر اتفاق حصل بين وزير خارجية اميركا تيلرسون ورئيس تركيا رجب طيب اردوغان.