مقام النبي “هابيل”.. قبلة الناس وذاكرة المكان

«الأماكن تبقى تعطي ما عندها، ولا ينضب ماء ذاكرتها، بل تتجدد قصصها وحكاياتها، مع كل رسالة تصل من احد زوارها، ويكون بذلك قد تحقق هدف التواصل، ونبش ما خفي من مكنونات تلك الأماكن».

الكلام للشيخ “محمد كبول” القائم على خدمة مقام النبي “هابيل” في حديث لموقع eQunaytra (يوم الأحد 14/9/2008) ويكمل الشيخ “محمد” كلامه قائلاً: «يقع مقام النبي “هابيل” على تله مرتفعة، وسط منطقة جبلية جميلة، يشرف على قرى وبلدات “وادي بردى”، يمكن الوصول إليه عن طريق اتستراد “دمشق- بيروت” الدولي، من جهة الغرب، أو من خلال سلوك طريق “دمشق- قرى وادي بردى”، من جهة الشرق. 

نظراً لمكانة المقام الدينية، عند الكثير من الناس، فقد بدأ يشهد حركة كبيرة، من السياح والزوار، من مختلف مناطق “سورية” إضافة الى الوفود والكروبات السياحية من “لبنان- إيران”، التي تستمر على مدار العام، ولكنها تشهد كثافة ملحوظة في فصل الصيف على وجه الخصوص، نظراً 

للمكانة الدينية التي يحظى بها نبي الله “هابيل” عند الناس. هذه الحركة النشطة من السياح، دفعت الشيخ “جميل الحلبي” القائم على تسيير أعمال المقام، الى التفكير في توسيع المكان، حيث تم بناء العشرات من الغرف، التي تستقبل الزوار للاستراحة، وقضاء يوم جميل في أحضان المكان، والتبرك بالمقام، كما تم إنشاء سوق كبير يضم نحو 60 محلاً تجارياً، لبيع كافة أنواع الأقمشة والألبسة، التي تلقى رواجاً وقبولاً عند السياح الإيرانيين، حيث يؤجر المحل الواحد، بمبلغ 8000 ليرة سورية شهرياً، يعود ريعها في أعمال البر والخير، توزع على الأسر الفقيرة والمحتاجة، وقسم منها يخصص لصيانة المقام وإصلاحه، ليبقى في أبهى حلته.

الزائر اليوم للمقام، يدرك تماماً، مدى الاهتمام الكبير الذي 

قطع من الدرج المنحوت بالصخر

يحظى به المقام، حيث تتوافر فيه مياه الشرب وغرف النوم، والساحات والاستراحات العامة، وكافة المرافق العامة».

بدوره أوضح السيد “خالد” صاحب محل لبيع الأحذية، في سوق النبي “هابيل”، أن حركة البيع جيدة وهي في ازدياد يوماً بعد يوم، جراء تزايد أعداد السياح والزوار للمقام، وعن بعض المعالم المحيطة بالمقام وقال: «يعد المقام ذات طابع ديني وتاريخي، يحكي من خلال بعض المعالم الأثرية، التي ما زالت موجودة في المكان، تعيد الى الذاكرة قصة سيدنا “هابيل” مع أخيه “قابيل”، وما زال المكان يحتفظ بالعديد من الآثار التي تروي عظمة المكان، وتشهد على تلك الحقبة الزمنية، منها الضريح المبني من حجر الرخام، تحيط به القبة، إضافة الى المغارة التي تتوضع في 

الجهة الشرقية من المقام، حيث كان يناجي سيدنا “هابيل” ربه منها، كما يوجد العديد من القطع الحجرية، المنحوتة على شكل أدراج تتألف من أربعة درجات، غاية في الدقة والإتقان، تتوضع أمام المغارة، إضافة الى العشرات من أشجار السنديان والبلوط المعمرة».

http://esyria.sy/sites/code/index.php?site=qunaytra&p=stories&category=places&filename=200809291750022