نشر على جريدة المطرقة ب تاريخ 24 – 11 – 2010
———————-
أدباء المطـــرقـــــه
خالد محيي الدين الحليبي
إذا أردت أن ترى مصر ومافيها الآن قبل زوال ملك حكامها ومافيها من فتن وكل العالم ممن يقلد بني إسرائيل وسار على نهجهم وانتحل نحلتهم وتعهد بحمايتهم حتى خربت البلاد وفسد العباد وماهى مقبلة عليه فاقرأ هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله برواية أمير المؤمنين علي (عليه السلام) :
خطبة البيان للإمام علي عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة التي خطبها في الكوفة المعروفة ” بخطبة البيان ” ذكرنا أصحها وقد ذكر فيها أصحاب القائم عجل الله فرجه .
حدثنا محمد بن أحمد الأنباري ، قال حدثنا محمد بن أحمد الجرجاني قاضي الري ، قال : حدثنا طوق بن مالك عن أبيه عن جده ، عن عبد الله ابن مسعود رفعه إلى الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام لما تولى الخلافة أتى إلى الكوفة ، فرقى جامعها وخطب الناس.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله بديع السماوات و فاطرها ، و باسط الأرض و عامرها ، و ساطع المدحيات و قادرها ، و مؤيد الجبال و ساغرها ، و مفجر العيون و باقرها ، و مرسل الريح و زاجرها ، و مانع القواصف و آمرها ، و مزين السماء و زاهرها ، و مدير الأفلاك و مسيرها ، و مظهر البدور و نائبها ، و مسخر السحاب و ماطرها ، و مقسم المنازل و مقدرها ، مدلج الحنادس و عاكرها ، و محدث الأجسام و قاهرها ، و منشيء السحاب و مسخرها ، و مكور الدهور ، و مكور هامورد الأمور و مصدرها ، و ضامن الأرزاق و مديرها ، و منشيء الرفات و منشرها احمده على آلائه و توافرها ، و اشكره على نعمائه و توافرها ، و اشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . شهادة تؤدي الإسلام ذاكرها ، و يؤمن من العذاب يوم الحساب ذاخرها ، واشهد إن محمداً عبده الخاتم لما سبق من الرسالة و فاخرها ، و رسوله الفاتح لما استقبل من الدعوة و ناشرها . أرسله إلى امة قد شغل بعبادة الأوثان سايرها ، و تغطمطت بظلالة دعاة الصلبان ماهرها ، و فخر بعمل الشيطان فاخرها ، و هداها عن لسان قول العصيان طائرها ، و الم بزخرف الجهالات و الضلالات سوء ما كرها . فأبلغ رسول الله في النصيحة و ساحرها و محا بالقرآن دعوة الشيطان و دامرها ، و أرغم مغاطس جهال العرب وأكابرها . حتى أصبحت دعوته بالحق بنق ثامرها ، و استقامت به دعوة العليا و طابت عناصرها.
أيها الناس أنا المخبر عن الكائنات ، أنا مبين الآيات ، أنا سفينة النجاة ، أنا سر الخفيات ، أنا صاحب البينات ، أنا مغيض الفرات ، أنا معرب التوراة ، أنا المؤلف للشقات ، أنا مظهر المعجزات ، أنا مكلم الأموات ، أنا مفجر الكريات ، أنا محلل المشكلات ، أنا مزيل الشبهات ، أنا مزيل المهمات ، أنا آية المختار ، أنا حقيقة الأسرار ، أنا الظاهر علي حيدر الكرار ، أنا الوارث علم المختار ، أنا مبيد الكفار ، أنا أبو الائمة الأطهار، ، أنا قمر السرطان ، أنا شعر الزيرقان ، أنا أسد الشرة ، أنا سعد الزهرة ، أنا مشتري الكوكب ، أنا زحل الثواقب ، أنا عين الشرطين ، أنا عنق السبطين ، أنا حمل الإكليل ، أنا عطارد التعطيل ، أنا قوس العراك ، أنا فرقد السماك ، أنا مريخ الفرقان ، أنا عين الميزان ، أنا ذخيرة الشكور ، أنا مصحح الزبور ، أنا مؤمل التأويل ، أنا مصحف الإنجيل ، أنا فصل الخطاب ، أنا لم الكتاب ، أنا منجد البررة ، أنا صاحب البقرة ، أنا مثقل الميزان ، أنا صفوة آل عمران ، أنا علم الأعلام ، أنا جملة الأنعام ، أنا خامس أهل الكساء ، أنا تبيان النساء ، أنا صاحب الاعراف ، أنا مبيد الأسلاف ، أنا مدير الكرم ، أنا توبة الندم ، أنا الصاد والميم ، أنا سر إبراهيم ، أنا محكم الرعد ، أنا سعادة المجد ، أنا علانية المعبود ، أنا مستنبط هودا ، أنا نحلة الخليل ، أنا أية بني إسرائيل ، أنا مخاطب الكهف ، أنا محبوب الصحف أنا الطريق الاقوم ، أنا موضع مريم ، السورة لمن تلاها ، أنا آل طه ، أنا ولي الأصفياء ، أنا الظاهر مع النبي ، أنا مكرر الفرقان ، أنا آلاء الرحمن ، أنا محكم الطواسين ، أنا أمام آل ياسين ، أنا حاء الحوا ميم ، أنا قسم الم ، أنا سائق الزمر ، أنا آية القمر ، أنا راقب المرصاد ، أنا ترجمة صاد ، أنا صاحب الطور ، أنا باطن السرور ، عتيد قاف ، أنا قارع الأحقاف ، أنا مرتب الصافات ، أنا سورة الواقعة ، أنا العاديات و القارعة ،أنا نون و القلم ، أنا مصباح الظلم ، أنا مؤل القرآن ، أنا مبين البيان ، أنا صاحب الأديان ، أنا ساقي العشان ، أنا عقد الأيمان ، أنا قسم الجنان ، أنا كيوان الامكان ، أنا تبيان الامتحان ، أنا الأمان من النيران ، أنا حجة الله على الانس و الجان ، أنا أبو الائمة الأطهار ، أنا أبو المهدي القائم في آخر الزمان .
قال : فقام إليه مالك الاشتر فقال : متى يقوم هذا القائم من ولدك يا أمير المؤمنين ؟ فقال عليه السلام :
إذا زهق الباطل ، و خفت الحقايق ، و لحق اللاحق ، و ثقلت الظهور ، و تقاربت الأمور ، وحجت النشور ، و راغم المالك ، و سلك السالك ، و هلك الهالك ، و عمت الغنوات ، و بغت العشيرات ، و كثرت الغمرات ، و قصر الأمد ، و دهش العدد ، و هاجت الوساوس ، و غيطل العساس ، و ماجت الأمواج ، و ضعف الحاج ، و اشتد الغرام ، و ازدلف الخصام ، و اختلفت العرب ، و اشتد الطلب ، و نكص الهرب ، و طلبت الديون ، و ذرقت العيون ، و اغبن المغبون ، و شاط النشاط ، و حاط الهياط ، و عجز المطاع ، و اظلم الشعار ، و صمت الأسماع ، و ذهب العفاف ، و سجسج الأنصاف ، و استحوذ الشيطان ، و عظم العصيان ، و حكمت النسوان ، و قد حث الحوادث ، و نفثت النوافث ، و هجم الواثب ، و اختلف الأهواء ، و عظم البلوى ، و اشتد الشكوى ، و استمر الدعوا ، و قرض القارض ، و لمض الملامض ، و تلاحم الشداد ، و نقل الملحاد ، و عجت الفلاة ، و عجعج الولاة ،و فضل الباذخ ، و عمل الناسخ ، و زلزلت الأرض ، و عطل الفرض ، و كتمت الأمانة ، و بدت الخيانة ، و خشيت الصيانة ، و اشتد الغيض، و أراع الفيض ، و قام الأدعياء ، و قعد الاولياء ، و خبثت الأغنياء ، و نالوا الأشقياء ، و مالت الجبال و أشكل الأشكال ، و شيع الكربال ، و منع الكمال ، و ساهم الثحيح ، و منع الفليح ، و كفكفت الترويج ، و خدخد البلوع ، و تكلكل الهلوع ، و فدفد المذعور ، و ندند الديجور ، و نكس المنشور ، و عبس . أأنت حاضر ماذكرت وعالم بما أخبرت ؟ قال : فالتفت إليه الإمام عليه السلام :
و كشكش الهموس ، و اجلب الناموس ، و دعدع الشقيق ، و جرثم الأنيق ، و نور الأفيق ، و اذاد الذائد ، و ذا الرايد ، و جد الجدود ، و مد المدود ، و كد الكدود ، و حد الحدود ، و ظل الضليل ، و علعل العليل ، وفضل الفضيل ، وشتت الشقات ، وشمت الشمات ، و كد الهرم ، وقضم القضم ، و سدم السدم ، و بار الراهب ، و داب الدائب ، ونجم الثاقب ، و رود القرآن ، و احمر الديران ، وسدس الشيطان ، و ربع الزبرقان ، و ثلث الحمل ، و ساهم زحل ، و أفل الفرار ، و أكثر الزخار ، و انبت الاقدار ، و كملت العشرة ، و سدس الزهرة ، و غمرت الغمرة ، و طهرت الأفاطس ، و توهم الكساكس ، و تقدمتهم النفايس ، فيكدحون الحراثر ، و يملكون الجراثر ، و يحدثون في كيسان ، و يخربون خرسان ، و يصرفون الجيشان ، و يهدمو الحصون ، و يظهرون المصون ، و يقتطفون الغصون ، و يفتحون العراق ، و يأججون الشقاق بدم يراق فعند ذلك ترقبوا خروج صاحب الزمان عليه السلام.
ثم جلس عليه السلام اعلام قاه من المنبر و قال : آه ثم آه لتعريض الشفاه ، و ذيول الأفواه .
قال : ثم ألتفت يميناً و شمالا و نظر إلى بطون العرب و سادتهم و وجوه أهل الكوفة بل كبار القبائين يديه و هم صموت كأن على رؤسهم الطير فتنفس الصعداء ، و ان كمداً و تململ حزناً و سكت هنيئة فقال إليه سويد ابن نوفل و هو كالمستهز ، و هو من سادات الخوارج .
فقال : يا أمير المؤمنين ورمقة بعينه رمقة الغضب فصاح سويد بن نوفل صيحة عظيمة كأن نزلت به نازلة فمات من وقته وساعته فأخرجوه من المسجد وقد تقطع ارباً اربا .
فقال عليه السلام : أبمثلي يستهزه المستهزون أم علي يتعرض المتعرضون أو يليق لمثلي أن يتكم بما لا يعلم ويدعي ما لبس له بحق هلك والله البطلون وايم الله لو شئت ما تركت عليها من كافر بالله ولا منافق برسوله ولا مكذباً بوصية وإنما أشكو بثي وحزني إلى الله واعلم من الله ما لا تعلمون . قال فقام إليه صعصعة بن صوحان و ميتم و إبراهيم بن مالك الاشتر و عمر بن صالح فقالوا : يا أمير المؤمنين قل لنا بما يجري في آخر الزمان ؟ فان قولك يحيي قلوبنا و يزيد في إيماننا ؟ فقال : حباً و كرامة ثم نهض عليه السلام قائما و خطب خطبة بليغة تشوق إلى الجنة و نعيمها و تحذر من النار و جحيمها ثم قال عليه السلام :
أيها الناس : أني سمعت أخي رسول الله (ص) يقول : نجتمع في أمتي ماءة خصلة لم نجتمع في غيرها . فقامت العلماء و الفضلاء يقبلون بواطن قديمه ثم حمد الله و أثنى عليه و ذكر النبي فصلى عليه و قال : أنا مخبركم بما يجري من بعد موتي و بما يكون إلى خروج صاحب الزمان القائم بالامر من ذرية ولدي الحسين و إلى ما يكون في آخر الزمان حتى تكونون على حقيقة من البيان فقالوا : متى يكون ذلك يا أمير المؤمنين ؟ فقال عليه السلام :
إذا وقع الموت في الفقهاء ، و ضيعت أمة محمد المصطفى الصلاة ، و اتبعوا الشهوات ، و قلت الأمانات ، و كثر الخيانات ، و شربوا القهوات ، و استهتروا بشتم الآباء و الأمهات ، و رفعت الصلاة من المساجد بالخصومات ، و جعلوها مجالس الطعامات ، و اكثروا من السيئات ، و قللوا من الحسنات ، و عوصرت السماوات (المطر الإصتناعي) فحينئذ تكون السنة كالشهر و الشهر كالأسبوع و الأسبوع كاليوم و اليوم كالساعة ، و يكون المطر فيظا ، و الولد غيضا ، و تكون لأهل وجوه ذلك الزمان لهم وجوه جملية و ضمائر ردية من رآهم أعجبوه ، و من عامهم ظلموه وجوهم وجوه الآدميين ، و قلوبهم قلوب الشياطين فهم أمر من الصبر ، و أنتن من الجيفة , و أنجس من الكلب ، و أروغ من الثعلب ، و أطمع من الأشعب ، و ألزق من الجرب ، و لا ينتاهون عن منكر فعلوه إن حدثتهم كذبوك ، و إن آمنتهم خانوك ، و إن وليت عنهم اغتابوك ، و إن كان لك مال حسدوك ، و إن بخلت عنهم بغضوك ، و إن وضمتهم شتموك سماعون للكذب أكالون للسحت يستحلون الزنا ، و الخمر ، و الملاطات ، و الطرب ، و الغناء الفقير بينهم ذليل حقير المؤمن ضعيف صغير ، و العلم عندهم وضيع ، والفاسق عندهم مكرم ، و الظالم عندهم معظم ، و الضعيف عندهم هالك ، و القوي عندهم مالك لا يأمرون بالمعروف ، و لا ينهون عن المنكر الغني عندهم دولة ، و الأمانة مغنمة ، و الزكاة عندهم مغرما ، و يطيع الرجل زوجته ، و يعصي والديه و يجفوهما ، و يسعى في هلاك أخيه ، و ترفع أصوات الفجار يحبون الفساد و الغناء و الزنا ، يتعاملون بالسحت و الرياء ، و يعتار على العلماء ، و يكثر ما بينهم سفك الدماء قضاتهم يقبلون الرشوة ، و تتزوج المرآة بالمرآة ، و تزف كما تزف العروس إلى زوجها ، و تظهر دولة الصبيان في كل مكان ، و يستحل الفتيان المغاني و شرب الخمر ، و تكتفي الرجال بالرجال ، و النساء بالنساء ، و تركب السروج الفروج فتكون ألامرأة مستولية زوجها في جميع الأشياء ، و تحج الناس ثلاثة وجوه : الأغنياء للنزه ، و الأوساط للتجارة ، و الفقراء للمسألة ، و تبطل الإحكام ، و تحبط الإسلام ، و تظهر دولة الأشرار ، و يحل الظلم في جميع الأمصار فعند ذلك يكذب التاجر في تجارته ، و الصابغ في صياغته ، و صاحب كل صنعة في صناعة فتقل المكاسب ، و تضيق المطالب ، و تختلف المذاهب ، و يكثر الفساد ، و يقل الرشاد فعندها تسود الضمائر ، و يحكم عليهم ساطان جائر ، و كلامهم أمر من الصبر ، و قلوبهم أنتن من الجيفة فإذا كان كذلك ماتت العلماء ، و فسدت القلوب ، و كثرت الذنوب ، و تهجر المصاحف ، و تخرب المساجد ، و تطول الآمال ، و تقل الأعمار ، و تبني الأسوار في البلدان مخصوصة لوقع العظايم النازلات فعندما لو صلى أحدهم يومه و ليلته فلا يكتب له منها بشيء ، و لا تقبل صلاته لان نيته و هو قائم يصلي يفكر في نفسه كيف يظلم الناس ، و كيف يحتال على المسلمين ، و يطلبون الرياسة للتفاخر ، و المظالم و يضيق على مساجدهم الأماكن و يحكم فيهم المتآلف و يجوز بعضهم على بعض و يقتل بعضهم بعضاً عدواة و بغضا ، و يفتخرون بشرب الخمور و يضربون في المسجد العيدان و الزمور فلا ينكر عليهم أحد ، و أولاد العلوج يكونون في ذلك الزمان الأكابر ، و برع سفهاؤهم و يملك المال مالا يملكه كان له بأهل لكع من أولاد اللكوع و تضع الرؤساء دوما لمن لا يستحقها ، و يضيف الذرع و يفسد الزرع ، و يفشوا البدع ، و تظهر الفتن كلامهم فحش ، و فعلهم خبث و هم ظلمة غشمة ، و كبراؤهم بخلة عدمة ، و فقهاؤهم يفتون بما يشتهون ، و قضاتهم بمالا يعلمون يحكمون ، و أكثرهم بالزور يشهدون من كان عنده مرفوعاً ، و من علموا أنه مقل فهو عندهم موضوع و الفقير مهجور و مبغوض ، و الغنى محبوب ومحضوض ، و يكون الصالح فيها مدلول الشوارب يكبرون قدر كل نمام كاذب وينكس الله منهم الرؤس ، و يعمي منهم القلوب التي في الصدور أكلهم سمن الطيور ،والطياهيج و لبسهم الخز اليماني و الحرير يستحلون الربا والشبهات ،و يتعارضون المشهادات يرائون بالإعمال قصراء الآجال لا يمضي عندهم الا من كان نماما يجعلون الحلال حراما أفعالهم منكرات وقلوبهم مختلفات يقداسون فيما بينهم بالباطل ، و لا يقناهون عن منكر فعلوه تخاف أخبارهم أشراهم يتوازون في غير ذكر الله تعالى يهتكون فيما بينهم بالمحارم لا يتعاطون بل يتدابروا ، إن رأر صالحاً ردوه ، و إن رأو نماما استقبلوه ، و من أساءهم يعظمون ،و تكاثر أولاد الزنا ، و لأباه فرحين بما يروا من أولاد القبيح فلا ينهاها و لا يردها عنه و يأخذ ما تأتي به من كد فرجها ، و من مفسد خدرها حتى لو نكحت طولا وعرضاً لم تهمه و لا يسمع ما قبل فيها من الكلام الردى فذاك هو الديوث الذي لا يقبل الله له قولا ولا عدلا حذاراً فأكله حرام و منكحه حرام فالواجب قتله في شرع الإسلام وفضيحته بين الأنام وصلى سعيراً في يوم القيام وفي ذلك يصلنون بشتم الآباء والأمهات وتذل السادات وتعلموا الأنباط وتكثر الاحتياط فما اقل أخوة في الله تعالى ونقل الدراهم الحلال وترجع الناس إلى شر حال فعندما تدور دول الشياطين وتتواثب على اضعف المساكين وثوب الفهد إلى فريسته ويشح الغني بما في يديه ويبيع الفقير أخوته بدنياه فيا ويل للفقير وما يحل به من الخسران والذل والهوان في ذلك الزمان المستضعف بأهلة وسيطلبون ما لهم فإذا كان كذلك أقبلت عليهم فتن لا قبل لهم بها ألا و إن أولها الهجري القصير و في أخرها السفياني و الشامي و انتم سبع طبقات :
الطبقة الأولى (*) : أهل تنكيل وقسوة إلى السبعين من الهجرة .
و الطبقة الثانية : أهل تبار وتعاطف إلى المائتين من الهجرة.
و الطبقة الثالثة : أهل تزاور وتقاطع إلى الخمس مائه و خمسون سنة من الهجرة.
و الطبقة الرابعة : أهل تكالب وتحاسد إلى السبعمائة سنة من الهجرة .
(*) فالطبقة الأولى وفيها مزيداً التقوى الى سبعين سنة الهجرة .
والطبقة الخامس : أهل تشامخ و بهتان إلى الثمانمائة وعشرين سنة من الهجرة .
الطبقة السادسة : أهل الفروج و السرج و تكالب الأعداء وظهور أهل الفسوق و الخيانة إلى التسعمائة و أربعين سنة .
والطبقة السابعة : فيهم أهل خيل وعدد و حرب و مكر و خدع و فسوق و تدابر و تقاطع و تباغض و الملاهي العظام و المغاني الحرام و الأمور والمشكلات في ارتكاب الشهوات وخراب المدائن والدور وانهدام العمارات والقصور وفيها يظهر الملعون من واد الميثوم و فيها انكشاف الستر والبروج إلى إن يظهر قائمنا المهدي صلوات الله عليه .
قال: فقامت إليه سادات أهل الكوفة وأكابر العرب و قالوا :
يا أمير المؤمنين بين لنا و بين الناس أوان هذه الفتن والمظائم التي ذكرتها لنا لقد كادت قلوبنا أن تنفطر وأرواحنا أن تفارق أبداننا من قولك هذا فوا أسفاه على فراقنا إياك فلا والله فيك سوءاً ومكروها ً.
فقال علي (ع) : قضى الأمر الذي فيه تستفتيان كل نفس ذائقة الموت قال فلم يبق أحد إلا وبكى لذلك قال ثم إن علي عليه السلام قال :
ألا وان تدارك الفتن بعدما نبئكم به من أمر مكة والحرمين من جوع أغير و موت أحمر ألا يا ويل بيت نبيكم و شرفائكم من غلاء وجوع ونقر و وجل حتى يكونوا في أسوه حال بين الناس ألا و إن مساجدكم في ذلك الزمان لا يسمع لهم صوت فيها و لا تلبى فيها دعوة ثم لا خير الحياة بعد ذلك و انه يتولى عليهم ملوك كفرة من عصاهم قتلوه و من أطاعهم أحبوه ألا أن أول من بلي من أمركم بنوا أمية تملك من بعدهم من ملوك بني العباس فكم منهم من مقتول و مسلوب ثم أنه (ع) قال :
آه آه ألا يا ويل لكوفانكم هذه و ما يحل فيهم من الشفياني في ذلك الزمان يأتي إليها من ناحية هجر بخيل سباق تقودها أسود ضراغمة و ليوث قشاعمة أول اسمه “ش” ذا خروج الغلام الأشر أتى البصرة فيقتل ساداتهم و يسبي حريهما فاني لا اعرف بها كم و قعة تحدث بها و قعات و تكون بها و قعات بين تلول و آكام فيقتل بهم اسم و يستعبدنها صنم ثم سير فلا يرجع يعلو الصياح و يقتحم بعضها بعضاً فيا ويل لكوفانكم من نزوله بدار يملك حربكم و يذبح أطفالكم و يهتك نساءكم عمره طويل وشره غزير رجاله ضر أغمة وتكون وله وقعة عظيمة الا وأنها فتن يهلك فبها المنافقون و القاسطون و الذين فسقواني دين الله تعالى و بلاده و لبسوا الباطل على جادة عبادة فكأني بهم قد قتلوا أقواما تخاف الناس أصواتهم و تخاف شرهم من رجل مقتول و بطل مجندل يهابهم قد تظهر الطامة الكبرى فيلحقوا أولها أخرها ألا وان لكوفانكم هذه آيات وعلامات وعبرة لمن اعتبر ألا وان السفياني بدخل البصرة ثلاث دخلات يذل العزيز ويسبي فيها الحريم ألا ويل المئتفكة وما يحل بها من سيف مسلوم وقتيل وحومة مهتوكة ثم ياقي إلى الزوراء الظالم أهلها فحيول الله بينها وبين أهلها فما أشد أهلها بينه وبينها وأكثر طغيانها واغلب سلطنها . ثم قال:
الويل للديلم وأهل ساهون و عجم لا يفقرن تراهم بيض الوجوه سود القلوب نائره الحروب قاسية قلوبهم سود ضمايرهم الويل ثم الويل لبلد يدخلونها و ارض يسكنونها خيرهم طامس و شرهم لامس صغيرهم أكثرهما من كبيرهم تلتقيهم الأحزاب و يكثر فيهم بينهم الضراب و تصحبها الا كراد و أهل الجبل و سائر البلدان و تضاعف إليهم اكراد همدان و وعتززة و عدنان حتى يلحقوا بأرض الاعجام من ناحية خرسان فيحلون قريبا من قزوين و سمر و كاشان فيقتلونهم السادات من أهل بيت نبيكم ثم ينزل بأرض شيراز يا ويل لأهل الجبال و ما يحل فيها من الأعراب ألا يا ويل لأهل هرمز و قلهات و ما يحل بها من الآفات من أهل الطراطر المذهبات و يا ويل لأهل عمان و ما يحل بها من الذل و لهوان و كم وقعة فيها من الإعراب فتنقطع منهم الأسباب فيقتل في .