عيد الولاية وإكمال اليدين عيد الغدير .. ما هو يوم الغدير ؟

الثقافة الإسلامية :

عيد الولاية عيد الغدير

يوم الغدير وعيد الغدير هو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة على المسلمين والمؤمنين بتنصيب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، وهو يوم عظيم يحتفل فيه المؤمنون ، ويفرحون فيه ، وذلك للأدلّة التي وردت في فضله وعظمته وأهميّته.

وبالرغم من وضوح أهميّة ذلك اليوم ، والآيات النازلة فيه ، والأحاديث الواردة بخصوصه ، فإنّ العامّة يشنّعون على أحباب أهل البيت وشيعتهم احتفالهم بذلك اليوم ، غافلين عن كلّ ما ورد بخصوص ذلك اليوم من آيات وأحاديث ، ويأخذون بتعليمات من حرف وحظر عليهم معرفة فضيلة هذا اليوم ، حتّى صار ذلك العيد نسياً منسيّاً ، إلا ما كان من الشيعة الذين حافظوا على الاحتفاء به ، لأهميّته وعظيم قدره.

روى الخطيب البغدادي بأكثر من سند عن أبي هريرة قال : من صام يوم ثماني عشر من ذي الحجّة كتب له صيام ستّين شهراً ، وهو يوم غدير خمّ ، لمّا أخذ النبيّ صلّى الله عليه وآله بيد عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال : ألست وليّ المؤمنين ؟ قالوا : بلى ، يا رسول الله ، قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، فقال عمر بن الخطّاب : بخٍّ بخٍّ لك يابن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كلّ مسلم ، فأنزل الله ( اليَوْمَ أَكْمَلتُ لَكُمْ دِينَكُمْ … ) (۱). ورواه ابن عساكر وابن المغازلي (۲).

ومن ذلك نستدلّ أنّ عيد الغدير كان معروفاً في عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله ، وكذلك في العصور التي تلت ، إلى أنْ جاء عصر التحريف والتدوين بحسب رغبات السلطة الحاقدة المبغضة لعليّ وأهل بيته عليهم السلام ، ولا يعني إنكارهم لفضيلة هذا اليوم شيئاً ، فالأحاديث الواردة في هذا اليوم والآيات النازلة فيه تدلل على فضله ، وإليك بعضٌ من تلك الروايات من عند العامّة ، ومن عند من ينكر فضيلة وبركات يوم الغدير.

قال تعالى في سورة المائدة : ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَل فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي القَوْمَ الكافِرِينَ ) (۳).

هذه الآية الشريفة نزلت في أواخر عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله عند عودته من ما يعرف بحجّة الوداع بين مكّة والمدينة عند غدير خمّ ، وقد مضى من دعوته صلّى الله عليه وآله أكثر من عشرين عاماً ، كان فيها رسول الله قد بلّغ كلّ أمور الشريعة وعرّفها للمسلمين من صلاة وصوم وحجّ وأحكام الزكاة وغيرها من أحكام الشريعة ، ولم يبق شيء إلّا وبلغه ، فماذا يعني هذا الأمر الإلهي بتبليغ ما أنزل إليه ؟ وما هو الأمر الذي أمر بتبليغه للناس وأمام عشرات الألوف من المسلمين.

قال السيوطيّ في الدرّ المنثور : أخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، وابن عساكر ، عن أبي سعيد الخدريّ قال : نزلت هذه الآية : ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) على رسول الله صلّى الله عليه وآله يوم غدير خمّ ، في عليّ بن أبي طالب (٤).

وقال السيوطي : أخرج ابن مردويه ، عن ابن مسعود قال : كنّا نقرأ على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) إنّ عليّاً مولى المؤمنين ( وَإِنْ لَمْ تَفْعَل فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) (٥).

وبعد أنْ أعلن رسول الله صلّى الله عليه وآله تنصيب أمير المؤمنين عليه السلام أمام كلّ تلك الحشود في غدير خمّ ، وبذلك تمّت النعمة ، وكمل الدين بولاية سيّدنا ومولانا أمير المؤمنين عليه السلام ، نزلت بعد ذلك آية إكمال الدين وتمام النعمة ، لتعلن ذلك اليوم عيداً للولاية.

قال تعالى في سورة المائدة : ( اليَوْمَ أَكْمَلتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً ) (٦).

وقد قال السيوطيّ في الدرّ المنثور : أخرج ابن مردويه ، والخطيب ، وابن عساكر ، عن أبي هريرة قال : لمّا كان يوم غدير خمّ ، وهو يوم ثماني عشر من ذي الحجّة ، قال النبيّ صلّى الله عليه وآله : من كنت مولاه فعليّ مولاه. فأنزل الله ( اليَوْمَ أَكْمَلتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) (۷).

الهوامش

۱. المائدة : ٣.

۲. تاريخ بغداد ٨ : ٢٨٤ ـ ٢٨٥ ، تاريخ دمشق ٤٢ : ٢٣٣ ـ ٢٣٤ ، مناقب الإمام عليّ : ٦٩.

۳. المائدة : ٦٧.

٤. الدر المنثور ٢ : ٢٩٨.

٥. نفس المصدر السابق.

٦. المائدة : ٣.

۷. الدر المنثور ٢ : ٢٩٥.

الثقافة الإسلامية 

 

ما هو يوم الغدير ؟

مركز الإشعاع :

يوم الغدير هو اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة من السنة العاشرة من الهجرة النبوية المباركة.
و هو اليوم الذي نَصَّبَ الرسول المصطفى محمد صلى الله عليه و آله بأمر من الله عزَّ و جلَّ علي بن أبي طالب عليه السلام خليفةً و وصياً و إماماً و ولياً من بعده.
و هو يوم عظيم ذكرت الأحاديث الشريفة جوانب من عظمة هذا اليوم، ففي رواية الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام عن أبيه عن جده: ” إِنَّ يَوْمَ الْغَدِيرِ فِي السَّمَاءِ أَشْهَرُ مِنْهُ‏ فِي‏ الْأَرْضِ” 1.
و عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: “وَ اسْمُهُ فِي السَّمَاءِ يَوْمُ‏ الْعَهْدِ الْمَعْهُود، وَ فِي الْأَرْضِ يَوْمُ الْمِيثَاقِ الْمَأْخُوذِ وَ الْجَمْعِ الْمَشْهُودِ” 2.
و عن الامام الرضا عليه السلام: ” وَ اللَّهِ لَوْ عَرَفَ النَّاسُ فَضْلَ هَذَا الْيَوْمِ بِحَقِيقَتِهِ لَصَافَحَتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ فِي كُلِّ يَوْمٍ عَشْرَ مَرَّات” 3.
و هو ثاني أهم حدث في الإسلام بعد البعثة النبوية المباركة و نزول القرآن الكريم.

عيد الغدير

يوم الغدير يوم عيد بل أعظم الأعياد و أشرفها 4، وَ هُوَ عِيدُ اللَّهِ الْأَكْبَرُ 5، وَ مَا بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ نَبِيّاً قَطُّ إِلَّا وَ تَعَيَّدَ فِي هَذَا الْيَوْمِ 5، لأنه يوم إكمال الدين و تمام النعمة.
فقد رُوي عن الامام جعفر بن محمد الصادق عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام أنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله: “يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ أَفْضَلُ‏ أَعْيَادِ أُمَّتِي‏، وَ هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي أَمَرَنِي اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ فِيهِ بِنَصْبِ أَخِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام عَلَماً لِأُمَّتِي يَهْتَدُونَ بِهِ مِنْ بَعْدِي، وَ هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي أَكْمَلَ اللَّهُ فِيهِ الدِّينَ، وَ أَتَمَّ عَلَى أُمَّتِي فِيهِ النِّعْمَةَ، وَ رَضِيَ لَهُمُ الْإِسْلَامَ دِينا …” 6.

سبب التسمية بالغدير

سُمي بهذا الأسم لإجتماع النبي المصطفى صلى الله عليه و آله بأمر من الله عَزَّ و جَلَّ في هذا اليوم مع عشرات الآف من صحابته لدى عودته من حجة الوداع في موضع بين مكة و المدينة المنورة يُسمى بغدير خم، فسمي اليوم بإسم الموضع.

لمزيد من المعلومات يمكنكم مراجعة الروابط التالية:

  • 1. وسائل الشيعة (تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة): 14 / 388، للشيخ محمد بن الحسن بن علي الحُر العاملي، المولود سنة: 1033 هجرية بجبل عامل لبنان، و المتوفى سنة: 1104 بمشهد الإمام الرضا و المدفون بها، طبعة: مؤسسة آل البيت، سنة: 1409 هجرية، قم / إيران.
  • 2. تهذيب الأحكام: 3 / 143، للشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي ، المولود بخراسان سنة : 385 هجرية ، و المتوفى بالنجف الأشرف سنة : 460 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .
  • 3. وسائل الشيعة: 14 / 389.
  • 4. وسائل الشيعة: 10 / 443.
  • 5. a. b. تهذيب الأحكام: 3 / 143.
  • 6. الأمالي: 125، للشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن حسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق ، المولود سنة : 305 هجرية بقم ، و المتوفى سنة : 381 هجرية ، الطبعة السادسة، سنة : 1418 هجرية ، طهران / إيران .
مركز الإشعاع الإسلامي

عن مركز القلم للأبحاث والدراسات

يهتم مركز القلم بمتابعة مستقبل العالم و الأحداث الخطرة و عرض (تفسير البينة) كأول تفسير للقرآن الكريم في العالم على الكلمة وترابطها بالتي قبلها وبعدها للمجامع والمراكز العلمية و الجامعات والعلماء في العالم.

شاهد أيضاً

الإمام الحجة في أحاديث الرسول الأعظم (ص)

شقنا : تواتر الحديث عن الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) في الإمام المهدي (عجل …

اترك تعليقاً