رسالة الله الصامتة إلى مصر خاصة و العالم عامة

بقلم :

خالد محيي الدين الحليبي  

لله تعالى رسالة صامتة بالقرآن الكريم  بينت تفاصيل كل شيئ وقال تعالى فيها { تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق } وهذه الآيات تكلمت عن مصر في القرآن الكريم  و سنن الله تعالى في بلاد الظلمة و ما سيلاقوه من بلاء وشدة تنتهي بزوال ملكهم إن لم يتوبوا .

و مصر بالذات  لها سنن خاصة مع الله تبارك و تعالى تختلف عن كل بلاد الدنيا بما فيها بلاد الحرمين الشريفين حفظهما الله تعالى فقد تجلى فيها ربنا عز وجل على نبي الله موسى و ليس بقعة أخرى من العالم و في ذلك إشارة إلى أنه كما يوجد بيت الله الحرام يوجد بلد الله الحرام و هى البقعة التي تجلى فيها عز وجل على نبي الله موسى عليه السلام حيث أخذ الألواح .

الباحث في التاريخ سيكتشف بسهولة أن الدول الإستعمارية تتكالب على مصر منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا حيث تتعرض مصر لغزو مشابه للهكسوس الذين حكموا مصر من قبل حتى طردهم منها أحمس الأول سنة 1550قبل الميلاد .

و السبب في ذلك قوة موقعها الجغرافي وسعة غناها بالثروات الطبيعية و المعادن و الكنوز و صدق سبحانه وتعالى حينما قال في وصفها { كم تركوا من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم – الشعراء 57-58 } وهنا يقول ابن كثير في تفسيره [ هذا هو وصف مصر ]

و موقعها الخطير والذي يمكن من خلالها المستعمر الوثوب على كل البلاد المحيطة بها و السيطرة علىها  ومن هنا تأتى خطورة سقوط مصر التي يمكن أن تكون سبباً في خراب كل العالم العربي والعياذ بالله .

ولقوتها انفصل بها أحمد بن طولون بدولته الطولونية عندما شعر بقوته الأكبر من قوة دولة الخلافة بالعراق ونفس العمل قام به كافور الإخشيد حيث أزال ابن طولون وقضى على جيشه وأسس الدولة الإخشيدية  و صلاح الدين الأيوبي نفس العمل فعله مؤسساً الدولة الأيوبية  والمماليك الذي أسسوا دولة المماليك ثم دولة محمد علي التي انفصلت عن الخلافة التركية .

كما أن زيارة كل أنبياء الله تقريباً لمصر فيه من الدلالة على أهميتها وسر الله تعالى المستودع فيها والذي علمه أنبياء الله عليهم السلام و بعض الأشخاص الآن والذين لا يتعدوا أصابع اليد الواحدة  وسيكشف الله تعالى سرهم قريباً وسيعلم العالم سر افتعال الأزمات الإقتصادية والسياسية والعسكرية حول مصر بالذات .

لو تفحصنا كتاب الله تعالى و سننه في مصر ستجد أن الله تعالى بين أن أفعال فرعون كانت أفكار مبتكرة في غاية الدهاء والذكاء في القضاء على دين الله تعالى في الأرض لذلك قال تعالى فيه دوناً عن غيره قوم عاد وثمود وشعيب ولوط وغيرهم { وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون – القصص 41 }

فما هذه الإمامة الكفرية التي بين تعالى أنها ستكون ممتدة على مستوى التاريخ وجغرافية العالم

لقد ابتكر فرعون استخدام التعذيب والسجن ولم يحدث هذا من قبل حيث كانوا يقتلون الخارج على نهجهم كقول قوم نوح { قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين – الشعراء 116 } وقول آذر لنبي الله إبراهيم { قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا – مريم 46 }

وأما فرعون فقد تفتق ذهنه هو وملأه بالجديد في الحرب مع الله تعالى وهو قوله تعالى فيه لعنه الله { وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك قال سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون – الأعراف 127 } .والقهر هنا إذلال الخارج عليهم وتسخيرهم في الأعمال الحقيرة واستعبادهم واستبعادهم من كل مناصب الدولة كأي بلد آخر من بلاد الدنيا ولذلك قال تعالى لموسى وهارون عليهما السلام : { فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى – طه 47 } .

ومن هنا جاءت فكرة التقسيم الطبقي للمواطن في مصر ولذلك قال تعالى { إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين – القصص 4 } .

ولقد توارث العالم هذه الأفكار الشيطانية في الحرب على المؤمنين في كل زمن لذلك جعله الله تعالى إماماً للكفرة وانتشرت وتشعبت هذه الأفكار منذعهد فرعون وبكل أسف حتى الآن وانتشار فكرة المميز والمدعم من الخبز للمساكن والمواصلات والأعمال وانتشر الفساد في العالم من فرعون لعنه الله إمام الكفره والظلمة وحتى إذا قتل يقتل في الخفاء وليس العلانية فهاهو يقول للملاء حوله { ذروني أقتل موسى وليدع ربه } والسؤال مالذي يمنعه من الإعلان عن قتل موسى عليه السلام

هى رقة المشاعر لهذا الشعب وكل من سكن في مصر لدخول انبياء الله تعالى فيها وأئمة من أهل البيت بكل أسف استشهدوا وقتلوا في بقاع أخرى من العالم وبالتالي في مصر روح تسري فيها وتمنع هذا الشعب من أن يكون سفاكاً للدماء وهذا مختلف عن الوضع الإستثنائي الذي تمر به مصر والذي قال فيه صلى الله عليه وآله[ إذا رأيتم شعب مصر يتشاجر على الدرهم والدينار فاخرجوا منها ] وذلك لأن هؤلاء إن خرجوا على الدين والقيم سيتحولون إلى سفاكين دماء فيما بينهم ولا يجرؤون على مواجهة الفرعون سفاك الدماء الكبر ومن هنا يأت الخطر على الجميع حاكماً ومحكوماً . وهذا سيكون في آخر زمان الدنيا في زماننا هذا ومع ظهور علامات الساعة وأشراطها والتي تنذر بزوال دول وإحلال دولاً اخرى غيرها .

ولعلم قوى الإستعمار في كل زمن بقوة البطش والسيطرة لحكامها وجيشها على مقاليد الأمور فمصر ليست مجتمع قبلي ليتحاربوا ثم يتصالحوا ويحدث موازنات وموائمات للقوى بينهم فتستقر الأمور بحسابات دموية دقيقة كالسيارتين اللتين يخشى كلا منهما بالتصادم مع الآخر فالقوى متوازنة والخراب سيكون على السيارتين .وهذه السنن ستكون متجذرة بقوة في الجزيرة العربية والشام والعراق وأما مصر فالوضع مختلف فهؤلاء قال تعالى فيهم إن خرجوا على كتاب الله وقتلوا أهل بيت نبيهم والمؤمنين وسيسلطهم على بعضهم بعضاً حتى يستبيح كلامنهم دماء أخيه بمجرد أنه مختلف ومن قبيلة أخرى قال تعالى في هؤلاء وفي كل من كانت دولته تتبنى فكرة القبلية { قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون – الأنعام 65 } .

ولذلك هؤلاء منذ فجرالتاريخ يبعث فيهم النبي منهم ولهم فيقول تعالى { وإلى عاد أخاهم هودا} { وإلى ثمود أخاهم صالحا} وأما مصر فلا فالرسالة تأتي للحاكم شخصياً من الله لوضوح أنه ظل الله على الأرض قال تعالى { اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى – طه 43-44 } فقالا لله تبارك وتعالى خوفاً من بطشه ومكره وعناده { قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى – طه 45 } .

وبهذا الإسلوب الماكر في القضاء على الخصم دبروا لقتل نبي الله موسى عليه السلام في الخفاء حتى جاءة مؤمن فرعون { رجل من أقصى المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين – القصص 20 } .

وتدبيره لعلمه كراهية الشعب المصري للدماء وثورته العارمة إن وجههم الحاكم لهذه الوجهة فالشعب قوة خفية شديدة البطش والبأس عنيد يمكن أن تزيل أي حاكم في لحظة أو في عدة ساعات إن أخطأ في فهم سلوك هذا الشعب العظيم والحاكم قوة ظاهرة باطشة و:ان مصر تمثل التوازن في حكمة الله تعالى بين الشرق و الغرب بين القبلية والحضارة فبحق يمكن أن تعتبر مصر مرآة العالم .

ومن هنا يتبين لنا أن حكام مصر على مدار التاريخ وبسنن من الله تعالى وحكمة إلهية جعل حكامها مسيطرون حتى يقضى الله عليهم بضربة واحدة كل فترة من الزمن فيزول الحكم كله دفعة واحدة ومن هنا يقول صلى الله عليه وآله [ تفتح مصر حشراً والشام حرباً .. الحديث ] ومن هنا سبب استمرار الجهاد المسلح والمقاومة بين العراق والشام والجزيرة اليمن حتى يدخلوها فاتحين على مدار التاريخ فيخرج شعب مصر مهللاً للفاتح المنقذ لهم وقد فعلوا ذلك أكثر من ثلاث مرات منها تغيير هم للغة نفسها من شدة كراهيتهم لمن ظلمهم من حكامهم فعند الفتح الإسلامي هللوا للفاتحين وعند قدوم جيش الفاطميين خروجوا لاستقبالهم أيضاً .

ولقوة السيطرة من حكام مصر على شعبهم القوي الهادئ كهدوء البحر وفي لحظات يمكن أن يثور فيغير الحكم وضع قاعدة لحكمه قد يكون مجمع عليها بين كل الشعب المصري وهو قولهم [ مالي دعوة بالسياسة ] و لكنه في نفس الوقت وضع الحد بينه كمحكوم و أفسح المجال لتدبير الحاكم معايشه فهى مسؤوليته وكأنهم يقولون له ليس لنا عليك إلا أن تدبر لنا مطعمنا ومشربنا وأعمالنا و السياسة هذا عملك ولا شأن لنا به وكأنهم يقولون لحكامهم إن فشلوا في إدارة الدولة [ له إن كنت تعلم فتلك مصيبة وإن كنت لا تعلم فالمصيبة أعظم ] .

ومن هنا نقول بصواب قرار مصر الآن الخروج من اتفاقية الغذاء العالمي والتي تحدد منذ عهد مبارك رقعة زراعة القمح ومع استمرار الإنهيار الإقتصادي تم تقليل حصة زراعته بين مصر والسودان على الرغم من أن ابناء عمومتنا الجعافرية لو اتفقوا بين مصر والسودان سيزرعون مايكفي البلدين وذلك لتمركزهم بين أسوان في مصر والسودان وهذا حل على المستوى القبلي وليس على مستوى دولة والسؤال هل تظن بأن السادات ومبارك وعندما وقعوا على هذه الإتفاقية كانوا يجهلون بأن صاحب هذا الإقتراح يريد شل مصر عن اتخاذ القرار وتجويع شعبها لتحقيق أهداف غاية في الخطورة ( لقد كانوا يعلمون بالقادم والقوا المصيبة على حاكم مصر في المستقبل المهم يكونوا على كرسي الحكم حتى القتل أو السجن ففي العصر الحديث بكل أسف لتعلم قوة شعب مصر أنه لم يمت فيها حاكماً موتة طبيعية فهم مابين مقتول أو مسجون على يد الشعب أو الجيش او بمؤامرة صراع بين القوى العالمية على أرضها .

وكتب في ذلك المصري اليوم بتاريخ 16مايو 2015 مفتي مصر الدكتور شوقي علام

[حكام مصر.. 19 بينهم «مجنون ومقتول» والـ17 ينتظر «البدلة الحمراء»

كتب : أيمن شعبانمعتز ناديأحمد عبد الله

لأول مرة يجلس مفتي الجمهورية في مكتبه لينظر أوراق رئيس مصري فيما نُسب إليه من اتهامات.

الأوراق، التي سينظرها الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، تخص الرئيس المعزول، محمد مرسي وآخرين متهمين في قضية «اقتحام السجون»، التي تعود وقائعها لأحداث ثورة 25 يناير 2011.

وسيتحدد مصير مرسي في الجلسة، التي ستنظرها محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار شعبان الشامي، 2 يونيو المقبل، وفي القانون المصري تعني إحالة الأوراق للمفتي أن الخطوة الأقرب لصاحبها ارتداء «البدلة الحمراء» تمهيدًا لإعدامه.

مع العلم أن رأي المفتي يكون استشاريًا، وغير ملزم للقاضي الذي قد يقضي بالإعدام بحق المتهمين حتى لو رفض المفتي ذلك.

كان مرسي الحاكم الـ17 لمصر، والتاريخ الحديث للبلاد يسجل أن عرش المحروسة تعاقب عليه (الملك، والخديو، والسلطان، والرئيس، والرئيس المؤقت)، بمعدل 11 عامًا، في فترة قدرها نحو 208 أعوام، وإن كانت أطول فترة لحاكم حوالي 43 عامًا وهي لمحمد علي، مؤسس مصر الحديثة، تلاه حسني مبارك بحوالي 30 عامًا، فيما كان أقصر فترة حكم هي 8 أيام وهي مسجلة باسم صوفي أبو طالب.

حكام مصر

والتاريخ يقول إن حكم مصر ليس ترفًا أو محط نعيم لصاحبه، خاصة في تاريخها الحديث، بداية من محمد علي الذي قيل إنه أصيب بـ«لوثة عقلية أو جنون»، مرورًا بعباس حلمي الأول، الذي تم اغتياله، والخديوي إسماعيل الذي تم نفيه، والملك فاروق، الذي تخلى عن الحكم في يوليو 1952، فالرئيس جمال عبدالناصر الذي توفي مريضًا وقيل إنه تعرض لمؤامرة وتم اغتياله بالسم وإن لم تتأكد تلك الشكوك.والرئيس أنور السادات اغتيل خلال عرض عسكري في 6 أكتوبر 1981، بينما الموت لم يعرف طريقه لمن تلاه في الحكم وكان التخلي عن المنصب من نصيب محمد حسني مبارك في 11 فبراير 2011، فيما عُزل محمد مرسي في يوليو 2012.  -… المصري اليوم السبت – 16-05-2015  المصري اليوم   ] .

ونظن أن هذه السيطرة وهذا التسلط من حكام مصر على الشعب من الميراث الفرعوني جيلاً بعد جيل فالفراعين بتفوقهم وتقدمهم في مجال السحر كما هو وراد في كتب الله السماوية و في العصر الحديث يعتبر بنبش قبورهم واستخراج كنوزهم وأسرارهم إبطلاً لسحر عظيم علمه فرعون ليخلد في حكم مصر وورثه من جاء بعده إلى أن يشاء الله تعالى  لأنه من الأسرار التي أضرت بمصر وشعبها  المتوارث ضد   قد يتحول بعد ذلك قريباً إلى شعب وصفته التوراة [ بالشعب القائد ] ليكسر بعد ذلك حواجز التاريخ والمؤامرات العالمية المدبرة والتي دبرت ضده بليل .

ولذلك يقوول تعالى في مصر وشدة بلاء شعبها الذي قال فيه صلى الله عليه وآله [ هم وأزواجهم في رباط إلى يوم القيامة ] قال تعالى لذلك { طسم تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ نَتْلُو عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَىٰ وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ  – القصص } وذلك يحدث بعد جهد وبلاء عظيم ومحنة تمر بها مصر الآن وشعبها والعالم العربي من بعد ذلك والإسلامي .

ويرجع سكون هذا الشعب وتحمله للمصائب القادمة من حكامه إلى أن الله تعالى قدر على مصر أن تكون ملاذا للمستضعفين والهاربين من بطش حكامهم واللاجئين على مدار التاريخ منذ قدوم نبي الله إدريس إليها وحتى لجوء العراقيين والسوريين واليمنيين مع ملاحظة القيود التي تضعها الحكومات لالتزامها بضوابط تمليها عليها الأمم المتحدة ومن يديرها من الصهيونية العالمية وأنصارها في العالم .

وهنا لابد و أن تعلم بأن مصر قد ابتليت بفرعون حتى الآن  وهجرة العراقيين والسوريين واليمنيين وغيرهم ولذلك يجب أن تعلم بأن سنن الله تعالى في مصر هو التغيير من القمة وليس القاعدة كبقية الدولة والبلاء يأتي على عموم قادتها وحكامها فيبتليهم الله بالأزمات الإقتصادية كمقدمة إما الحل الذي يرضي الله ورسوله ووفقاً لماأمر الله تعالى أو مواجهة الزوال والدمار الجماعي لفرعون وملأه وجنوده قال تعالى في ابتلاءه لهم بالأزمات الإقتصادية ليتوبوا { فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين – الأعراف 133 } .فلما لم يتوبوا وأعلن فرعون بأن الطاعة المطلقة له في قوله تعالى { فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِّلْآخِرِينَ – الزخرف 54 -56 } وهذا الإستخفاف كان طاعة الناس له في قوله تعالى { فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون – المؤمنون 47 } وهذه العبادة كانت الطاعة المطلقة فلم يصلوا لفرعون قال تعالى {فاستخف قومه فأطاعوه } .

فما بالنا اليوم بمن يدعون للطاعة المطلقة يقتلون ويسجنون ويفصلون بالنظرة إذا رأوا عين العامل معهم تنظر شذراً او علامات ضيق تبدوا على وجهه هنا الأمر أصعب ولذلك في مصر تبتلى الدولة بفاجعة كبرى أعذنا الله تعالى منها وحفظ الله تعالى جنودها كما حدث في عام 1956 وعام 1967 وما قبل ذلك من احداث جسام سقطت فيها دول عن بكرة أبيها من الدولة الإخشيدية وحتى ثوورة 23 يووليو 1952 .

وبعد ذلك البلاء هل من شك أن مصر باباً من أبواب الجنة لشدة المعاناة التي سيعانيها سكانها من حكامها في حقب كثيرة من الزمان وهو قانع راضي بما قسمه الله حتى جاء زمان التسلط على قوت هذا الشعب من طعام ومياه يشربها وهواءاً يتنفسه يأمل أعدائهم بمنعه عنهم وعن العالم العربي والإسلامي وأهل القيم و الأخلاق بالديانات السماوية الثلاثة  .

هذا وبالله التوفيق وما توفيقي إلا بالله

عليه توكلت إليه أننيب وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

خالد محيي الدين الحليبي

 

 

عن مركز القلم للأبحاث والدراسات

يهتم مركز القلم بمتابعة مستقبل العالم و الأحداث الخطرة و عرض (تفسير البينة) كأول تفسير للقرآن الكريم في العالم على الكلمة وترابطها بالتي قبلها وبعدها للمجامع والمراكز العلمية و الجامعات والعلماء في العالم.

شاهد أيضاً

دوتش فيليا : تهديد لأوروبا.. شولتس يحذر من تنامي نفوذ اليمين الشعبوي

DW : حذر المستشار أولاف شولتس خلال مؤتمر الاشتراكيين الأوروبيين من تعاظم نفوذ اليمينيين الشعبويين …

اترك تعليقاً