دعا مشرعون ديمقراطيون بالكونجرس إلى نقل أنظمة أسلحة أمريكية من السعودية إلى أوكرانيا، وتعليق نقل مخطط لصواريخ باتريوت إلى الرياض، على خلفية دعم الرياض قرار منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفائها “أوبك+” بخفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميا ابتداء من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وقال النائب “رو خانا”، إن الكونجرس  “على الأقل سيتحرك لوقف نقل صواريخ باتريوت إلى المملكة، وربما إيقاف الصفقات الدفاعية الأخرى مؤقتًا”، حسبما أوردت صحيفة “الجارديان” البريطانية.

واعتبر “خانا” قرار “أوبك+” بمثابة “نقطة تحول” في علاقة واشنطن بالرياض، مشيرا إلى أن “التوتر وصل إلى نقطة غليان، يمكن مقارنتها بالمشاعر الأمريكية بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي”.

وأضاف: “هذه لحظة ثانية مثل مقتل خاشقجي. أعتقد أنها سوء تقدير كامل من جانب السعوديين”، مشيرا إلى أن التعليقات الأخيرة التي أدلى بها زميله، السيناتور الديمقراطي “روبرت مينينديز”، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، الذي قال إنه مستعد لوقف مبيعات الأسلحة السعودية.

وفي السياق، قال السيناتور الديمقراطي البارز “كريس مورفي” إنه يعتقد أنه يتعين على الولايات المتحدة تعليق بيع صواريخ جو – جو المتقدمة إلى السعودية؛ لإعادة نشر هذه الصواريخ في أوكرانيا.

وقال “مورفي” في بيان: “لسنوات، نشر الجيش الأميركي بطاريات الدفاع الصاروخي باتريوت في المملكة العربية السعودية للمساعدة في الدفاع عن البنية التحتية النفطية ضد هجمات الصواريخ والطائرات من دون طيار. يجب إعادة نشر أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي المتقدمة لتعزيز دفاعات الجناح الشرقي لحلفاء الناتو مثل بولندا ورومانيا، أو نقلها إلى شركائنا الأوكرانيين”.

وبينما لن تمثل عمليات نقل الأسلحة الموجودة في السعودية إلى أوكرانيا عملية معقدة من الناحية اللوجستية، يرى خبراء أن ذلك قد يمثل مخاطرة من إدارة “بايدن” التي قد تتهم بالتصعيد في أوكرانيا، بما يتجاوز المستويات التي تعتبرها مناسبة، لأن تلك الأنظمة قد تتطلب تواجد عناصر أمريكية على الأرض لتشغيلها. وسبق أن أعلنت واشنطن مرارا أنها لا تنوي إرسال أي قوات أمريكية للقتال في أوكرانيا.

 

 

وفي هذا الإطار، قال كبير الباحثين في معهد كوينسي، “ويليام هارتونغ”، إن أي خطوة لنقل الأسلحة من هذا القبيل، سيصاحبها على الأقل مناقشات جادة داخل البيت الأبيض والكونجرس، معتبرا، في الوقت نفسه، أن هجوم روسيا المستمر على أوكرانيا يعني أن “الاعتبارات السياسية تتغير”.

وأضاف “هارتونغ” أن التغييرات بعمليات التسليم المخططة لصواريخ باتريوت من المحتمل أن تسبب “قلقا” في السعودية، لكن تغيير مواعيد تسليم قطع الغيار والصيانة يمكن أن يعرقل عمل أجزاء كبيرة من سلاح الجو السعودي.

وأوضح الباحث أنه يعتقد أن السعوديين ربما يقللون من شأن تأثير التطور الأخير على العلاقات مع واشنطن، بالنظر إلى أن تلك العلاقة نجت على ما يبدو من تداعيات مقتل “خاشقجي”، مضيفا أنه لا يرجح أن يستخدم “بايدن” الفيتو ضد قرار للكونجرس يستهدف المملكة.

وردت السعودية، الأربعاء، على الانتقادات التي أثارها قرار “أوبك+” بخفض إنتاج النفط، وأعربت عن رفضها التصريحات “التي تضمنت وصف القرار بأنه بمثابة انحياز للمملكة في صراعات دولية وأنه قرار بني على دوافع سياسية ضد الولايات المتحدة الأميركية”، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية.

لكن وزير الخارجية الأمريكي “أنتوني بلينكن” أعلن، الخميس، أن واشنطن تراجع حاليا تداعيات قرار أوبك+ على علاقاتها مع الرياض قائلا: “لم نشعر بخيبة أمل عميقة من ذلك فحسب، وإنما نعتقد بأنه قصر نظر. وكما أوضح الرئيس، يجب أن يكون لهذا القرار عواقب”

المصدر | الخليج الجديد + متابعات