الخليج الجديد :
قالت “فايننشال تايمز”، إن أزمة الطاقة العالمية “تزيد من نفوذ محمد بن سلمان وغيره من قادة الخليج”، حيث إن لدى السعودية والإمارات القدرة الاحتياطية على زيادة إنتاج النفط بشكل كبير، “بينما تخطب الحكومات الأوروبية وشركات الطاقة ود قطر أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم”.
وأضافت الصحيفة البريطانية في افتتاحية لها، أنه “بينما يشعر العالم بالقلق إزاء إمدادات الطاقة والتضخم، يتمتع الخليج بطفرة مع تزايد اعتماد الغرب على المحروقات”.
وأوضحت أنه “منذ خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن في فبراير/شباط الماضي، بلغت أسعار النفط والغاز أعلى مستوياتها منذ أكثر من 10 سنوات، في الوقت الذي يحاول فيه الغرب خنق صادرات الطاقة الروسية”، بحسب ما ترجمه موقع “عربي21”.
وأشارت إلى أنه “في هذا الشهر، وافق الاتحاد الأوروبي على خطة لحظر واردات النفط الروسية المنقولة بحراً، كما وافق التكتل على التنسيق مع المملكة المتحدة بشأن خطط لحظر التأمين على السفن التي تحمل الخام الروسي، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من إعاقة قدرة موسكو على التصدير”.
ولفتت إلى أنه “من أجل خفض أسعار البنزين المرتفعة للغاية قبل انتخابات التجديد النصفي الأمريكية، يتعين على بايدن اللجوء إلى دولة تعهد بالتعامل معها على أنها منبوذة، حيث حثت واشنطن السعودية، الزعيم الفعلي لمنظمة أوبك، على زيادة الإنتاج”.
والثلاثاء ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، أن الرئيس الأمريكي “جو بايدن” سيزور السعودية يومي 15 و16 يوليو/تموز المقبل، وسيلتقي الملك “سلمان بن عبدالعزيز” وولي العهد الأمير “محمد بن سلمان”. وسيشمل جدول الزيارة قمة دعا إليها العاهل السعودي تضم قادة مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن “بايدن”، الذي يقبع تحت ضغط شديد من أجل ردع روسيا والتعامل مع انخفاض أسعار الغاز في أمريكا في ظل أكبر تسارع وتيرة للتضخم منذ عام 1981، نحى جانبا منظوره الأخلاقي والغضب الناجم عن مقتل “خاشقجي” لإعادة بناء علاقات أكثر دفئا مع المملكة في ظل الاضطرابات الكبرى التي يشهدها العالم نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا.
ويسعى “بايدن” إلى إقناع السعوديين بزيادة إنتاجهم النفطي، من أجل وقف ارتفاع أسعار المحروقات والتضخم في بلاده التي تشهد انتخابات منتصف الولاية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وتعتبر هذه الانتخابات دقيقة بالنسبة للحزب الديموقراطي الذي ينتمي إليه “بايدن”.
ورأت “فايننشال تايمز” في افتتاحيتها أنه “كان اعتماد الديمقراطيات الغربية على المستبدين الأثرياء بالنفط دائما أشبه بعقد فاوست (ميثاق يتاجر بموجبه الشخص بشيء ذي أهمية أخلاقية أو روحية عليا من أجل منفعة دنيوية أو مادية)، حيث إنهم غضوا الطرف عن انتهاكات حقوق الإنسان، اندفاعا لتأمين إمدادات بديلة للنفط والغاز الروسي”.
وختمت بالقول إنه “يجب عليهم تجنب تكرار أخطاء الماضي، وعدم إعطاء أمثال محمد بن سلمان رحلة مجانية في الحكم”.