"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

مساجد تتارستان… تحف معمارية ومنارات للتسامح الديني

تعَد مدينة قازان في جمهورية تتارستان الروسية من أبرز النماذج للتعايش السلمي والتسامح الديني، وتتميز بتصاميم مساجدها الفريدة.

وصممت أغلب مساجد تتارستان من قبل المهندسين المعماريين غير المسلمين وهذا أثر بدوره على الأسلوب المعماري، وفقا لموقع “روسيا-العالم الإسلامي”.

في تصميم مسجد “بورناي”، استخدم المهندس المعماري بيتر رومانوف عناصر من العمارة التتارية في العصور الوسطى والعمارة الروسية والشرقية. تم بناؤه بأسلوب انتقائي، يعتمد على مزيج من التقنيات الكلاسيكية، كان هذا الأداء غريباً على سمات المساجد في ذلك الوقت، ما ترك بصمة خاصة للمهندسين المعماريين غير المسلمين.

وأقامت فرق المهندسين المعماريين المحترفين، الذين يعرفون جيداً الأساليب والوسائل التقليدية، المباني وفقاً لذائقتهم الخاصة، التي لا تشبه أساليب العمارة وذائقة المهندسين المعماريين المحليين التي أُنشِئت على نماذج جمالية مختلفة. 

في الهندسة المعمارية الإسلامية التترية نرى الرسوم الغرافيكية والأنماط الهندسية المجردة، وتركيبات ألوان مختلفة، وميزتها في إنشاء صورة معمارية مستقلة تزداد رونقاً في الأيام الملبدة بالغيوم.

هناك أسطورة تشير إلى أن ظهور هذه المساجد لأول مرة كان نتيجة لأنشطة البناء التي قام بها المبشرون الفرنسيسكان في القرن الثاني عشر. تحتفظ الهندسة المعمارية بتاريخ الخزر المسلمين، الذين هاجروا الى هذة المناطق في القرن الثامن، وبتاريخ وثقافة القبيلة الذهبية، وإمارات قازان التي كانت على علاقة  وثيقة مع المماليك في مصر والسلاجقة والعثمانيين، وأيضاً آثار الاتصال بالأساليب الغربية في عصر حكم القياصرة الروس.

يشار إلى أن مسجد “المرجاني” يعد أقدم مسجد في عاصمة تتارستان الواقع في مستوطنة تتار قديمة. لهذا المسجد قيمة كبيرة بالنسبة لجميع المسلمين في منطقة الفولغا وتتارستان. مسجد “المرجاني” هو أول مسجد حجري تم بناؤه في قازان، بعد أن استولى إيفان الرهيب على المدينة، وتم افتتاحه في عام 1770 بإذن شخصي من كاثرين الثانية، ولم يتم إغلاقه مرة أخرى وحتى خلال سنوات الثورة والحرب، فاستمر المسجد مفتوحا لأداء العبادات.