مصر : مسجد النبي دانيال بالإسكندرية

مصر عبر العصور :

مقدمة :

تظل الأسكندرية منذ أنشأها الإسكندر الأكبر مهدا للحضارات والثقافات والاديان المختلفة سكنها اليهود والمسيحيون مع المسلمين منذ مئات السنين مزيج من الإديان التي عاشت وتعايش معتنقوها حتى ترك أصحابها تاريخا وآثارا تشهد على عظمة الشعب المصري ومن داخل أحدالشوارع الكبرى وسط مدينة الأسكندرية والذى يحتوى على أحد الألغاز التى تؤكد إن مصر وخاصة الأسكندرية تحتضن جميع الأديان السماوية ولا تفرق بينها

وقصة شارع النبى دنيال الذى يحتضن بداخله مسجد وكنيسة ومعبد يهودى وكل مبنى له تاريخ خاص يقع في مدينة الإسكندرية توجد عدة مساجد إسلامية تُنسب إلى بعض الأنبياء والرُسل سبقوا المسيحية والإسلام

ولعل ذلك يظهر في أن هذه المساجد ربما كانت معابد قديمة تحولت إلى مساجد أو يرجع إلى وجود جاليات يهودية كبيرة في مدينة الإسكندرية في العصر الروماني فأطلقت الأسماء على اسم أنبيائها وبينهم مسجد النبى دانيال المسجل بمصلحة الوقف وقد خصص له ليلة للأحتفال فى شهر رمضان لمسجد النبى دانيال

نبذه عن مسجد النبى دانيال :

عُرف مسجد النـبى دانيــال بهذا الاسم خطأ نسبة إلى النبي دانيال أحد أنبياء بني إسرائيل إلا أنه بعد البحث أتضح إن  الحقيقة أن هذا الجامع ينسب إلى أحد العارفين بالله وهو الشيخ محمد دانيال الموصلي

أحد شيوخ المذهب الشافعي وكان قد قدم إلى مدينة الإسكندرية فى نهاية القرن الثامن الهجري واتخذ من مدينة الإسكندرية مكانا لتدريس أصول الدين وعلم الفرائض على نهج الشافعية وظل بمدينة الإسكندرية حتى وفاته سنة 810 هـ فدفنه تلاميذه فى مقبرة بزااوية من زوايا المسجد

وأصبح ضريحه مزارا للناس ويقع مسحد النبي دانيال فى الشارع المعروف باسمه وقد ارتبط هذا المسجد بعدة أساطير منها أنه دفن به النبى دانيال كما ارتبط أيضا بفكرة البحث عن مقبرة الإسكندر الأكبر

إلا أن الأبحاث والحفائر التي تمت بهذا المسجد فى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين دحضت هذه الأفكار  المشاعة بين الناس وإن المسجد يعد من المساجد الأثرية لأحد العارفين بالله وهو الشهيد محمد بن دانيال الموصلي ثم مع مرور السنين حُرف اسم المسجد إلى مسجد النبي دانيال أحد أنبياء العهد القديم

قصة بناء مسجد النبى دانيال :

بني مسجد النبي دانيال في الإسكندرية عام 1790 ميلاديًا في وقت كانت الإسكندرية فيه تحتوي على حيين فقط هما رأس التين والجمرك أما باقي الإسكندرية فكانت عبارة عن صحراء من الرمال

يتخللها مزارع خضراء كثيفة أو بحيرات شاسعة الإتساع ويعتبر المسجد من أقدم مساجد مصر وجدرانه مزينة بالزخارف الإسلامية القديمة وهو مزار للعديد من السائحين خاصة الآسيويين الذين يحرصون على زيارة الضريح الموجود أسفل المسجد الذي يقال إنه للنبي دانيال ظلّت الأسماء فى القصص والتراث الشعبى حتى جاء العرب

فقد أسسوا مساجد فعرفت بالأسماء الشائعة والمعروفة فى تلك المناطق والتى تتضمن أسماء أنبياء بنى إسرائيل مثل مسجد قنطرة سليمان ومسجد الخِضر بالقيسارية ومسجد النبي دانيال بالأسكندرية

داخل الشارع المعروف باسمه وفقًا لكتاب مساجد مصر وأولياؤها الصالحون وقد تضاربت الأقوال حول وجود قبر النبى دانيال داخل مدينة الإسكندرية

وأجمعت المراجع على أن القبر يتواجد داخل مدينة سوس الإيرانية كما جاء فى ذكر فتوح الإسلام لبلاد المعجم أن أبا موسى الأشعرى بعد أن فتح السوس وجد خزانة مقفلة ففتحها ووجد فيها حجرًا طويلاً على مثال الحوض وفيه رجل ميت قد كُفن بأكفان منسوجة بالذهب فكتب إلى عمر بن الخطاب يخبره ويطلب رأيه

فأمر بدفنه هُناك كما يوجد مخطوطة أخرى تقول قال فرج الدين الظاهرى نائب سلطنة الإسكندرية وجدنا العديد من المزارات والأماكن المباركة هُنا منها مشهد النبى دانيال عليه السلام كما يوجد أيضاً

مراجع مخطوطة بوجود قبر النبى دانيال بالموصل وإن كُتب الرحالة لم تشر إلى وجود مقبرة للنى دانيال بالاسكندرية على أننا وجدنا فى كتاب زبد كشف الممالك لفرج الدين الظاهرى نائب سلطنة الاسكندرية فى العصر المملوكى فى القرن التاسع الهجرى إن الاسكندرية  من المزارات والأماكن المباركة منها مشهد النبى دانيال

وفى كتاب الدرر الكامنة فى أعيان المائة الثامنة فقد ذُكر الشيخ محمد دانيال الموصلي أحد شيوخ المذهب الشافعى قد قدم إلى الإسكندرية فى نهاية القرن الثامن الهجرى ليدرس أصول وعلم الفرائض على نهج الشافعية حتى وفاته فى عام 810 هجرية ودُفن هناك

وأصبح ضريحه مزارًا للناس وعندما بدأت عمليات البحث والتنقيب عن الآثار فى مصر فى القرن التاسع عشر لازمت مسجد النبى دانيال فكرة وجود قبر الإسكندر فيه وقد هذا الرأى ما قاله محمود باشا الفلكى بأن النبى دانيال توفى قبل إنشاء الإسكندرية بأكثر من 3 قرون

أى أن تلك المنطقة والمسجد لا يُنسبان له أبدًا بل مجرد قصص وتراث شعبى قديم  وقد أيد هذا الرأى ما قاله محمود باشا الفلكى من أن النبى دانيال توفى قببل أنشاء الاسكندرية بأكثر من ثلاثة قرون ويقول على باشا مبارك فى الخطط التوفيقية يوجد مسجد مشهور يطلق عليه مسجد النبى دانيال وكان مسجد النبي دانيال عبارة عن مسجد صغير لا يتسع لعدد كبير من المصلين حتى جدده محمد علي باشا سنة 1238

ووسع مساحته ويقول علي باشا مبارك في كتاب الخطط التوفيقية إن عملية التجديد شملت بناء مدفن للعائلة الخديوية في زاوية من زوايا المسجد وإن هذا المدفن يضم رفات محمد سعيد باشا

ونجله طوسون باشا وآخرين من أبناء الأسرة العلوية ومما يزيد الحيرة بحق هو تلك النتائج التي انتهى إليها عالم الآثار والمؤرخ الكبير حسن عبدالوهاب قبل نحو قرن من الزمان فقد انتهت الحفائر بين ما انتهت إلى أسئلة لا تقدم جواباً حيث عثر المنقبون حينذاك على مقبرة تنخفض عن سطح الأرض بمقدار ثلاثة أمتار تضم تابوتاً خشبياً كبيراً

مكتوبا على التابوت قبر النبي دانيال يجاوره تابوت أصغر منه مكتوب عليه قبر الحكيم لقمان وعندما واصل المنقبون الحفر وجدوا حفرة حديثة الردم تضم مجموعة من شواهد القبور وهو يؤشر إلى أن هذه البقعة استعملت كمقبرة إسلامية منذ ألف سنة على خاصة أن العديد من شواهد القبور كانت تضم كتابات بالخط الكوفي يرجع تاريخها إلى القرن الرابع الهجري ويرجح الكثير من المتخصصين في الآثار الإسلامية تسمية المسجد بهذا الاسم إلى عادة مصرية قديمة مشيرين إلى أنهم كانوا يطلقون أسماء الأنبياء والرسل على مساجدهم

موقع ومكان مسجد النبى دنيال :

يقع مسجد النبى دانيال في نطاق شارع النبي دانيال بمحطة الرمل  بالإسكندرية وهو مسجل في عداد الآثار الإسلامية والقبطية بالقرار رقم 231 لسنة 2005 وصدر له قرار بالحرم الخاص به برقم 168 لسنة 2018 فى شارع النبى دانيال وهو القادم من محطة مصر يوجد على اليمين من هذا الشارع وأمام سيدى عبد الرازق الوفائى يوجد مسجد النبى دانيال ويشاع فى مدينة الاسكندرية بأن النبى دانيال مدفون فى هذا المقام وبجواره الحكيم لقمان وقد وجد أن بعض الأشخاص تقريبا من البهرة يقومون على نظام وتجميل هذا المقام

تاريخ مسجد النبى دانيال :

يُنسب مسجد النبي دانيال إلى أحد العارفين بالله وهو الشيخ محمد دانيال الموصلي أحد شيوخ المذهب الشافعي والذي قدم إلى مدينة الإسكندرية في نهاية القرن الثامن الهجري واتخذ من مدينة الإسكندرية مكانا لتدريس أصول الدين وعلم الفرائض على نهج الشافعية وظل بمدينة الإسكندرية حتى وفاته سنة 810 هـ فدفن بالمسجد وأصبح ضريحه مزارا للناس وقد بني مسجد النبي دانيال في الإسكندرية عام 1790 م

في وقت كانت الإسكندرية فيه تحتوي على حيين فقط هما رأس التين والجمرك أما باقي المدينة فكانت عبارة عن صحراء من الرمال يتخللها مزارع خضراء كثيفة أو بحيرات شاسعة الاتساع ويعتبر المسجد من أقدم مساجد مصر

وجدرانه مزينة بالزخارف الإسلامية القديمة وهو مزار للعديد من السائحين خاصة الآسيويين الذين يحرصون على زيارة الضريح الموجود أسفل المسجد الذي يقال إنه للنبي دانيال وإن المسجد جرى تجديد المبنى الخاص به أكثر من مرة ولذلك لم يتم تحديد التاريخ الذي أنشئ فيه على وجه التحديد

ويعود تاريخ مسجد النبى دانيال الموجد حالياً بمدينة الأسكندرية إلى القرن الثانى عشر الهجري  والثامن عشر الميلادي حيث تم تجديد المسجد فى عهد على باشا مبارك

وذلك فى سنة 1822 ميلادية وقد تم تجديده وتوسعة هذا المسجد المشار أليه فى هذا الموضوع وهو مسجد النبى دانيال فى عهد الوالى محمد على باشا ثم قام بتجدد مرة أخرى عام 1267هجرية _ 1850ميلادية  وذلك في عهد والى مصر سعيد باشا

ضريح النبى دانيال الأثرى :

يذكر  إن الضريح ينسب إلى أحد العارفين بالله وهو الشيخ محمد بن دانيال الموصلي أحد شيوخ المذهب الشافعي فى نهاية القرن 8هجرية  والـ 14ميلادية وتم إطلاق اسم النبي دانيال بناء على رغبة المسلمين

الذين أعتادوا إطلاق أسماء الأنبياء على المساجد تبركًا بها مثل مسجد الخضر ومسجد سليمان والضريح مصنوع من الرخام الأبيض تحت قباب من الحجر منحوت تحت المسجد ويوجد بجوار الضريح سرداب يتم النزول له بسلالم من الخشب وقد وجد أنه يعلو حجرة الضريح  حجرة تماثل حجرة الضريح وأسفلها ويتوسطها فتحة مثمنة محاطة بسيتج خشبي

ويتم النزول من حجرة الضريح عن طريق سلم مصنوع من الخشب للحجرة التى توجد أسفل حجرة الضريح وتطل الفتحة المثمنة على أربعة إيوانات صغيرة ذات عقود مدببه ذات شكل مميز

تحصر بينها جنبات ركنية مجوفة ومزخرفة بأشكال عقود فنية جميلة الشكل لتحول المربع إلى مثمن أى بثمن زوايا حيث رقبة القبة وبها 4 شبابيك وقد تهدمت خوزة القبة وقد تحولت إلى سقف مسطح بعد ترميمها

الأساطير الشعبية حول مسجد النبى دنيال :

يعكس مسجد النبي دانيال الكائن في قلب المنطقة التجارية بمدينة الإسكندرية المصرية نموذجاً للأساطير الشعبية التي لا تزال تسيطر على عقول الملايين من البسطاء في مصر

والمسجد الذي يرجع تاريخ إنشائه إلى القرن السابع عشر الميلادي ويعد من أوائل المساجد التي شيدت في مصر تحول من مجرد مسجد لإقامة الشعائر في الإسكندرية إلى مقصد للزوار والباحثين في علوم التاريخ والآثريين أيضاً في محاولات لم تنقطع للوصول إلى الحقيقة وراء تسمية المسجد ومثيرة للحيرة بحق

حيث أن العديد من الدراسات التاريخية الموثوقة تذهب جميعها إلى أن نبي الله دانيال وهو أحد أنبياء بني إسرائيل مات ودفن في بابل قبل ثلاثة قرون من ظهور الإسكندر الأكبر الذي يرجع إليه بناء مدينة الإسكندرية وهي الحقيقة التي تطرح دائماً ذلك السؤال المحير

حول حقيقة مرقد النبي دانيال ومسجده الذي يحمل اسمه في مدينة الأسكندرية  والأكثر إثارة في الأمر هو أن تلك الأسطورة لم تشغل الباحثين في مصر فقط لكنها دفعت الأمير عمر طوسون حفيد محمد سعيد باشا أحد حكام الأسرة العلوية في مصر إلى البحث والتنقيب

عن سر التسمية ومما يروى في ذلك أنه كلف العلامة المؤرخ حسن عبدالوهاب الذي كان يعد أحد أهم مؤرخي المساجد الإسلامية في النصف الأول من القرن العشرين ببحث ويتقصي الحقائق حول هذه الأسطورة وأجرى المؤرخ الكبير حينذاك العديد من الحفائر في المقبرة الموجودة داخل المسجد

ليكتشف أن الضريح الذي يقال إنه يخص النبي دانيال هو في الأصل مقبرة من بين نحو ألف مقبرة موجود أسفل بناء المسجد وهو ما كان يقول بوضوح إن المنطقة كانت تضم جبانة إسلامية

يصل عمرها إلى نحو ألف عام عاش النبي دانيال حسبما تشير المصادر التاريخية الإسلامية في مطلع القرن السابع قبل ميلاد المسيح وعندما غزا الملك البابلي نبوخذنصر القدس وساق أمامه أغلب بني إسرائيل إلى بلاده ليعيشوا هناك عبيداً وأسرى وهي الفترة المعروفة بالسبي البابلي

كان دانيال من بينهم ويقول الطبري في تاريخ الرسل والملوك إن دانيال كان ذو شخصية محببة متميزة ويتمتع بمكانة خاصة داخل بلاط نبوخذنصر بسبب قدرته الفائقة على تفسير الأحلام

ويضيف الطبري أنه ظل يتمتع بهذه الرعاية الملكية حتى عاد وقومه إلى بيت المقدس ليعتزل الحياة العامة ويعكف حسبما تقول الرواية القبطية على كتابة تاريخ حياته في سفر يحمل اسمه ضمن أسفار العهد القديم وربما تكون الرواية التي أوردها ابن حجر العسقلاني هي الأقرب للصحة

التخطيط المعماري العام للمسجد :

هناك خلاف تاريخي بين علي باشا مبارك الذي ذكر في كتابه الخطط التوفيقية الجديدة أن محمد علي باشا قد قام بتجديد الجامع وتوسيعه سنة 1238 هـ / 1822 م وبين الأستاذ حسن عبد الوهاب الذي لا يوافق على هذا الرأي استنادا إلى أن طراز بنائه لا يتفق

وطراز الأبنية التي يرجع تاريخها إلى عصر محمد علي باشا والى مصر ولذا فقد أرجع الأستاذ حسن عبد الوهاب تاريخ بنائه إلى أبنية القرن الثاني عشر الهجري/السابع عشر الميلادى ويتكون تخطيط الجامع من مساحة مستطيلة يتقدمها صحن مكشوف

ويوجد بالناحية الشمالية الغربية منها دورة المياه والميضأة وللجامع واجهة رئيسية واحدة هي الواجهة الجنوبية الغربية ويقع بها المدخل الرئيسي للجامع حيث يؤدي هذا المدخل إلى بيت الصلاة وينقسم إلى قسمين القسم الأول وهو مصلي للرجال أما القسم الثاني فخصص لصلاة النساء

ويتكون بيت الصلاة أو المصلي إلى مساحة مستطيلة مقسمة إلى ثمانية أروقة من خلال سبعة أعمدة رخامية تحمل عقودا نصف دائرية ويوجد بالناحية الجنوبية الشرقية

حنية المحراب ويفتح بالجدار الشمالي الشرقي فتحة باب مستطيلة تؤدي إلى الضريح وهو عبارة عن مساحة مستطيلة يتوسط أرضيتها فتحة مثمنة يحيط بها حاجز من الخشب الخرط يرتكز على رقبة مثمنة مكونة من ثلاثة صفوف من المقرنصات ويتم الهبوط بعمق حوالي خمسة أمتار إلى الضريح الذي يتكون من مساحة مربعة تقوم على أربعة دعائم متعامدة

كان يؤدي الذي بالناحية الجنوبية الغربية إلي سرداب مغلق حاليا ويتوسط أرضية الضريح تركيبتين من الخشب أحدهما تحتوي على قبر الشيخ محمد دانيال الموصلي أو كما هو معتقد النبي دانيال والأخرى تضم قبر يعرف باسم قبر لقمان الحكيم وإن كانت المصادر التاريخية لم تتناول صحة أو خطأ هذه التسمية أما المصلي الخاص بالنساء فيقع بالناحية الشمالية الغربية وهو عبارة عن مساحة مستطيلة يوجد بها حاجز من الخشب الخرط لصلاة النساء

الزخارف الأثرية بالمسجد والضريح :

وقد ذكرت مصادر البحث إن الضريح يقع بالجهة الشرقية بداخل مسجد النبى دانيال ويتم الوصول إليه عن طريق باب مستطيل الشكل ذو مصراعين من الخشب وعليها زخارف هندسية وتنخفض حجرة الضريح

عن مستوى الشارع بنحو 2متر ونصف ويتم النزول إليها عن طريق سلم خشبي بفتحة مثبتة بأرضية حجرة الضريح العلوية وهى عبارة عن مساحة مربعة يطل عليها 4 أبواب صغيرة سقفها خشبي والجزء الجنوبي يحتوى على حديقة صغيرة على شكل محراب وإن الضريح كان يعلوه قبة لم يتبق منها سوى القبة المثمنة

وتحتوى الحجرة على ثلاثة صفوف من المقرنصات وهى غير مسقوفة الآن حيث أنها تهدمت خوزة القبة من عوامل الزمن وأصبحت مفتوحة  أما الجانب الغربى يؤدى إلى ممر يوجد به قبوات متقاطعة وكانت مدخل الضريح سابقا مشيرًا إلى أن المسجد الذى يطلق عليه مسجد النبى دانيال كان ملحقًا به صهريج مياه مكون من طابقين وتحتوى حجرة الضريح على تركيبة خشبية كتب عليها قبر النبي دانيال وبجوارها من الناحية الغربية تركيبة خشبية أخرى كتب عليها قبر الحكيم لقمان

الأستغلال السياحى للمسجد :

أكدت المصادر أنه سيجرى استغلال الضريح وإدراجه على شبكة المعلومات لإلقاء الضوء على تاريخ الإسكندرية ليتحول إلى مزار سياحي ديني خاصة أن المنطقة المحيطة به هي منطقة سياحية وأثرية حيث يقع إلى جواره المسرح الروماني كما يوجد العديد من المنشآت الهامة بالشارع إلى جانب مسجد النبي دانيال يوجد المعبد اليهودي والكنيسة المرقسية وهى أقدم الكنائس فى مصر وأفريقيا ويعتبر هذا الشارع من الشوارع الأكثر حيوية فى الإسكندرية بسبب

وجود المحلات التجارية المعروفة وأيضاً الخاصة ببيع المصنوعات الجلدية لشنط السيدات والرجال وكل المصنوعات الجلدية وغيرها من المحلات الهامة التى تخص الأسرة وأيضاً المباني الهامة مثل مبنى الأهرام و المركز الثقافي الفرنسي وسوق لبيع الكتب مثلما هو موجود بسوق الأذبكية بالقاهرة والتى تحتوى على كل أنواع الكتب المتخصصة فى أحد العلوم والكتب الثقافية والفنية وغيرها من تاريخ الدول  وخاصة تاريخ مصر الزاخر بالمعلومات التاريخية

مساجد مصر وأولياؤها الصالحون :

نلاحظ فى مصر وفى الاسكندرية خاصة وجود مساجد اسلامية تنسب إلى أنبياء ورسل سبقوا المسيحية والإسلام وهى ظاهرة تستحق التفسير وذلك يرجع الى أحد أمرين الأول هو أن هذه المساجد التى تنسب للرسل أو لأولياء الله الصالحين

ربما كانت معابد قديمة حولت الى مساجد أو أنها بنيت فى مكانها  والأمر الثانى يرجع الى وجود جاليات يهودية كبيرة فى مدينة الاسكندرية فى العصر الرومانى ومن الثابت أنها سكنت مناطق معروفة أطلقت عليها أسماء أنبيائها وظلت هذه الأسماء فى القصص والتراث الشعبى

حتى جاء العرب وأسسوا مساجد فعرفت بالاسماء الشائعة والمعروفة فى تلك المناطق ومما يؤيد هذا الرأى أننا إذا استعرضنا أسماء هذه المساجد لوجدناها لأنبياء بنى اسرائيل مثل مسجد سليمان عند قنطرة سليمان ومسجد الخِضر بالقيسارية وأهمها مسجد النبى دانيال بالشارع المعروف باسمه أما عن وجود قبر النبى دانيال بمدينة الاسكندرية فقد تضاربت فيه الأقوال ومن المعروف إن أهل مصر كانوا يباركون مساجدهم وأماكن العبادة فيطلقون أسم الرسل وأولياء الله الصالحين على هذه المنشآت تبركاً بأسمائهم

عن مركز القلم للأبحاث والدراسات

يهتم مركز القلم للأبحاث والدراسات بشؤون المستضعفين في العالم لا سيما المسلمين والتحذير من أعداء البشرية والإنسانية و تثقيف المسلمين وتعريفهم بحقائق دينهم وما خفى عنهم وعن وحضارتهم وماهم مقبلون عليه في ضوء علامات الساعة المقبلون عليها.

شاهد أيضاً

مشهد مرد الشمس للإمام علي بن أبي طالب(ع)

 ينابيع :  بقلم خليل إبراهيم المشايخي               على بعد كيلوين …