أخبار عاجلة

الحقيقة في تاريخ الخلافاء الجزء الثالث خلافة علي ومقتله ومبايعة الحسين

الشارح المسلم :

في مبايعة علي رضي الله عنه بالخلافة وما نشأ عن ذلك

قال ابن سعد: بويع علي بالخلافة الغد من قتل عثمان بالمدينة فبايعه جميع من كان بها من الصحابة -رضي الله عنهم- وقال: إن طلحة والزبير بايعا كارهين غير طائعين، ثم خرجا إلى مكة وعائشة -رضي الله عنها- بها، فأخذاها وخرجا بها إلى البصرة يطلبون بدم عثمان، وبلغ ذلك عليًّا فخرج إلى العراق، فلقي بالبصرة طلحة والزبير وعائشة ومن معهم، وهي وقعة الجمل، وكانت في جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين وقتل بها طلحة والزبير وغيرهما وبلغت القتلى ثلاثة عشر ألفًا، وأقام علي بالبصرة خمس عشرة ليلة، ثم انصرف إلى الكوفة، ثم خرج عليه معاوية بن أبي سفيان ومن معه بالشام، فبلغ عليًّا فسار إليه، فالتقوا بصفين في صفر سنة سبع وثلاثين، ودام القتال بها أيامًا، فرفع أهل الشام المصاحف يدعون إلى ما فيها، مكيدة من عمرو بن العاص، فكره الناس الحرب، وتداعوا إلى الصلح، وحكموا الحكمين، فحكم عليٌ أبا موسى الأشعري، وحكم معاوية عمرو بن العاص، وكتبوا بينهم كتابًا على أن يوافوا رأس الحول بأذرح، فينظروا في أمر الأمة فافترق الناس، ورجع معاوية إلى الشام، وعلي إلى الكوفة، فخرجت عليه الخوراج من أصحابه ومن كان معه وقالوا: لا حكم إلا لله، وعسكروا بحروراء، فبعث إليهم ابن عباس، فخاصمهم

    وحجهم، فرجع منهم قوم كثير، وثبت قوم، وساروا إلى النهروان، فعرضوا للسبيل، فسار إليهم على فقتلهم بالنهروان، وقتل منهم ذا الثدية، ذلك سنة ثمان وثلاثين، اجتمع الناس بأذرح في شعبان من هذه السنة، وحضرها سعد بن أبي وقاص وابن عمر وغيرهما من الصحابة فقدم عمرو أبا موسى الأشعري مكيدة منه، فتكلم فخلع عليًّا، وتكلم عمرو فأقر معاوية، وبايع له، فتفرق الناس على هذا، وصار علي في خلاف مع أصحابه حتى صار يعض علي أصبعه ويقول: أعصى ويطاع معاوية؟

وانتدب ثلاثة نفر من الخوارج: عبد الرحمن بن ملجم المرادي، والبرك بن عبد الله التميمي، وعمرو بن بكير التميمي، فاجتمعوا بمكة وتعاهدوا وتعاقدوا ليقتلن هؤلاء الثلاثة: علي بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، ويريحوا العباد منهم، فقال ابن ملجم: أنا لكم بعلي، وقال البرك: أنا لكم بمعاوية، وقال عمرو بن بكير: أنا أكفيكم عمرو بن العاص، وتعاهدوا على أن ذلك يكون في ليلة واحدة ليلة حادي عشر أو ليلة سابع عشر رمضان، ثم توجه كل منهم إلى المصر الذي فيه صاحبه، فقدم ابن ملجم الكوفة، فلقي أصحابه من الخوارج فكاتمهم ما يريدون إلى ليلة الجمعة سابع عشر رمضان سنة أربعين، فاستيقظ علي سحرًا، فقال لابنه الحسن، رأيت الليلة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: يا رسول الله ما لقيت من أمتك من الأود واللدد؟ فقال لي: “ادع الله عليهم”، فقلت: اللهم أبدلني بهم خيرًا لي منهم، وأبدلهم بي شرًّا لهم مني، ودخل ابن الذباح المؤذن على علي، فقال: الصلاة،  فخرج علي من الباب ينادي: أيها الناس الصلاة الصلاة، فاعترضه ابن ملجم، فضربه بالسيف، فأصاب جبهته إلى قرنه ووصل إلى دماغه، فشد عليه الناس من كل جانب، فأمسك وأوثق، وأقام علي الجمعة والسبت، وتوفي ليلة الأحد وغسله الحسن والحسين، وعبد الله بن جعفر، وصلى عليه الحسن، ودفن بدار الإمارة بالكوفة ليلًا، ثم قطعت أطراف ابن ملجم، وجعل في قوصرة وأحرقوه بالنار.

وهذا كله كلام ابن سعد، وقد أحسن في تلخيصه هذه الوقائع، ولم يوسع فيها الكلام كما صنع غيره؛ لأن هذا هو اللائق بهذا المقام،

1 أخرجه الطبراني في الأوسط “ح4878”.

2 أخرجه الحاكم في المستدرك “134/3″، وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

قال صلى الله عليه وسلم: “إذا ذكر أصحابي فأمسكوا”. وقال: “بحسب أصحابي القتل”1.

وفي المستدرك2 عن السدي، قال: كان عبد الرحمن بن ملجم المرادي عشق امرأة من الخوارج يقال لها: قطام، فنكحها وأصدقها ثلاثة آلاف درهم، وقتل علي، وفي ذلك قال الفرزدق:

فلم أر مهرًا ساقه ذو سماحة                     كمهر قطام من فصيح وأعجم

ثلاثة آلاف وعبد وقينة                               وضرب علي بالحسام المصمم

فلا مهر أغلى من علي وإن  غلا                 ولا فتك إلا دون فتك ابن ملجم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 أخرجه ابن سعد “66/2”.

2 أخرجه الحاكم في المستدرك “143/3”.

     قال أبو بكر بن عياش: عمى قبر علي لئلا ينبشه الخوارج.

وقال شريك: نقله ابنه الحسن إلى المدينة.

وقال المبرد عن محمد بن حبيب: أول من حول من قبر إلى قبر علي رضي الله عنه.

وأخرج ابن عساكر عن سعيد بن عبد العزيز، قال: لما قتل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- حملوه ليدفنوه مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- فبينما هم في مسيرهم ليلًا إذ ند1 الجمل الذي هو عليه، فلم يدر أين ذهب؟ ولم يقدر عليه، قال: فلذلك يقول أهل العراق: هو في السحاب، وقال غيره: إن البعير وقع في بلاد طيئ فأخذوه فدفنوه.

وكان لعلي حين قتل ثلاث وستون سنة، وقيل: أربع وستون، وقيل: خمس وستون، وقيل: سبع وخمسون، وقيل: ثمان وخمسون، وكان له تسع عشرة سرية.

    مبايعة الحسن بالخلافة

ولي الحسن -رضي الله عنه- الخلافة بعد قتل أبيه بمبايعته أهل الكوفة، فأقام فيها ستة أشهر وأيامًا، ثم سار إليه معاوية، والأمر إلى الله، فأرسل إليه الحسن يبذل له تسليم الأمر إليه، على أن تكون له الخلافة من بعده، وعلى ألا يطالب أحدًا من أهل المدينة والحجاز والعراق بشيء مما كان أيام أبيه، وعلى أن يقضي ديونه، فأجاب معاوية إلى ما طلب، فاصطلحا على ذلك فظهرت المعجزة النبوية في قوله صلى الله عليه وسلم: “يصلح الله به بين فئتين من المسلمين” ونزل له عن الخلافة، وقد استدل البلقيني بنزوله عن الخلافة، التي هي أعظم المناصب، على جواز النزول عن الوظائف، وكان نزوله عنها في سنة إحدى وأربعين، في شهر ربيع الأول، وقيل: الآخر، وقيل: في جمادى الأولى، فكان أصحابه يقولون له: يا عار المؤمنين، فيقول: العار خير من النار، وقال له رجل السلام عليك يا مذل المؤمنين، فقال: لست بمذل المؤمنين، ولكني كرهت أن أقتلكم على الملك. ثم ارتحل الحسن عن الكوفة إلى المدينة فأقام بها.

وأخرج الحاكم عن جبير بن نفير قال: قلت للحسن: إن الناس يقولون: إنك تريد الخلافة، فقال: قد كان جماجم العرب في يدي يحاربون من حاربت ويسالمون من سالمت، فتركتها ابتغاء وجه الله وحقن دماء أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- ثم أبتزها بأتياس أهل الحجاز1.

وفاته

توفي الحسن -رضي الله عنه- بالمدينة مسمومًا، سمته زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس، دس إليها يزيد بن معاوية أن تسمه فيتزوجها، ففعلت، فلما مات الحسن بعثت إلى يزيد تسأله الوفاء بما وعدها، فقال: إنا لم نرضك للحسن أفنرضاك لأنفسنا؟ وكانت وفاته سنة تسع وأربعين، وقيل: في خامس ربيع الأول سنة خمسين، وقيل: سنة إحدى وخمسين، وجهد به أخوه أن يخبره بمن سقاه، فلم يخبره، وقال: الله أشد نقمة إن كان الذي أظن وإلا فلا يقتل بي والله بريء.

وأخرج ابن سعد عن عمران بن عبد الله بن طلحة قال: رأى الحسن كأن بين عينيه مكتوبا: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد}[الإخلاص: 1] فاستبشر به أهل بيته، فقصوها على سعيد بن المسيب، فقال: إن صدقت رؤياه فقل ما بقي من أجله، فما بقي إلا أيام حتى مات.

وأخرج ابن عساكر والبيهقي عن طريق أبي المنذر هشام بن محمد عن أبيه قال: أضاق الحسن بن علي، وكان عطاؤه في كل سنة مائة ألف، فحبسها عنه معاوية في إحدى السنين فأضاق إضاقة شديد، قال: فدعوت بدواة لأكتب إلى معاوية لأذكره نفسي، ثم أمسكت فرأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المنام، فقال: كيف أنت يا حسن؟ فقلت: بخير يا أبت،

    وشكوت إليه تأخر المال عني، فقال: أدعوت بدواة لتكتب إلى مخلوق مثلك تذكره ذلك؟ فقلت: نعم يا رسول الله، فكيف أصنع؟ فقال: قل: اللهم اقذف في قلبي رجاءك واقطع رجائي عمن سواك حتى لا أرجو أحدًا غيرك، اللهم وما ضعفت عنه قوتي، وقصر عنه عملي، ولم تنته إليه رغبتي، ولم تبلغه مسألتي، ولم يجر على لساني مما أعطيت أحدًا من الأولين والآخرين من اليقين فخصني به يا رب العالمين، قال: فوالله ما ألححت به أسبوعًا حتى بعث إلي معاوية بألف ألف وخمسمائة ألف، فقلت الحمد الله الذي لا ينسى من ذكره ولا يخيب من دعاه، فرأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام، فقال: يا حسن كيف أنت؟ فقلت بخير يا رسول الله، وحدثته بحديثي، فقال: يا بني هكذا من رجا الخالق، ولم يرجُ المخلوق.

وفي الطيوريات عن سليم بن عيسى قارئ أهل الكوفة قال: لما حضرت الحسن الوفاة جزع فقال له الحسين: يا أخي ما هذا الجزع؟ إنك ترد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلى علي وهما أبواك وعلى خديجة وفاطمة وهما أماك، وعلى القاسم والطاهر وهما خالاك، وعلى حمزة وجعفر وهما عماك،  فقال له الحسن: أي أخي إني داخل في أمر من أمر الله تعالى لم أدخل في مثله، وأرى خلقًا من خلق الله لم أر مثله قط.

قال ابن عبد البر: وروينا من وجوه أنه لما احتضر قال لأخيه: يا أخي إن أباك استشرف لهذا الأمر، فصرف الله عنه ووليها أبو بكر، ثم استشرف لها وصرفت عنه إلى عمر، ثم لم يشك وقت الشورى أنها لا تعدوه، فصرفت عنه إلى عثمان، فلم قتل عثمان بويع علي، ثم نوزع حتى جرد السيف فما صفت له، وإني والله ما أرى أن يجمع الله فينا النبوة والخلافة، فلا أعرفن ما استخلفك سفهاء الكوفة فأخرجوك، وقد كنت طلبت من عائشة -رضي الله عنها- أن أدفن مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت: نعم، فإذا مت فاطلب ذلك إليها وما أظن القوم إلا سيمنعونك، فإن فعلوا فلا تراجعهم فلما مات أتى الحسين إلى أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- فقالت: نعم وكرامة، فمنعهم مروان، فلبس الحسين ومن معه السلاح حتى رده أبو هريرة، ثم دفن بالبقيع  إلى جنب أمه رضي الله عنها.

1 أخرجه الحاكم “170/3″، وقال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.

///////////////////////////////////////////////////////////////////
في فضائل الامام علي رضي الله عنه 

قال الإمام أحمد بن حنبل: ما ورد لأحد من أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الفضائل ما ورد لعلي -رضي الله عنه- أخرجه الحاكم.

وأخرج الشيخان عن سعد بن أبي وقاص: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خلف علي بن أبي طالب في غزوة تبوك، فقال: يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان؟ فقال: “أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ غير أنه لا نبي بعدي”2. أخرجه أحمد والبزار من حديث أبي سعيد الخدري، والطبراني من حديث أسماء بنت قيس، وأم سلمة، وحبشي بن جنادة وابن عمر وابن عباس، وجابر بن سمرة، والبراء بن عازب، وزيد بن أرقم.

وأخرجا عن سهل بن سعد: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال يوم خيبر: “لأعطين الراية غدًا رجلًا يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله”، فبات الناس يدكون ليلتهم أيهم يعطاها؟ فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: “أين علي بن أبي طالب؟” فقيل: هو يشتكي عينيه، قال: “فأرسلوا إليه”، فأتي به، فبصق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في عينيه ودعا له، فبرئ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية3. يدكون: أي يخوضون ويتحدثون.

وأخرج مسلم عن سعد بن أبي وقاص قال: لما نزلت هذه الآية: {نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُم}[آل عمران: 61] دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليًّا، وفاطمة، وحسنًا، حسينًا فقال: “اللهم هؤلاء أهلي”1.

وأخرج الترمذي عن أبي سريحة، وأبو زيد بن الأرقم، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “من كنت مولاه فعلي مولاه”2.

وأخرجه أحمد عن علي، وأبي أيوب الأنصاري، وزيد بن أرقم، وعمرو ذي مر،وأبو يعلى عن أبي هريرة، والطبراني عن ابن عمر، ومالك بن الحويرث وحبشي بن جنادة، وجرير، وسعد بن أبي وقاص، وأبي سعيد الخدري، وأنس، والبزار عن ابن عباس، وعمارة، وبريدة، وفي أكثرها زيادة: “اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه”.

ولأحمد عن الطفيل قال: جمع على الناس سنة خمس وثلاثين في الرحبة، ثم قال لهم: أنشد بالله كل امرئ مسلم سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول يوم غدير خم ما قال لما قام، فقام إليه ثلاثون من الناس فشهدوا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه”.

وأخرج الترمذي، والحاكم وصححه، عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله أمرني بحب أربعة، وأخبرني أنه يحبهم”، قيل يا رسول الله سمهم لنا؟ قال: “علي منهم -يقول ذلك ثلاثا- وأبو ذر، والمقداد، وسلمان”3.

وأخرج الترمذي والنسائي وابن ماجه عن حبشي بن جنادة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “علي مني، وأنا من علي”4.

وأخرج الترمذي عن ابن عمر قال: آخى رسول الله بين أصحابه، فجاء علي تدمع عيناه، فقال: يا رسول الله آخيت بين أصحابك، ولم تؤاخ بيني وبين أحد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أنت أخي في الدنيا والآخرة“.

وأخرج مسلم عن علي قال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي إِلَيّ أنه لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق5.

وأخرج الترمذي عن أبي سعيد الخدري، قال: كنا نعرف المنافقين ببغضهم عليًّا

أخرجه مسلم “32/4 فضائل صحابة“.

2 أخرجه الترمذي “3713/5″، وقال أبو عيسى: حسن صحيح.

3 أخرجه الترمذي “3718/5″، والحاكم “130/3″، وقال أبو عيسى: حسن، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وقال الذهبي: ما خرج مسلم لأبي ربيعة.

4 أخرجه الترمذي “3719/5″، والنسائي في الكبرى “8454/5″، وابن ماجه “119/1″، وقال أبو عيسى: حسن غريب.

5 أخرجه مسلم “78/1”.

وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال: ما نزل في أحد من كتاب الله تعالى ما نزل في علي.

وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال: نزلت في علي ثلاثمائة آية.

وأخرج البزار عن سعد قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعلي: “لا يحل لأحد أن يجنب في المسجد غيري وغيرك”.

وأخرج الطبراني، والحاكم وصححه، عن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا غضب لم يجترئ أحد أن يكلمه إلا علي.

وأخرج الطبراني والحاكم عن ابن مسعود -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “النظر إلى علي عبادة”1. إسناده حسن، وأخرجه الطبراني، والحاكم أيضًا من حديث عمران بن حصين.

وأخرجه ابن عساكر من حديث أبي بكر الصديق ، وعثمان بن عفان، ومعاذ بن جبل، وأنس، وثوبان، وجابر بن عبد الله، وعائشة رضي الله عنهم.

وأخرج الطبراني في الأوسط عن ابن عباس قال: كانت لعلي ثماني عشرة منقبة ما كانت لأحد من هذه الأمة.

وأخرج أبو يعلى عن أبي هريرة قال: قال عمر بن الخطاب: لقد أعطي علي ثلاث خصال لأن تكون لي خصلة منها أحب إلي من أن أعطى حمر النعم، فسئل وما هن؟ قال: تزوجه ابنته فاطمة، وسكناه المسجد لا يحل لي فيه ما يحل له، والراية يوم خيبر.

وروى أحمد بسند صحيح عن ابن عمر نحوه.

وأخرج أحمد وأبو يعلى بسند صحيح عن علي قال: ما رمدت ولا صدعت منذ مسح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجهي، وتفل في عيني، يوم خيبر حين أعطاني الراية2.

وأخرج أبو يعلى والبزار عن سعد بن أبي وقاص: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من آذى عليًّا فقد آذاني”.

وأخرج الطبراني بسند صحيح عن أم سلمة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “من أحب عليًّا فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله، ومن أبغض عليًّا فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله”3.

وأخرج أحمد والحاكم وصححه، عن أم سلمة قالت: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: “من سب عليًّا فقد سبني”4.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 أخرجه الطبراني في الكبير “10006/10″، والحاكم “142/3″، وقال الحاكم: صحيح ووافقه الذهبي.

2 أخرجه أحمد في مسنده “99،78/1″، وأبو يعلى “593/1”.

3 أخرجه الطبراني في الكبير “901/23”.

4 أخرجه أحمد “323/6″، والحاكم “121/3″، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه

وأخرج أحمد والحاكم بسند صحيح عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لعلي: “إنك تقاتل على القرآن كما قاتلت على تنزيله“.

وأخرج البزار وأبو يعلى والحاكم عن علي، قال: دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا علي إن فيك مثلًا من عيسى، أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه، وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزل الذي ليس به”. ألا وإنه يهلك في اثنين: محب مفرط يفرطني بما ليس فيّ، مبغض مفترٍ يحمله شنآني على أن يبهتني.

وأخرج الطبراني في الأوسط والصغير عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: “علي مع القرآن والقرآن مع علي، ولا يفترقان حتى يردا على الحوض”1.

وأخرج أحمد والحاكم بسند صحيح عن عمار بن ياسر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لعلي: “أشقى الناس رجلان: أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك يا علي على هذه -يعني: قرنه- حتى تبتل منه هذه من الدم، يعني: لحيته”. وقد ورد ذلك من حديث علي، وصهيب، وجابر بن سمرة، وغيرهم.

وأخرج الحاكم وصححه عن أبي سعيد الخدري قال: اشتكى الناس عليًّا فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فينا خطيبًا فقال: “لا تشكوا عليًّا، فوالله إنه لأخيشن في ذات الله، أو سبيل الله”2.

عن مركز القلم للأبحاث والدراسات

يهتم مركز القلم للأبحاث والدراسات بشؤون المستضعفين في العالم لا سيما المسلمين والتحذير من أعداء البشرية والإنسانية و تثقيف المسلمين وتعريفهم بحقائق دينهم وما خفى عنهم وعن وحضارتهم وماهم مقبلون عليه في ضوء علامات الساعة المقبلون عليها.

شاهد أيضاً

مصر تكشف عن كنزها الضخم وتهزم السعودية والإمارات لتصبح الأقوى والأغنى في الخليج’

اليمين الآن : اكتشف علماء الآثار كنوزا جديدة من مدينة هيراكليون، المدينة المصرية “المفقودة” التي …

اترك تعليقاً