سيكولوجية التطرف الاجتماعي

الإرهاب الاجتماعي هو أحد أشكال الإرهاب حيث يسلط المبحث الضوء على التعريفات والأسباب التي تؤدي إليه وطرق علاجه.

إشكاليات التعريف

أولا: التعريف اللغوي

هو الغلو والإسراف، أو الشطط بعيدا عن التوسط والاعتدال.

ثانيا: الاصطلاح الاجتماعي

هو الخروج على المفاهيم والأعراف والتقاليد والسلوكيات العامة.

ثالثا: المفهوم الأمني والسياسي

هو الخروج على القانون والدستور السائد.

إذن فنحن نتوقع أن يختلف مفهوم التطرف من مجتمع لآخر، بل ويختلف مفهومه داخل المجتمع الواحد تبعا للجهة التي تحاكم سلوك الشخص.

رابعا: أهمية النموذج المثالي
(IDEAL MODEL)

ولكي نحكم على سلوك ما بأنه متطرف يجب أن يكون لدينا نموذج مثالي نحاكم إليه هذا السلوك، وهذا ممكن في حالة المجتمعات التي استقرت على تركيبات وديناميات راسخة في حياتها، أما المجتمعات التي تمر بتحولات كثيرة في فترات زمنية وجيزة فإنها تعاني من غياب أو غموض النموذج المثالي للسلوك فيقع كثير من أفرادها أثناء حركتهم في المناطق الخطرة (جهلا أو عمدا) ويوصمون بالتطرف.

خامسا: أهمية الإطار المرجعي
(FRAME OF REFERENCE)

وهذا يؤكد ضرورة وجود صيغة حقيقية وأصيلة ومقبولة تؤكد الهوية وتسمح بالبقاء والنمو وتحقق المصالح والأهداف لغالبية المجتمع، وهذه الصيغة هي ما يطلق عليه الإطار المرجعي، وهذا الإطار المرجعي لابد وأن يضع في الحسبان تركيبات وديناميات العقيدة والقيم والأخلاق والمعاملات في المجتمع الذي يتبناه، ويكون ضاربا بجذوره في أعماق ذلك المجتمع، وهذا لا يمنع بل لابد أن يكون هذا الإطار المرجعي مواكبا لحركة الحياة البشرية المتطورة وأن يضع في اعتباره العلاقات المختلفة مع باقي مجموعات البشر.

سادسا: قيمة التقبل الاجتماعي

هل الخروج على الأعراف الاجتماعية يعتبر تطرفا في كل الأحوال ؟ والإجابة هي أن هناك بعض الصفات الاجتماعية الفاسدة كالرشوة والغش والتزوير والظلم… إلخ، وربما تكون هذه الصفات منتشرة في مجتمع ما إلى الدرجة التي تصبح فيها هي القاعدة والخروج عنها يكون مستغربا وكمثال على ذلك عندما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المجتمع الجاهلي في الجزيرة العربية ليغير مفاهيمه وأعرافه الفاسدة لم يكن متطرفا رغم اختلافه الجذري مع قيم وأعراف المجتمع الجاهلي السائدة في ذلك الوقت. والمعيار الأفضل للحكم على سلوك بأنه متطرف أم لا هو أثر ذلك السلوك ليس على الفرد وحده بل على المجتمع أيضا. وهذا يوضح لنا الفرق بين السلوك الصحيح والسلوك المتطرف فالأول يصلح به الشخص ويصلح به غيره ويستمر ويبني، أما الثاني فانه يهدم حياة الشخص وحياة المجتمع. ومع أن التقبل الاجتماعي ليس هو المعيار الوحيد إلا أنه على درجة كبيرة من الأهمية في غالب الأحيان.

أشكال التطرف

التطرف يمكن أن يوجد في أي مجال من مجالات الحياة فمثلا هناك التطرف السياسي (أقصى اليمين أو أقصى اليسار) والتطرف العرقي والتطرف الاجتماعي والتطرف الديني… إلخ، وأيا كان الشكل الذي يأخذه التطرف إلا أنه يمكن تقسيمه إلى ثلاثة أنواع توجد منفردة أو مجتمعة.

أولا: التطرف المعرفي

وهو أن ينغلق الشخص على فكرة أو أفكار معينة، ولا يقبل المناقشة أو إعادة النظر فيها، ويعتبرها من الثوابت المطلقة، وهو في هذه الحالة لا يلغي وظيفة عقله فقط في تمحيص هذه الفكرة أو الأفكار بل إنه يلغي أي رأي آخر مخالف، ولا يسمح لهذا الرأي أن يدخل مجال وعيه فضلا عن أن يتفهمه أو يناقشه أو يتقبله.

ثانياً: التطرف الوجداني

وهو شعور حماسي طاغ نحو شيء معين يجعل الشخص مندفعا في اتجاه معين دون تبصر وربما يدفعه هذا الانفعال إلى تدمير نفسه أو غيره، وربما يندم بعد ذلك حين تخف حدة هذا الانفعال (المؤيد أو الرافض).

ويعود إلى رشده، وفي بعض الأحيان لا يحدث هذا وإنما يظل الشخص يشحن نفسه (أو يشحنه المجتمع) بشحنات وجدانية هائلة تهدد بالانفجار في أية لحظة.

ثالثاً: التطرف السلوكي

وهو المغالاة في سلوكيات ظاهرية معينة بما يخرج عن الحدود المقبولة وكأن هذه السلوكيات هدف في حد ذاتها ولذلك يكرهها الشخص بشكل نمطي وهي خالية من المعنى وفاقدة للهدف. ولا يتوقف الأمر عند الشخص ذاته بل يحاول إرغام الآخرين على التقيد بما يفعله هو قهراً أو قسراً، وربما يلجأ إلى العدوان على الآخرين لإرغامهم على تنفيذ ما يريد.

أسباب التطرف

أولاً: أسباب بيولوجية
(BIOLOGICAL CAUSES)

مثل الاختلال الكروموسومي والعوامل التركيبية الوراثية والعيوب الخلقية والاصابات المخية… إلخ.

ثانياً: أسباب نفسية اجتماعية
(PSYCHO-SOCIAL CAUSES)

مثل:

  • الحرمان من رعاية أحد الأبوين أو كلاهما في سن مبكر
  • الحرمان الاجتماعي
  • صدمة نفسية شديدة خاصة في الطفولة
  • العلاقة المضطربة بالأقران
  • اضطراب العلاقة بين الطفل ووالده أو بين الطفل ورموز السلطة في الأسرة أو في المدرسة أو في المسجد، وينمو هذا الصراع ويكبر ويصبح الشخص في صراع مع أي رمز للسلطة على المستوى الاجتماعي أو السياسي أو الديني. وهذا يفسر لنا رفض الشباب المتطرف الانضواء تحت أية سلطة حتى ولو كانت رشيدة، فهم يفضلون تكوين مجموعات ممن هم في مثل سنهم دون وصاية أو توجيه من مصدر أعلى.
  • وجود بعض الاضطرابات النفسية مثل:
    • أ– الاضطراب العصابي كالقلق والاكتئاب: ففي محاولة الشخص للخروج من دائرة القلق أو الاكتئاب يلجأ إلى نقل مجال الصراع من داخل النفس إلى الخارج حيث يصبح الصراع دائراً بين النفس والمجتمع وبالتالي يصبح الصراع أقل إيلاماً للشخص وأكثر قبولاً منه حيث يشعره أنه يقوم بدور ما.
    • ب– اضطراب الشخصية البارانوي: وهذا الشخص المتعالي المتسلط يرى أنه جدير (وحده) بتوجيه الناس إلى ما يريد، وأن الناس (كل الناس) عليهم أن يسمعوا ويستجيبوا، وإذا اعترضوا فلابد من قهرهم ولو بالقوة.
    • ج– اضطراب الشخصية المعادى للمجتمع: وهذا الشخص يحمل بذور العداء والكراهية وعدم الولاء للمجتمع، لذلك فهو يأخذ موقف المحارب لكل القيم والأعراف والتقاليد السائدة.
    • د– الاضطراب الذهاني: وهذا يمثله بعض المرضى العقليين المصابين بالفصام أو الهوس أو الاضطرابات الضلالية، حيث يعتقد المريض في نفسه أنه المسيح أو المهدي المنتظر أو الإمام الأعظم الذي جاء لهداية الناس، وفي بعض الحالات يستطيع المريض أن يكتم هذا الاعتقاد عن المحيطين به ولكنه يتصرف انطلاقاً منه فيظهر أمام الناس في صورة مصلح أو داعية مشوه الفكر والوجدان والسلوك.
  • التعميم والتحويل: وفي بعض الأحيان يكون التطرف مدفوعاً بأشياء أخرى مختلفة عن الشكل الظاهر تماماً، كأن يكون الشخص واقعاً تحت تأثير معاناة مادية أو اجتماعية أو سياسية شديدة، أو فشل في أن يحقق ما يريد على المستوى الشخصي، لذلك يحول القضية الشخصية إلى قضية عامة، وهذا يعطي لمعاناته ومحاولاته معنى أكبر يخفف من آلام الإحباط الشخصي الذي يشعر به، وفي ذات الوقت لا يجد نفسه وحيداً في هذه الأزمة

ثالثاً: أسباب اجتماعية ثقافية
(SOCIO-CULTURAL CAUSES)

  • أ– انخفاض المستوى الاجتماعي والاقتصادي: لأن الأسرة الفقيرة لا تستطيع أن تدعم أفرادها وأن تزودهم بمهارات التكيف خاصة في وقت الأزمات.
  • ب– التغيرات الاجتماعية أو الثقافية أو التكنولوجية السريعة: ففي مراحل التغيرات السريعة يختل التوازن وتتداخل القيم والمفاهيم ويكثر التطرف.

رابعاً: أسباب دينية
(RELIGIOUS CAUSES)

  • أ– اتساع الهوة بين القيم السائدة والقيم المعلنة، مما يعطي رسالة مزدوجة للشخص تدعه في حيرة وقلق، وهذا يجعله يشك في مصداقية من حوله، وبالتالي يصبح أكثر عدوانية نحوهم. فمثلا يتعلم الطفل أو المراهق في المدرسة أو المسجد أن الكذب حرام وأن الرشوة حرام وأن الظلم حرام وأن الخمر حرام وأن السفور حرام وأن الربا حرام، ومع ذلك يجد كثيرا من هذه الأشياء سائدة في مجتمعه فيحدث داخله صراع مؤلم يحاول التخلص منه بتحطيم مظاهر الخروج على القيم المعلنة حتى يستريح.
  • ب– استفزاز المشاعر الدينية من خلال تسفيه القيم أو الأخلاق أو المعتقدات أو الشعائر بالقول أو بالفعل مع عدم إعطاء الفرصة للرد على ذلك.
  • ج– مقاومة دواعي السقوط: حين يبدأ الشاب طريق الالتزام الديني فهو يبذل جهدا هائلا للتغلب على رغباته الداخلية (خاصة الجنس والعدوان) ولكنه يفاجأ بأن ثمة مثيرات في المجتمع تحاول إيقاظ هذه الرغبات بشكل ملح، وهنا يشعر ذلك الشاب باحتمال السقوط في هوة الرغبات غير الأخلاقية، فيحول الصراع من داخل نفسه إلى صراع مع العوامل المثيرة فيشتبك مع رموز المجتمع على اعتبار أنهم مسئولين عما يحدث له.

خامسا: عوامل تعزيزية
(REINFORCING FACTORS)

هناك بعض العوامل التي من شأنها زيادة حدة التطرف واستمراريته، ومن هذه العوامل معاملة التطرف بتطرف مضاد، أو الاقتصار على الوسائل القمعية دون البحث والتعامل مع جذور المشكلة وهذا يؤدي إلى ما يسمى بالتغذية المرتجعة للتطرف Feed back وإلى نشوء ظاهرة الدوائر المغلقة.

شخصية المتطرف وشخصية الداعية

لقد حدث اختلاط (أو خلط) كبير بين مفهوم التطرف ومفهوم الدعوة وذلك نظراً لوجود بعض التشابهات السطحية (الشكلية) بين المتطرف والداعية، والتي يستغلها أصحاب الإدراك المشوه (أو المغرض) في التعميم المخل فيضعون المتطرفين والدعاة (جهلاً أو عمداً) في صف واحد رغم التباين الهائل بينهما والذي يصل إلى حد التضاد والتنافر.

التفرقة بين شخصية المتطرف وشخصية الداعية

والسؤال الهام هو: كيف نفرق بين المتطرف والداعية من حيث الشكل والمضمون؟

والإجابة تتلخص في النقاط التالية:

  1. التركيب الجسماني والشكلي

    • في كثير من الأحيان نجد المتطرف ذا طول بائن أو قصر مستهجن أو يحمل في تركيبه الجسماني عاهة معينة أو اختلافاً يميزه عن الناس بشكل أو بآخر. وتبدو في قسمات وجهه الحدة أو التجهم، وفي حركاته نبرة العدوان والتحدي. وهو إما كثير الكلام أو الحركة أو قليلهما بشكل ملفت للنظر. وفي كل الحالات نجد إهمالاً واضحاً في مظهره وعدم تناسق في ملبسه.
    • أما الداعية فهو يبدو وسطاً معتدلاً في شكله ومظهره، حسن السمت منبسط الوجه، نظيفاً متناسقاً، ودود النظرات، ولا يميل إلى لفت الأنظار بغرائب المظهر أو الملبس.
  2. الحالة النفسية

    • يبدو في المتطرف بروز (زائد) في أحد النواحي (كجنوح في الفكر أو الانفعال أو السلوك)، فتراه يركز بلا هوادة على فكرة بعينها أو تراه عصبياً أو عدوانياً بلا مبرر واضح.
    • أما الداعية فهو متناسق الفكر والانفعال والسلوك كأنه منظومة كونية رائعة، وهو هادئ النفس سمحاً طيباً.
  3. الحالة الروحانية

    • المتطرف يكون بعيداً عن روحانيات الدين وتساميه (في عقيدته وشرائعه) فتجده يتحدث حديثاً جافاً ويسلك سلوكاً خشناً ويبدي عدوانية أرضية منفرة.
    • أما الداعية فتجد في كلامه وصمته وحركاته وسلوكه روحانية صافية تجعل الاقتراب منه مريحاً سلساً، ويشعر من حوله بأنهم يحلقون معه إلى السماء.
  4. العلاقات الاجتماعية

    • أول ما تلمحه في المتطرف السلوك العدواني المتسلط القاهر، ولذلك تجد علاقاته الاجتماعية مضطربة غاية الاضطراب حتى مع أقرب المقربين له (والديه أو زوجته أو أبناءه)، وهو دائم الصراع مع من حوله.
    • أما الداعية فهو محب مسالم، حسن العلاقات مع من حوله حتى وإن اختلف معهم في الرأي، وهو في خدمة من حوله، ذو مروءة ونجدة وإيثار. وحتى في مواجهة الضالين أو المشركين تجده يكره أفعالهم ولا يكرههم وشعاره في ذلك (اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون).
  5. الأهداف

    • هدف المتطرف هو التحكم والتسلط والاستعلاء على الناس وتوجيههم إلى حيث يريد قهراً وقسراً (إرضاءاً لرغباته ونقائصه الذاتية).
    • أما هدف الداعية فهو التربية والتوجيه والتنوير وإرشاد الناس إلى ما يصلحهم وكثيراً ما يضحى بنفسه وماله في هذا الطريق، وشعاره: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.

توصيات للعلاج

  • أولاً: محاولة الاكتشاف المبكر للتطرف الفكرى والوجداني ومحاولة علاجه قبل أن يتحول إلى تطرف سلوكي يوقع صاحبه تحت طائلة القانون.
  • ثانياً: دراسة كل حالة توصف بالتطرف على حدة، ويشترك في هذه الدراسة أطباء نفسيون وأخصائيون نفسيون واجتماعيون وعلماء دين.
  • ثالثاً: البعد عن التعميم في التعامل مع المتطرف ومحاولة حصر ردود الأفعال تجاه من يصدر منه السلوك المتطرف حتى لا تتسع دائرة التطرف والتطرف المضاد مع الوقت.
  • رابعاً: التأكيد على أهمية الحوار العلاجي، ذلك الحوار الذي يضع في الاعتبار دوافع التطرف وأسبابه وطرق علاجه، وفي ذات الوقت لا يلغي المسئولية الجنائية المترتبة على السلوك المتطرف. وهذا الحوار ربما ينجح في قطع الدوائر المغلقة والتغذية المرتجعة للتطرف من خلال اكتشاف خلل معرفي أو وجداني أو سلوكي يمكن تصحيحه أو علاجه قبل وأثناء وبعد توقيع العقوبة.
  • خامساً: تنظيم المجتمعات بالصورة التي تخفض مثيرات التطرف والعنف إلى أدنى مستوى، وذلك من خلال منع الظلم على المستوى الفردي والاجتماعي، وإرساء العدل، ومنع تفشي الفواحش والمنكرات، وإرساء قواعد التكافل الاجتماعي ومحاربة الفساد , وإعطاء فرص حقيقية للتعددية السياسية والفكرية التى تمثل كافة التيارات الموجودة فى المجتمع دون استبعاد أو وصم أو إلغاء.
  • سادساً: بث الوعي الديني الذي يرتقي بروح الإنسان عن طريق تقوية الإيمان الذي يسمو بالنفس ويذكرها بالحساب والجزاء، والصلاة وما تهيؤه من استرخاء نفسي وعضلي يخفف من حدة التوتر والزكاة كوسيلة لتزكية النفس وتخفيف حدة الصراع الاجتماعي، والصوم وما يمنحه من قوة السيطرة على نزعات الإنسان العدوانية، والحج وما يوصي به ويرسخه من معاني الأخوة الإنسانية ووحدتها.
  • سابعاً: تدريس أدب الخلاف الدينى والفكرى والسياسى والإجتماعى ضمن المناهج الدراسية.

قال تعالى: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن

الكاتب: (استشاري الطب النفسي)

عن مركز القلم للأبحاث والدراسات

يهتم مركز القلم بمتابعة مستقبل العالم و الأحداث الخطرة و عرض (تفسير البينة) كأول تفسير للقرآن الكريم في العالم على الكلمة وترابطها بالتي قبلها وبعدها للمجامع والمراكز العلمية و الجامعات والعلماء في العالم.

شاهد أيضاً

«بزشكيان» إشارة مهمة من إيران

بقلم : أسامة سرايا : بوابة الأهرام : 12-7-2024  نحن من المقتنعين بأنه يجب أن …

اترك تعليقاً