ويعد جامع ديفريجي رمزا من رموز العمارة في الأناضول القديمة، حيث بني في فترة حكم المنكوجكيون عام 1228 للميلاد، بأمر من “أحمد شاه”، وتم بنائه على يد المعماري المتميز هرّم شاه بن مغيث الأخلاطي.
ومن أكثر العناصر اللافتة في هذا المسجد، والتي خلقت له شهرة عالمية، واعتبرت من عجائب العمارة الإسلامية، هي عملية انعكاسات الضوء والظل على تجدران المسجد الخارجية، والتي تخلق أشكالا واضحة في أوقات محددة طوال اليوم.
ففي الصباح الباكر، وبالتحديد في الساعة السابعة، يمكن رؤية ظل امرأة تصلي على أحد أبواب المسجد المسمى “باب الجنة”، وفي الساعة التاسعة صباحا، يمكن رؤية ظل لرجل يعتقد أنه “أحمد شاه” الذي أمر ببناء المسجد، على باب “الشاه”، وقبل صلاة العصر بـ45 دقيقة يمكن رؤية ظل رجل يصلي على “باب التاج”، وهو ما جعل البعض يطلق على المسجد اسم “جامع الظل”.
إلا أن مسألة الظل ليست هي كل ما يميز ذلك المسجد الفريد، بل هناك ميزة أخرى جعلته متفردا بين غيره من المساجد التي بنيت في تلك الحقبة البعيدة، حيث أن جامع ديفريجي امتلك نظاما للتدفئة المركزية يبلغ عمره أكثر من 780 عاما، ليعد واحدا من أقدم أنظمة التدفئة على الإطلاق.
ويعتمد نظام التدفئة ذلك، على تمرير البخار الناجم عن تسخين ماء الحمام القريب من المسجد، حيث يسري عبر شبكة ممرات أسفل الجامع لتدفئة الأرضية.
وتقول منظمة “اليونسكو” عبر الصفحة المخصصة للجامع على موقعها بالإنترنت، إن المسجد يمتلك قاعة للصلاة فريدة من نوعها تعلوها قبتان ومستشفى مجاورا للمسجد، أما تقنية بناء القبب المتطورة جدا والنحت التزييني الخلاق والفني الذي يميز الأبواب الثلاثة بشكل خاص، ويتناقض مع صرامة السور فيضفيان طابعا بالغ التميز على هذه التحفة الهندسية الإسلامية.
عرب لايت