مسجد الإمام الشافعى الذى بناه السلطان الكامل الأيوبى عام 608ه و1211م، فى القاهرة، لم يتبق منه إلا الضريح الخشبى المحفور ذو الرسوم الرائعة، المغطى بقبة خشبية مزدوجة وهو من أعظم المبانى وأجملها زخرفة.
ويعتبر ضريح الإمام الشافعى من أكبر أضرحة مصر على الإطلاق فهو يتكون من مساحة مربعة طول ضلعها من الداخل 15م وله جدران سميكة جدا مما يؤهلها لحمل قبة ضخمة.
المدخل للضريح واحد بالضلع الشمالى الشرقى وهو صغير، والجدران سميكة نشأ من ذلك دهليز صغير طوله سمك الجدران، تغلق بابان بكل طرف من أطرافه، الباب الخارجى له مصرعان من الفضة، والباب الداخلى له مصرعان عرض كل منهما 98 سم وارتفاعه3م.
وتعد قبة الإمام الشافعى من أجمل القباب التى بنيت فى مصر، يزيد من أهميتها أنها ترجع إلى العصر الأيوبى فى عهد السلطان الكامل.
تطورت مناطق الانتقال تطورا ملحوظا ويمكن أن نميز بين نوعين الأول يتكون من حطتين من المقرنصات ذات العقود المنكسرة تتكون كل حطة من ثلاث حنايا، والثانى يتكون من ثلاث حطات من المقرنصات ذات العقود المنكسرة.
وتتكون الحطات من المقرنصات الخشبية، ويتضح ذلك فى مناطق انتقال قبة الإمام الشافعى، حيث تحتوى الحطة الأولى على خمس حنايا، والحطة الثانية على سبع حنايا، والحطة الثالثة على ثلاث حنايا، وتعد هذه من أهم ملامح التطور فى العصر الأيوبى.
النصوص الموجودة بالقبة من الداخل تزخر قبة الإمام الشافعى بعدد كبير من النصوص المنوعة وهى
النصوص القرآنية مثل آية الكرسى.
النصوص الكتابية أهمها ما روى عن النبى محمد صلى الله عليه وسلم، حيث تحدث عن عالم سيأتى بعده من نسل عبد مناف، وقد صدق الحبيب حيث قال عالم قريش يملأ طباق الأرض علما وهى بالفعل تنطبق على الإمام الشافعى حيث فتح الله عليه بالعلم الواسع.
النصوص التأسيسية يحفل الضريح بعدد كبير من النصوص التى تشير إلى أعمال الإصلاح والترميم.
يوجد داخل الضريح أربع تركيبات خشبية هى الإمام الشافعى، أم السلطان الكامل، السلطان الكامل الأيوبى، أسرة عبد الحكم وهى الأسرة التى استضافت الإمام الشافعى.
تركيبة الإمام الشافعى تعد أهم هذه التراكيب ويعتبر هذا التابوت الوحيد الذى تبقى من عمارة صلاح الدين الأيوبى لتربة الامام الشافعى, وشكله مستطيل وله غطاء هرمى حافل بالنقوش الكتابية.
يوجد بمقدمة التركيبة الخشبية كتابة بالخط الكوفى نصها: بسم الله الرحمن الرحيم وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى هذا قبر الفقيه الإمام أبى عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبد يزيد بن الهاشم بن المطلب بن عبد مناف، ولد سنة خمسين ومئة وعاش إلى سنة أربع ومائتين ومات يوم الجمعة آخر يوم من رجب من السنة المذكورة ودفن من يومه بعد العصر.