Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

ذكرى انفجارات “البيجر”… ماذا حدث في لبنان وكيف اخترقت إسرائيل “حزب الله”؟

SPUTNIK :

قبل عام في 17 سبتمبر/ أيلول، شهد لبنان واحدا من أعقد وأغرب العمليات الأمنية في تاريخه الحديث، عندما انفجرت أجهزة الاتصال اللاسلكي “البيجر” التي كان يستخدمها “حزب الله” اللبناني جنوبي البلاد والضاحية الجنوبية لبيروت.
وأسفرت التفجيرات عن مقتل 8 أشخاص، من بينهم طفلة، وإصابة نحو 3 آلاف آخرين، من بينهم السفير الإيراني في بيروت، في حادثة أجمعت مصادر عديدة على أن إسرائيل تقف وراءها.
ما هو “البيجر”؟
“البيجر” هو جهاز اتصال قديم ظهر في ستينيات القرن الماضي، يعتمد على إشارات راديوية قصيرة لإخطار المستخدمين، وكان شائعا قبل الهواتف المحمولة بين الأطباء وخدمات الطوارئ، كما تم استخدامه عسكريا وأمنيا.
ورغم تقادم التقنية، إلا أن بعض التنظيمات ما زالت تعتمد عليه، لكونه غير متصل بالإنترنت، وأقل عرضة للاختراق.
لماذا يستخدمه “حزب الله” اللبناني؟
يلجأ الحزب إلى “البيجر” باعتباره وسيلة “آمنة نسبيا” أمام محاولات التنصت الرقمي، بعيدا عن تعقب الهواتف الذكية التي يسهل اختراقها، ولهذا ظل الجهاز حاضرا ضمن وسائل الاتصال الداخلية للحزب.
جهاز الاتصال البيجر - سبوتنيك عربي, 1920, 17.06.2025

السفير الإسرائيلي في واشنطن: هناك مفاجآت هذا الأسبوع ضد إيران ستفوق عملية “البيجر” ضد “حزب الله”
كيف حدثت الانفجارات؟
الفرضيات حول الآلية متعددة، إحداها تشير إلى شرائح مزروعة في الأجهزة الجديدة جرى تفعيلها بموجات أطلقتها طائرات مسيرة إسرائيلية، ما أدى إلى تفجير البطاريات.
فيما تحدثت روايات أخرى عن برمجيات خبيثة تسببت في رفع حرارة البطاريات حتى الانفجار، ومن اللافت أن معظم الأجهزة المستهدفة كانت ضمن شحنة حديثة استوردها الحزب.
الهدف المعلن والتصعيد اللاحق
الهدف المعلن للعملية كان شلّ القدرات القتالية الرئيسية لفصائل المقاومة، وهو ما تحقق جزئيا، أما التصعيد اللاحق، فجاء عبر اغتيال الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني، حسن نصر الله.
شركات تنفي تورطها
أكد المكتب المجري لحماية الدستور أن التحقيقات أثبتت عدم تورط أي شركة محلية في تصنيع أو تعديل أجهزة النداء الآلي (البيجر) التي انفجرت في لبنان.
يأتي ذلك بعدما أوضحت شركة “غولد أبوللو” التايوانية المنتجة لتلك الأجهزة، أن الدفعة التي انفجرت صنعت بموجب ترخيص من شركة “بي.إيه.سي كونسلتينغ” في بودابست.
 حسن نصر الله - سبوتنيك عربي, 1920, 15.11.2024

السفير الإيراني لدى لبنان يكشف عن موقف إنساني من حسن نصر الله أثناء تفجيرات “البيجر”
أماكن الاستهداف
أكبر عدد من الإصابات كان في الجنوب اللبناني والضاحية الجنوبية، لكن الحادث لم يقتصر على لبنان؛ ففي دمشق أصيب 4 أشخاص بانفجار داخل سيارتهم، يرجح أنهم كانوا يحملون أجهزة مشابهة.
حصيلة الضحايا
أكدت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 8 أشخاص، من بينهم طفلة، وإصابة آلاف آخرين معظمهم من عناصر الحزب، في وقت فاقت فيه أعداد الجرحى قدرة المستشفيات في الجنوب على الاستيعاب.
علم إيران - سبوتنيك عربي, 1920, 22.09.2024

السفير الإيراني لدى لبنان: إصابتي في “تفجيرات البيجر” شرف لي
الموقف المحلي
مسؤولون لبنانيون ومصادر قريبة من “حزب الله” اللبناني أشاروا إلى احتمال وقوف إسرائيل وراء العملية، فيما أعلن “حزب الله” فتح تحقيق داخلي واسع لكشف ملابسات الانفجارات.
الإشارات الإسرائيلية
رغم التزام الحكومة الإسرائيلية الصمت، فقد وصف مسؤول أمني سابق العملية بأنها “اختراق استخباري غير مسبوق”، بينما نشر مستشار لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تغريدة عبر منصة “إكس”، ألمح فيها إلى مسؤولية إسرائيل قبل أن يسحبها سريعا.
ونفى الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، أي تورط لإسرائيل في هجمات أجهزة “البيجر” التي وقعت في لبنان، وفي رد على سؤال من وسائل إعلام غربية حول ما إذا كانت تل أبيب تقف خلف هذه الحوادث، قال هرتسوغ إنه “ينفي جملة وتفصيلا أي صلة بهذه العملية”.
وأضاف أن هناك “العديد من أعداء “حزب الله” اللبناني في المنطقة”، متهما الحزب بأنه يخنق البلاد ويؤدي إلى تكرار الفوضى والدمار في لبنان.
وجدد هرتسوغ تأكيده أن إسرائيل تتصرف للدفاع عن نفسها فقط، موضحا: “علينا أن نتحرك كما تفعل أي دولة ذات سيادة كبرى لحماية شعبها”.
الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، واشنطن، 5 فبراير/ شباط 2025 - سبوتنيك عربي, 1920, 06.02.2025

إسرائيل تمنح ترامب هدية تذكارية بشأن عملية “تفجيرات البيجر” ضد “حزب الله”
لكن ذكرت صحيفة YNET” الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أقرّ ضمنيا بمسؤولية إسرائيل عن تفجيرات أجهزة “البيجر” في لبنان، التي وقعت في سبتمبر/أيلول الماضي.
وخلال جلسة حكومية عقب إقالة وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، اتهم نتنياهو جهات أمنية وسياسية بمعارضة عملية تفجيرات “البيجر” واغتيال الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني، حسن نصر الله، مؤكدا أنه مضى في القرار حتى النهاية.
المواقف الدولية
أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه من تداعيات الحادث، محذرا من مخاطر التصعيد في لبنان.
وبعد مرور عام، لا تزال انفجارات “البيجر” حدثا استثنائيا في ميزان الصراع الاستخباري بين إسرائيل و”حزب الله” اللبناني، ورسالة بأن الحرب لم تعد تقتصر على الميدان، بل امتدت إلى قلب أدوات الاتصال والتكنولوجيا.