Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

كشف تفاصيل جديدة حول عملية خاصة للجيش الإسرائيلي نفذها على تخوم دمشق

RT :

كشفت تقارير عبرية عن عملية عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق نفذها الجيش الإسرائيلي داخل العمق السوري.

وامتدت العملية الإسرائيلية نحو 38 كيلومترا داخل الأراضي السورية، وشارك فيها مئات الجنود بهدف استعادة وتأمين قواعد سورية مهجورة ومخازن أسلحة تركها جيش نظام الأسد.

وتصف التقارير هذه العملية التي وردت تفصيلاتها في صحيفة يديعوت أحرونوت، بأنها الأكبر من نوعها منذ عقود.

وفقا للتقرير العبري، دخلت قوافل إسرائيلية مكونة من مركبات وشاحنات تابعة لـ”لواء الجبال” وفرق احتياط درزية وفرق نقل من الفرقة 98 إلى عمق الأراضي السورية، حيث وصلت إلى قاعدتين عسكريتين مهجورتين تبعدان نحو 38–40 كم شمال جبل الشيخ السوري.

وهدفت العملية، المسماة داخليا “أخضر-أبيض”، إلى تأمين مواقع ميدانية، جمع مخزونات الأسلحة التي تركت عقب انهيار مواقع النظام، وقطع طرق تهريب كانت تستخدم لإيصال أسلحة إلى لبنان، لا سيما إلى تجمعات قال التقرير أنها مرتبطة بـ”حزب الله”.

ويصف ضباط شاركوا في العملية لحظات مفاجئة على مستوى الرؤية والاكتشاف، حيث رصد أحد الضباط من نقطة مراقبة على “تاج حرمون” وبلا منظار، قاعدة نافاخ (معسكر يتسحاق)، وهو ما أدهش الاستخبارات الميدانية الإسرائيلية لسهولة المشاهدة من مواقع سورية متاخمة. وقال الضابط “ج” إن المشهد كان مفاجئا حتى لأكثر المحللين الميدانيين خبرة، مما يعزز أهمية الإبقاء على نقطة السيطرة على جبل الشيخ مهما كلف ذلك.

وتشير الرواية إلى أن العملية استغرقت نحو 14 ساعة من التحرك والتدخل، شملت دخولا ليليا مخفيا تحولت بعد ذلك إلى عملية علنية مع طلوع الفجر تحت حماية جوية وجمع معلومات خاص. وتم ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمركبات المدرعة من طرازات سوفييتية قديمة وشاحنات عسكرية، إضافة إلى أسلحة خفيفة ومتوسطة وقاذفات صواريخ مضادة للدبابات وصواريخ محمولة على الكتف وكمية من المتفجرات والمواد الاستخباراتية.

ويؤكد التقرير أن الجنود عادوا بحمولة ميدانية تقدر بنحو 3.5 طن من المتفجرات والأسلحة السورية القياسية، ضمن نحو 7 أطنان جمعت خلال الأشهر الماضية.

وأثناء التقدم، اشتبهت القوة في مركبات على طريق ترابي أحالت إلى عملية تفتيش ليلية، فاعترضت شاحنات محملة بأسلحة كانت في طريقها إلى لبنان عبر شبكات تجار أسلحة محلية.

ووفقا للمقدم الإسرائيلي “ج”، فإن مصادرة القذائف والقاذفات المضادة للدبابات أحبطت صفقة تهريب كان مقصودًا أن تصل إلى قرى في جبل دوف ذات صلات بلوجستية لحزب الله.

ويبرز التقرير أسبابا رئيسية لتبرير استمرار السيطرة الإسرائيلية على أجزاء من جبل الشيخ والارتفاعات السورية المجاورة وهي،  السيطرة على المراقبة في سهول الجولان السوري المحتل على جانبي الحدود، وقطع طرق تهريب الأسلحة إلى جنوب لبنان والحد من وصولها إلى عناصر معادية لإسرائيل.

وتعتبر القوات الإسرائيلية أن الوجود المتكرر في هذه النقاط يعيق استغلال الفراغ من قبل ميليشيات وعصابات تهريب ويحد من قدرة الخصم على تعبئة الساحة الشمالية بالسلاح والمواد القتالية.

ونفذت العملية وحدات من “لواء الجبال” الجديد الذي تأسس مؤخرا لتعزيز قطاع جبل الشيخ وجبل دوف، إلى جانب كتيبة مدفعية انتقلت داخل الأراضي السورية لأول مرة منذ حرب أكتوبر، وكتيبة احتياط درزية (299) وفرقة نقل خاصة من الفرقة 98 لتأمين حركة الشاحنات والآليات. تضمنت الخطة تنظيم قوافل ليلية لتفادي الرصد وتوفير حماية جويّة وجمع معلومات استخبارية مسبقة.

من جانبها، اعتبرت القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي أن نتائج العملية ستمتد أثرها لسنوات، إذ أزيلت مخزونات قد تشكل خطرا طويل الأمد إذا ما وقعت في أيدي مجموعات متشددة أو شبكات تهريب.

وأكدت القيادة الإسرائيلية أن العمليات المماثلة ستتكرر بحسب الحاجة لملء الفراغ الميداني ومنع تفريغ المواقع من عناصر النظام لصالح قوى معادية.

ورغم النجاحات التقريرية، يشير النص إلى أن تكرار مثل هذه العمليات على عمق داخل الأراضي السورية ينطوي على مخاطر متزايدة — لوجستية، سياسية، وربما تصعيدية — خصوصا إذا تعقبتها ردود فعل من جهات محلية أو إقليمية. وأشار ضباط إلى أهمية وجود حماية وإسناد جوي ومعلوماتي قوي لتقليل الخطر على فرق النقل وحماية القوافل والجنود.

المصدر: تقرير صحيفة “يديعوت أحرونوت”