Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

ضابط المخابرات الأمريكيّ ريتر: قطر ليست حليفةً فلأمريكا لا يوجد حلفاء.. إنّها دولةً خاضِعةً وتعرف إذا أغضبت أمريكا فستُنهي وجودها.. واشنطن شرَّعت الإرهاب وقانوننا البندقيّة.. العرب لن يفعلوا شيئًا لعجزهم

الناصرة – “رأي اليوم”  :

قال ضابط الاستخبارات الأمريكيّة السابق، سكوت ريتر، في مقابلةٍ متلفزةٍ تعقيبًا على العدوان الأمريكيّ-الإسرائيليّ على قطر، “قطر ليست دولةً حليفةً للولايات المُتحدّة فلأمريكا لا يوجد حلفاء، وإنّ قطر هي عمليًا دولةً خاضِعةً، وقطر تعرف أنّها إذا أغضبت أمريكا فإنّ الأخيرة ستقوم بإنهاء وجود الدولة الخليجيّة، هذه هي حقيقة علاقتنا بمنطقة الشرق الأوسط برّمته، كلّ مَن يُفكِّر أنّه حليفنا فهو على خطأ، لأنّه لا حلفاء لأمريكا في أيّ مكانٍ بالعالم، لأنّنا سنخونهم وقد قمنا فعليًا بخيانتهم، لكنّهم بالمُقابِل عاجزون عن ترك علاقتاهم مع الولايات المُتحدّة الأمريكيّة”.

وتابع: “إنّ علاقاتهم مع الولايات المُتحدّة مغروسة جدًا وبعمقٍ، ماديًا وأمنيًا، لو كانت قطر حليفةً لنا هذا بها، أيْ السماح لإسرائيل بقصف عاصمتها الدوحة يوم الثلاثاء الماضي، أمريكا لا حلفاء لها، وهذا الأمر يتحتَّم على العالم بأجمعه أنْ يتعلّمه، عندما تتعامل مع الولايات المُتحدّة فهي ستستخدمك كأداةٍ، لذا لا صديق لنا”.

وقال أيضًا إنّ الأمر “ينطبِق أيضًا على إسرائيل، فقد قمنا بالتفاوض مع جماعة (أنصار الله) وتوصلنا لاتفاقيةٍ معهم بالتوقّف عن مهاجمة السفن الأمريكيّة، وبالمُقابل الجيش الأمريكيّ لن يقصفكم بعد ذلك، وتركنا إسرائيل مُعلّقةً لوحدها، وذلك من منطلق السياسة الأمريكيّة الخارجيّة القاضية بعدم وجود حلفاء ولا أصدقاء، بل هناك كيانات نستعملها لتحقيق مصالحنا، وينبغي أنْ يكون هذا درسًا للعالم برّمته، وعلى نحوٍ خاصٍّ لقطر”.

وتساءل الضابط الأمريكيّ السابق: “هل يظن القطريون أنّهم اشتروا ولاء الرئيس الأمريكيّ، عندما زارهم مؤخرًا وقاموا بمنحه هديةً عبارة عن طائرةٍ خاصّةٍ بتكلفة 400 مليون دولار من طراز بوينغ 747؟ وعاملوه بشكلٍ ملوكيٍّ؟ أنظروا كيف ردّ الجميل، فهذا مُهين لأمريكا، أنّه سمح لإسرائيل بتوجيه ضربةٍ عسكريّةٍ للعاصمة القطريّة، الدوحة، لأنّني كأمريكيّ أريد أنْ أؤمن أنّه بإمكاننا عقد صداقات وتحالفات مع الآخرين، أمّا بعد الضربة الإسرائيليّة فلا يُمكِن لأحدٍ في العالم أنْ يضع ثقته فينا”.

وعندما سُئل عن الردّ العربيّ على العدوان الإسرائيليّ المُنسّق مع أمريكا قال ريتر: “حسنًا، إنّ العرب لن يفعلوا شيئًا. سيقومون باستدعاء سفرائهم؟ سيستعرضون قوّتهم؟ هل سيطردون القوّات الأمريكيّة المُتواجدة في بلدانهم؟ الأجوبة لا قاطعة، علميًا لن يفعلوا شيئًا، قد تسمعون صرخاتٍ من تركيّا، لكن في نهاية المطاف تركيّا هي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ولذلك فإنّها لن تقطع علاقاتها بالولايات المُتحدّة الأمريكيّة، أمّا العالم العربيّ فسيقوم بإصدار بعض الأصوات، لكنّها غير فعالّة بتاتًا لأنّها لن تكون ممزوجةً بأفعالٍ على الأرض”.

ووفق رأيه فإنّ “التخاذل العربيّ نابعٌ فيما هو نابعٌ من أنّ جميع القادة العرب، دون استثناء، لا يدعمون القضية الفلسطينيّة، ولا أحدًا منهم يُريد أنْ يبدو داعمًا لحركة المقاومة الإسلاميّة (حماس)، لهذا السبب فإنّ الأمر هو أمرٌ مجانيٌّ بالنسبة للرئيس ترامب، فالولايات المُتحدّة والدولة العبريّة قامتا بالضغط على الدول العربيّة لتبقى صامتةً إزّاء الإبادة الجماعيّة التي يُنفذها جيش الاحتلال الإسرائيليّ في قطاع غزّة”.

وشدّدّ الضابط: “دعونا لا ننسى، منذ ما يُقارب السنتيْن والقتل والتجويع والإبادة الجماعيّة تتواصل باستمرارٍ بهدف إبادة الشعب الفلسطينيّ والعرب لم يُطلِقوا أيّ تصريحٍ أوْ ينطقوا بكلمةٍ، أتظنّهم سيقفزون ويصرخون لأنّ إسرائيل حاولت في العاصمة القطريّة، الدوحة، القضاء على قياداتٍ في حركة (حماس)؟ هل تعرف كَمْ هي قطر مبغوضةً في العالم العربيّ؟ لذا تظُنّ العرب سيفعلون شيئًا وطبعًا لن يفعلوا المُستحيل من أجل قطر، لا، لا لن يحصل أيّ شيءٍ”.

واختتم حديثه بالقول: “أنا قلقٌ فقط من شيءٍ واحدٍ، لو كنتُ مُفاوضًا أمريكيًا لاستقلتُ الآن، ولن أمثّل بلدي في أيّ مكان بالعالم، فقد أظهرت أمريكا أنّها لا تحترم أيّ شيءٍ، وأنّنا لا شيء، كلّ ما نفهمه هو قانون البندقيّة، لقد شرّعنا للتوّ الإرهاب، وكلّ مواقفنا بالنسبة للسابع من أكتوبر 2023 تلاشت، ولا يحَّق لنا بعد الآن الحديث عن القانون الدوليّ، في الخُلاصة العالم العربيّ لن يفعل شيئًا، لأنّه عاجز عن فعل أيّ شيءٍ، إنّنا نشاهد مدى الفساد الأخلاقيّ لدى الحُكّام العرب، فلا مبدأ لهم، وحرفيًا أقول لا مبدأ لهم”، قال الضابط الأمريكيّ السابق، الذي عمل أيضًا كمفتشٍ عن أسلحة الدمار الشامل في العراق، عشية غزوها في العام 2003، وأكّد حينها أنّها لا تمتلك الأسلحة المذكورة..