Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

لماذا استعرض “حزب الله” عسكريًّا بالقُرب من مقر الحكومة وهل يتنازل عن سِلاحه أم حان ميعاد “قتال الملائكة” معه بالميدان؟.. الشرع يُريد اقتطاع مناطق لبنانية وهذا المُقابل فإلى ماذا يستند وأي مخاوف؟

عمان- “رأي اليوم”  :

هذه الدولة اللبنانية، التي يقول أنصار الحزب إنّها غير قادرة على الدفاع عن الأراضي اللبنانية، وأن الجيش الإسرائيلي يستطيع أن يدخل لبنان بفرقة موسيقية، هذه ذاتها الفرقة التي كان هدّد بها السيد نصرالله الكيان، بأن تدخل الأراضي الفلسطينية المحتــلة قبل اغتياله، في دلالة على تعاظم قدرات المقاومة اللبنانية في ظل عهده.

هذه المؤامرة التي بدأت تتصدر عناوين الأخبار، ونقلتها قناة i24NEWS الإسرائيلية، تتضمّن سيناريو مقابل توقيع اتفاق تطبيع مع سورية الجديدة، بأن تحتفظ إسرائيل بثلثي الجولان، وتُعيد الثلث المتبقي إلى سوريا، مع إمكانية تأجيره، مقابل اتفاق أوسع يشمل تسليم مدينة طرابلس اللبنانية ومناطق أخرى شمال لبنان وسهل البقاع إلى السيادة السورية.

وتستند سورية الجديدة في هذا المطلب إلى أن طرابلس، واحدة من خمس مناطق اقتُطعت من سوريا خلال الانتداب الفرنسي لتأسيس الدولة اللبنانية، بالإضافة إلى مناطق ذات غالبية سنيّة في لبنان، ما يعني أن البُعد الطائفي حاضر في هذه المُعادلة.

ولم يصدر عن الحكومة السورية الانتقالية ما ينفي ما ورد بالتقرير، ما يرفع من جدية المخاوف من توطين السوريين في لبنان، وإحداث تغيير ديمغرافي.

وبالعودة إلى العرض العسكري الذي استعرضه حزب الله، فقد شهدت منطقة زقاق البلاط في بيروت، التي لا يفصلها عن مقر الحكومة سوى مئات الأمتار، استعراضًا بمناسبة إحياء مراسم “ذكرى عاشوراء”، شارك فيه عدد كبير من مقاتلي حزب الله، الذين جابوا الشوارع، وهم يلوحون في الهواء بأسلحة رشاشة، مرددين هتافات من بينها “لبيك حزب الله”.

وسحب سلاح حزب الله بالكامل، يعود إلى مقترح قدّمه المبعوث الأميركي إلى سوريا توماس باراك للمسؤولين اللبنانيين، خلال زيارته بيروت في 19 يونيو/حزيران المنصرم، ينص على تسليم حزب الله سلاحه بالكامل بنهاية العام الجاري كحد أقصى، مقابل انسحاب تل أبيب من النقاط الخمس التي تحتلها في جنوب لبنان، والإفراج عن أموال مخصصة لإعمار المناطق التي دمرتها الحرب الإسرائيلية الأخيرة.

الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، تحدّث بمسألة تسليم السلاح، وأعرب عن رفضه أي تدخل إسرائيلي في النقاش داخل لبنان بشأن موضوع السلاح، مشددًا على أن الحزب “لن يسلم سلاحه للعدو الإسرائيلي”.

ومارس حزب الله الصّمت، ولم يعلق على استعراضه العسكري هذا، فيما قالت “رويترز” إن حزب الله يدرس الآن تسليم بعض الأسلحة التي يمتلكها في مناطق أخرى من لبنان، لا سيما الصواريخ والطائرات المسيرة التي تعتبر أكبر تهديد لإسرائيل، بشرط انسحابها من الجنوب ووقف هجماتها.

رئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام اعتبر أن هذا الاستعراض “غير مقبول”، موجها بالقبض على المشاركين فيه والتحقيق معهم.

ولم يكن موضوع تسليم سلاح حزب الله مطروحًا للنقاش قبل استشهاد أمين عام حزب الله السيد نصرالله، تحت عنوان عبارته الأثيرة: “حاضرون في كل ساح.. لن نترك السلاح.

ويقود رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام مشاورات مع رئيسي الجمهورية جوزيف عون والبرلمان نبيه بري، لصياغة موقف يستند إلى مرجعيات ثلاث: اتفاق الطائف، والقرار 1701، والبيان الوزاري، دون إحداث صدام مباشر مع “حزب الله”.

بكُل حال، يبدو أن مسألة تسليم حزب الله سلاحه، وحصر السلاح بيد الدولة، مسألة خاضعة للنقاش، والجدل، ليبقى السّؤال هل يُسلّم الحزب سلاحه، ضمن ضمانات قد اختمرت، أو ما يصفها الحزب بأنها شروط يجب أن تتحقّق مُرتبطة بالسيادة الوطنية، أم أن الحزب يملك ما لا يُدركه خُصومه بعد في مُعادلات الربح، ولم يقرأوا ما قاله أمينه العام الشيخ نعيم قاسم: “لاقونا حتى تشوفوا كيف منربح. انشالله مفكرين نحنا متلكم منحسبها عالقلم والورقة. لأ. نحنا منقول: نقوم بواجبنا. نقف في الميدان. ندعو الله تعالى ونتوكّل عليه ليُرسل ملائكته معنا وننجح بإذن الله”.