SPUTNIK :
أفادت وسائل إعلام تابعة للسلطة السورية الجديدة، يوم الخميس، بأن مجموعات مسلحة هاجمت أحد الحواجز قرب مدينة جبلة، مشيرة إلى أن القوات فرضت طوقاً أمنياً لمحاصرة من وصفتهم بـ”فلول النظام” في قريتي بيت عانا والدالية.
ودعت وزارة الدفاع السورية، مساء الخميس، الجماعات المسلحة إلى تسليم السلاح إلى الأمن العام، وذلك على خلفية اندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن العام التابعة للحكومة السورية المؤقتة، وعناصر “تابعة للنظام السابق”، في مدينة جبلة ومحيطها في محافظة اللاذقية.
ونقلت وكالة الأنباء السورية “سانا” عن المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية في الحكومة المؤقتة، العقيد حسن عبد الغني، قوله: “الآلاف اختاروا تسليم السلاح والعودة إلى أهلهم، بينما يصر البعض على الهروب والموت دفاعًا عن قتلة ومجرمين، الخيار واضح: إلقاء السلاح أو مصيركم المحتوم”.
وأضاف موجهًا حديثه للجماعات المسلحة: “لقد هُزمتم رغم تحصيناتكم وعتادكم، واليوم أنتم مشتتون بين الجبال، لا ملجأ لكم سوى المحاكم حيث ستواجهون العدالة”.
وتابع: “أما العناصر المتبقون، فلا تكونوا وقودًا لحرب خاسرة. بشار هرب وترككم لمصيركم، فلا تكرروا الخطأ حتى لا يكون الخطأ الأخير”، على حد تعبيره.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق تصاعد التوتر في القريتين، مع رصد تحركات عسكرية مكثفة وعمليات قصف جوي نفذتها مروحيات تابعة للقوات الحكومية.
وأفاد شهود عيان، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بأن التوتر بدأ عقب اقتحام مجموعة عسكرية ملثمة تابعة للسلطة الجديدة منزل أحد المواطنين في الدالية واعتقاله، ما أثار غضب الأهالي الذين عبروا عن مخاوفهم من مصير مماثل لما حدث لمعتقلين آخرين عُثر على جثثهم لاحقاً.
وتصاعدت الأحداث مع اندلاع موجة احتجاجات واسعة، بالتزامن مع إعلان فصيل مسلح يُدعى “درع الساحل” سيطرته على عدة مناطق، من بينها مطار اسطامو وعدد من البلدات المجاورة.
وفي ظل هذا التصعيد، أعلنت عدة فصائل عسكرية متمركزة في مدن سورية أخرى توجهها إلى الساحل لمواجهة المجموعة المسلحة وقمع الاحتجاجات.
وامتد التوتر إلى مدينة حمص، حيث شهدت بعض أحيائها إطلاق نار كثيفا وأعمال عنف، حسبما ظهر في مقاطع فيديو -لم يتسن لـ”
سبوتنيك” التحقق من صحتها بشكل مستقل- شملت تدمير سيارات ونهب محال تجارية.
ورداً على التطورات المتسارعة، فرضت السلطات السورية المؤقتة
حظر تجول في حمص واللاذقية وطرطوس حتى صباح الجمعة، وسط تقارير عن بوادر تهدئة في بعض المناطق.
وجّه نشطاء ورواد وسائل التواصل الاجتماعي مناشدات لضبط النفس والتهدئة بين المواطنين على خلفية أحداث العنف بين بعض الأحياء وسماع دعوات في بعض الجوامع “للجهاد”.
وأفاد “تلفزيون سوريا” بأن عدد قتلى عناصر الأمن العام ارتفع إلى 13 قتيلًا على الأقل خلال الاشتباكات المستمرة في منطقة جبلة مع “بقايا النظام السابق”.
وذكر مصدر بإدارة الأمن العام في الحكومة السورية المؤقتة، في تصريح لـ”سانا”، أنه بعد الرصد الدقيق والتحري، تمكنت قوات الأمن العام في مدينة جبلة من اعتقال اللواء إبراهيم حويجة، رئيس المخابرات الجوية السابق بسوريا.
وكانت إدارة العمليات العسكرية ووزارة الداخلية في سوريا قد أعلنت في 28 كانون الأول/ ديسمبر الماضي شن عملية تمشيط واسعة في مدينة اللاذقية لإعادة الأمن والاستقرار، وملاحقة عناصر مسلحة مناصرة لنظام الرئيس السابق بشار الأسد.
وقالت وكالة الأنباء السورية: “بعد بلاغات من الأهالي بوجود عناصر من النظام السابق، قامت إدارة العمليات العسكرية ووزارة الداخلية بعملية تمشيط واسعة بمنطقة ستمرخو قرب مدينة اللاذقية لإعادة الأمن والاستقرار للأهالي”.
وتمشط إدارة العمليات العسكرية في سوريا مناطق عدة بالبلاد، تستهدف مستودعات أسلحة، وتجار مخدرات، ومهربين، وعناصر مناوئة للإدارة السورية الحالية ممن يرفضون إلقاء السلاح.
سبوتنك