"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

هل تستسلم مصر للابتزاز الأمريكي – الإسرائيلي وما هو الدافع لنقل الصراع إلى أراضيها؟

YNP :

بنغمة إنسانية جديدة، يدفع الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب نحو توسيع الصراع، متخذا من ملفات شائكة في المنطقة أوراق ضغط على حلفائه او من كان يفترض بهم ذلك، مع أن الهدف ليس كما يسوق إيواء سكان غزة بل اكبر بكثير ، فهل تنجح الحرب الناعمة  بإخضاع دول لها مكانتها بالمنطقة؟


منذ تنصيبه وحتى اليوم، لا يتوقف الرئيس ترامب عن ترديد  عبارة قبول مصر والأردن باستضافة سكان غزة وبدون مناسبة حتى، والهدف إيصال رسالة للدولتين بقراره ضمهما لخارطة الصراع في المنطقة. ما يهم في الأمر التركيز الإسرائيلي – الأمريكي على اخضاع مصر وقد استدعيا لها التهديد والترغيب من تلويح باغتيال السيسي وفق ما فسرته النخب المصرية لصورة تداولتها  وسائل اعلام عبرية له بمعية الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، إلى  الترغيب بحل اهم الملفات الشائكة في مصر  “سد النهضة”.

يقول ترامب ومن خلفه الصهاينة بأن الامر لا يعدو كونه نقل جزء من سكان غزة إلى الأراضي المصرية الحدودية، ويحاول اقناع الجانب المصري بأن الاجراء مؤقت لإعادة الاعمار،  بينما يتحدث الاعلام العبري عن هدف اخر ، فمصر كما تقول  تلك المصادر، أصبحت تملك اقوى جيش في المنطقة وواصلت تسليحها بوتيرة عالية خلال السنوات الأخيرة وهذا يفقد معادلة الردع الامريكية في المنطقة والتي تعتمد على إبقاء كفة الاحتلال الإسرائيلي الأقوى، لكن الان ومع بقاء جيش مصر قويا ومسلحا في الوقت الذي اعيد فيه الجيش الإسرائيلي  إلى نقطة الصفر على مدى عام واحد من المواجهة وفشل الترسانة الامريكية والغربية بتحقيق انتصاره لابد، وفق الصهاينة، من  اضعاف مصر خصوصا بعد ما تحقق حلم تفكيك الجيش السوري وهو ثاني جيش عربي قوي بعد المصري.

بالنسبة للابتزاز الإسرائيلي- الأمريكي  لمصر لم يتوقف .. سبق وان هددا بتكرار السيناريو السوري عبر تحريك الاخوان وأوقفت الإدارة الامريكية السابقة الدعم الخاص بمصر مع انه منصوص عليه في اتفاقية السلام بين ومصر وإسرائيل وقررت تحويله للبنان ، لكن رغم ذلك لم تهتز ثقة مصر وموقفها تجاه  تمسكها ببقاء الفلسطينيين ولو بحل نصفي يتضمن “حل الدولتين”.

اليوم ومع صعود ترامب يعود الابتزاز بورقة اكبر وباستدعاء أوراق ضغط اكثر ابرزها سد النهضة، ورغم ان الرئاسة المصرية في بيانها الأخير حول تفاصيل اتصال ترامب والسيسي  اسقطت الحديث عن حل الدولتين ومنحت ترامب  مساحة كبيرة للمناورة بملف السلام الدائم بالمنطقة دون “حل الدولتين” حتى الا ان النخب المصرية تتحدث بان القاهرة لا تزال تمتلك أوراق اكبر ابرزها كما يرى الدبلوماسي، سامح عسكر، تعزيز العلاقات مع المعسكر الشرقي وتحديد روسيا وايران، فالدولتان تطمحان لعلاقات وطيدة مع مصر ولديهما من الثروات ما يغنني عن غاز الاحتلال والمعونات الامريكية  إضافة إلى علاقات قائمة على الاحترام المتبادل لا الابتزاز.