"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

أفغانستان : طالبان و داعش؛ هل دخلا في مواجهة أحدهما الآخر؟

شفقنا :

على الرغم من المزاعم التي تطلقها جماعة طالبان بقمعها تنظيم داعش في أفغانستان، بيد أن هذا التنظيم، واصل على مدى السنوات الثلاث الأخيرة هجماته الانتحارية وتفجيراته في أفغانستان، وقتل عددا من الوجوه الرئيسية لطالبان.

وفي أحدث إجراء نفذه داعش، لقى وزير شؤون المهاجرين لطالبان بالانابة وأحد الوجوه البارزة لجماعة حقاني خليل الرحمن حقاني، حتفه في مقر عمله في كابل إثر هجوم انتحاري.

وكان خليل الرحمن حقاني أكبر مسؤول وأول وزير لطالبان يلقى حتفه خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

وبذلك يمكن القول أن هذا الهجوم يشكل نجاحا لافتا لتنظيم داعش على حساب طالبان؛ وهو التنظيم الذي أعلن أن الشيعة الهزارة ومسؤولي طالبان يشكلون الهدف الرئيسي لعملياته في أفغانستان.

وخليل الرحمن حقاني، هو شقيق جلال الدين حقاني مؤسس شبكة حقاني وأحد أمراء الحرب البارزين ضد الاتحاد السوفيتي السابق. كما أنه عم سراج الدين حقاني، وزير الداخلية بالانابة وأنس حقاني كبير مفاوضي طالبان في الدوحة.

وكان خليل الرحمن حقاني، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، الذراع الأيمن لسراج الدين حقاني ومستشاره الرئيسي، ويُقال أنه كان على اتصال مع حمد الله محب، مستشار الأمن القومي لحكومة أشرف غني قبل استيلاء طالبان مجددا على السلطة في أفغانستان عام 2021 بحيث ساهم في استيلاء هذه الجماعة على كابل.

كما كان دوره بارزا في هيمنة شبكة حقاني على الأجهزة الأمنية لطالبان، رغم أن زعيم طالبان هبة الله أخوند زادة احتكر صلاحيات هذه الأجهزة لنفسه شيئا فشيئا، وانتزع الصلاحيات من الوزراء في جميع القطاعات تقريبا.

 

من قُتل لحد الان على يد داعش؟

وإلى جانب خليل الرحمن حقاني، قتل تنظيم داعش بواسطة هجماته الانتحارية وتفجيراته، عددا آخر من كبار وجوه ومسؤولي طالبان المفتاحيين على مدى السنوات الثلاث الأخيرة.

وكان والي طالبان في بلخ محمد داوود مزمل، قد لقي مصرعه في الأشهر الأخيرة من عام 2022 على يد داعش.

وكان يؤتى على ذكر مزمل، بانه الشخص المقرب من زعيم طالبان هبة الله أخوند زادة واضطلع بدور بالغ في حرب العشرين سنة الأخيرة لطالبان في أفغانستان.

وفي أعقاب هيمنة طالبان على السلطة في أفغانستان، شغل مزمل بداية منصب والي ننغهار وتولى مهمة مكافحة داعش، ومن ثم عُيّن مساعدا لوزير الداخلية وذهب بالتالي إلى بلخ حيث سنحت الفرصة هذه المرة لداعش لاستهدافه في مكتبه ووضع نهاية لسلطته.

وقتلت داعش عام 2022 رحيم الله حقاني أحد رجال الدين المتنفذين الداعمين لطالبان في كابل في هجوم انتحاري.

وكان حقاني يدافع عن مكافحة طالبان لداعش، ويدعم الفكر الإيديولوجي لطالبان في أفغانستان.

وواصل تنظيم داعش هجماته على طالبان عام 2023، فقتل نثار أحمد أحمدي وصفي الله صميم وهما من كبار مسؤولي طالبان بولاية بدخشان شمالي شرق أفغانستان.

وكان نثار أحمد أحمدي مساعد والي طالبان في بدخشان، وقُتل على إثر تفجير على قارعة الطريق. فيما كان صفي الله صميم، القائد السابق لشرطة طالبان في ولاية بغلان، ولقي حتفه على إثر تفجير استهدف مجلس تأبين أحمد أحمدي.

كما نفذ داعش، خلال هذه الفترة، هجومين على وزارة خارجية طالبان، استهدف فيهما موظفي الوزارة عند مدخلها.

كما نفذ تنظيم داعش، هجوما قاتلا على موظفي الادعاء العام لطالبان والمعروف برئاسة “متابعة الأحكام والأوامر” في كابل.

وفضلا عن ذلك، استهدف داعش في مدينة قندهار، حيث يقيم زعيم طالبان، منتسبي هذه الجماعة في طابور أمام بنك تسبب الهجوم بسقوط عدد من القتلى والجرحى.

ونفذ داعش هجمات عديدة أخرى قُتل وجُرح فيها أعضاء وقوات طالبان في مختلف المدن الأفغانية.

 

الضعف الأمني لطالبان أمام داعش

وعلى الرغم من أن طالبان استولت لاكثر من ثلاث سنوات على السلطة في أفغانستان، لكنها لم تستطع الحد من نفوذ داعش في البلاد، ونشر الأمن في أرجائها.

وقالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في أفغانستان، روزا أوتونباييفا في اجتماع لمجلس الامن الدولي قبل ثلاثة أيام أن مقتل خليل الرحمن حقاني يظهر أن الأمن والاستقرار لم يستتبا بعد في أفغانستان.

وفضلا عن استهدافهم المواطنين الأفغان في المدن المختلفة بالبلاد، توغل انتحاريو داعش خلال هذه الفترة، داخل الدوائر الخاضعة لهيمنة طالبان.

وقد لقي والي طالبان في بلخ محمد داوود مزمل، حتفه على يد انتحاري من داعش داخل مكتبه.

كما استُهدف وزير مهاجري طالبان خليل الرحمن حقاني،  من قبل انتحاري داعش داخل مسجد الوزارة ولقي مصرعه.

وتظهر صور كاميرات المراقبة أن المهاجمين استطاعوا في كلا الحالتين، اختراق مواقع التفتيش الأمنية التابعة لطالبان ببساطة وإيصال أنفسهم إلى الشخص المستهدف.

وتظهر هجمات داعش واختراقه لوزارات جماعة طالبان، أن هذه الجماعة وعلى النقيض مما تزعمه، لم تتمكن من القضاء على داعش نهائيا، بل أن هذا التنظيم وفي ضوء اعتماده تكتيكاته الدائمة، يسعى لتصفية كبار مسؤولي طالبان جسديا.