"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

نون بوست: التوغل الإسرائيلي في سوريا بعيون المحللين

شفقنا :
يثير التواجد الإسرائيلي في سوريا بعد سقوط رئيس الحكومة السورية بشار الأسد، مخاوف عالمية من دخول سوريا مرحلة جديدة يملأها الفوضى والحروب كما حدث في أي بقعة أدخلها الكيان الصهوني فيما سبق. ونشرت إسرائيل قواته في المنطقة العازلة وفي عدد من المناطق للدافع من أجل ضمان أمن الجتمعات في مرتفعات الجولان ومواطني إسرائيل.

وفي هذا الشأن نشرت صحيفة نون بوست مقال بقلم الباحث “عماد عنان” بعنوان “العربدة الإسرائيلية في الجنوب السوري.. استثمار الفوضى ومحاولة خلق واقع جديد”، علق فيه أن هروب الأسد المفاجئ وغير المتوقع أحدث إرباكا كبيرا لحسابات الكيان الإسرائيلي، وخلطا لكل أوراقه، لا سيما بعد سيطرة الفصائل المعارضة المسلحة على المشهد، والاحتفاء الشعبي بهذا التطور، الذي فرض معه حالة من الضبابية بشأن توجهات الدولة خلال المرحلة المقبلة وهي التي كانت خلال عهد الأسد الساحة الأكثر أمانا وانضباطا مع الكيان الإسرائيلي، وعليه أجرى رئيس الحكومة العبرية بنيامين نتنياهو رفقة وزير دفاعه يسرائيل كاتس، جولة عند خط وقف إطلاق النار على الحدود السورية، معلنا انهيار اتفاقية فصل القوات بين إسرائيل وسوريا لعام 1974، في محاولة لتبرير احتلال الجيش الإسرائيلي منطقة جبل الشيخ الحدودية والمنطقة العازلة مع سوريا.

وأضاف عماد عنان، أن العربدة الإسرائيلية تعكس على الشريط الحدودي مع سوريا واحتلالها لمساحات إضافية في الجولان والقنيطرة جنوبًا، حالة فقدان التوازن التي يعاني منها صانع القرار الإسرائيلي إزاء التطورات الصادمة، البعيدة عن تقديرات وتوقعات الجهاز الاستخباراتي الإسرائيلي، والتي من المتوقع أن تستمر حتى تتضح الصورة بشكل أكثر نقاء.

أيضا نشرت صحيفة القدس العربي، تقريربعنوان “دولة الاحتلال وسوريا الجديدة: أطماع قديمة وأخرى تتجدد”، أشارفيه إلى قصف إسرائيل لأي انتشارعسكري أو لوجوستي إسرائيلي لحزب الله والحرس الثوري على الجانب السوري من هضبة جولان في عام 2011، مؤكدا أن عمليات التوغل الإسرائيلية  داخل المنطقة العازلة لم تتوقف إذ لم يكن أمامها من راجع أصلا.

كما أكد التقريرعلى الوجهة الثانية من الردود الأبكر لدولة الاحتلال، بعد ساعات قليلة على انهيار نظام الأسد وتحرير العاصمة السورية، تمثلت في مسارعة القاذفات الإسرائيلية إلى قصف أهداف متفرقة جنوب دمشق، تضم منشآت تصنيع الذخائر ومخازن أسلحة كيميائية وأنظمة صواريخ أرض ــ أرض متقدمة، وذلك بذريعة تفادي وقوعها في أيدي المعارضة المسلحة. وأوضح التقريرأن اللافت في كل ما يحدث هوأن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أعلن أن اتفاقية الفصل قد انهارت وأنه لن نسمح لأي قوة معادية أن تتمركز على حدودنا وكأنه افترض أن جيش النظام السوري الذي كان يشغل تلك المواقع لم يكن معاديا في الجوهر، أو أنه لم يكن على درجة تماثل ما تكنه المعارضة السورية المسلحة من عداء لدولة الاحتلال.

أما صحيفة إندبندنت العربية، فتصدرها مقال الدبلوماسي المصري “نبيل فهمي” بعنوان “إعادة تشكيل العالم العربي”، علق فيه بالقول، من الطبيعي أن ترحب إسرائيل بالأحداث، وكذلك الولايات المتحدة الموجودة عسكريا في سوريا والعراق أيضا، علما أن هذه الأطراف كافة ليست بمثابة حلفاء تقليديين لتوجهات المعارضة من “هيئة تحرير الشام” وغيرها، إذا نحن في مرحلة مواءمات وتوفيق المصالح المرحلية، مع الهزة التي تشهدها المنطقة وقبل تسلم ترمب السلطة، وإنما تقع جميعها على حساب الطرف السوري غير المسيطر على أراضيه، وقابلة أن تمتد منها بأشكال مختلفة إلى ساحات أخرى مجاورة.

وأكمل نبيل فهمي، يجب عدم إغفال أن إسرائيل أعلنت أنها متنازعة مع سبع ساحات شرق أوسطية غزة والضفة الغربية، وهي أراض محتلة، واليمن ولبنان وسوريا، وكلها كانت مباحا لها عسكريا، وكذلك من العراق وإيران، فضلا عن وجود مؤشرات مختلفة إلى مصادر اضطراب وتوغل لها ولغيرها في الصومال وشرق أفريقيا، وكل هذه مؤشرات خطرة إلى ما يتم وما هو مقبل على منطقتنا، ويضاف كل ذلك إلى الاضطرابات في ليبيا والحرب الأهلية في السودان وعدم الاستقرار الأمني في البحر الأحمر.

ونشر موقع العربی الجديد، مقال للصحفي “أحمد الجندي” تحت عنوان “إسرائيل وسقوط النظام السوري بين التهديدات والفرص”، شرح فيه عملية ردع العدوان في سورية ونجاحاتها السريعة، وانهيار الجيش السوري، ثم سقوط نظام بشار الأسد، والتي أثارت قلقا كبيرا في دولة الاحتلال عكستها الاجتماعات المتتابعة، والإجراءات العسكرية المتلاحقة.

ونقل الجندي ما جاء في صحيفة يسرائيل هيوم، حيث صرح  الصحفي “يوسي منشروف” أن المستجدات التي تسارعت، جعلت إسرائيل بين متناقضين، أولهما أن المعركة في سورية، أتت في وقت غير مناسب على الإطلاق لمحور المقاومة، وتضعف حزب الله وإيران، وتهدد منطقة القصير القريبة من الحدود اللبنانية، وهي مدينة استراتيجية في ما يخص حزب الله، لكن من ناحية أخرى تخشى إسرائيل، في الوقت نفسه، من أيديولوجيا قوى المعارضة التي سيطرت على سورية، ويغلب على قيادتها الطابع الجهادي، بحسب لفظ منشروف، والتي يصعب توقع موقفها المستقبلي تجاه مرتفعات الجولان، ومن ثم احتمالية انتقال التوتر في المستقبل إلى هذه المنطقة.