"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

بيان ( وإنا لجميع حاذرون ) من الشعراء الآية 56 تفسير البينة

(56) وإنا لجميع حاذرون (56)

 وهنا :

(وإنا)

 وهذا اللفظ ووروده على نبي الله شعيب في قوله تعالى { قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا – هود 91 } .

يبين تعالى من خلال هذا اللفظ  استضعاف فرعون للمؤمنين من بني إسرائيل والسحرة لما آمنوا فتوعدهم بالصلب والسجن والتعذيب فقالوا له { قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون – الشعراء 50 } وهنا ازدادا حنقاً وغيظاً فحرض جنوده لقتالهم قائلاً ههنا { إن هؤلاء لشرذمة قليلون وإنهم لنا لغائظون وإنا لجميع حاذرون – الشعراء 54-56 } .

 وأما :

(لجميع)

 وهنا يبين تعالى من خلال هذا اللفظ أن فرعون لما تغيظ من المؤمنين ذهب ليجمع كيده للبطش بهم ليهلكهم لقوله تعالى { فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى – طه 60 } ومن كيده الذي كاده هنا قوله للملاء حوله في الآية هنا { إن هؤلاء لشرذمة قليلون وإنهم لنا لغائظون وإنا لجميع حاذرون – الشعراء 54-56 } .

ويبين تعالى أنه قد أغرق وأهلك فرعون لما أراد القضاء على الفئة المؤمنة  لقوله تعالى { فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم وأزلفنا ثم الآخرين وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ثم أغرقنا الآخرين – الشعراء 63-66 } وبعدما أغرقه الله تعالى وجعله إماماً للظلمة في كل زمان لقوله تعالى { وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون }

ويكون حذر الذين تقلدوا بفرعون في آخر الزمان من المؤمنين الذين اعتصموا بحبل الله تعالى وكتابه الكريم وتولوه تعالى ورسوله وأهل بيته عليهم السلام عملاً بقوله تعالى : { واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا – آل عمران 103 }

وكذلك حذر المنافقين الذين عملوا بالرأي في الدين ممن ائتموا بالسامري فهم الذين يبتغون العزة من عند غير الله تعالى وقال تعالى فيهم { بشر المنافقين بأن لهم عذاباً أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا – النساء 138-139 } .

وفي آخر الزمان عند يحل زمان وموعد هلاك أصحاب الفكر الفرعوني ممن أئتم بفرعون و المنافقين الذين ائتموا بالسامري دون أن يدروا أنه صاحب فكرة هدم الدين بالدين يجمعهما الله تعالى من شتى أقطار المعمورة التي يسكنها بني إسرائيل ومن تولاهم من دون الله تعالى وقال لهم { وقلنا من بعده اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا – الإسراء  104 } فيكون هلاكهم في معركة قال تعالى فيها أنها مع الساعة أو قريب منها قال تعالى { أم يقولون نحن جميع منتصر سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر – القمر 44-46 } .

وأما :

(حاذرون)

  [ والحذر : أخذ أعلى درجات الإنتباه والتحرز من الخوف – معجم ألفاظ القرآن باب الحاء فصل الذال والراء ] قال تعالى  {  وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم وخذوا حذركم إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا – النساء 102 }

ويحذر الله تعالى من المنافقين أتباع السامري ومدرسة الرأي في الدين وأول خارجة لهم كانت بين المؤمنين بموسى عليه السلام في العبور ويقول تعالى في المنافقين الأواخر في زمن النبي الخاتم صلى الله عليه وآله ومن سيخلفهم : { وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون – المنافقون 4 } , والحذر من فتنة الناس وصرفهم عن ولاية أهل بيت النبي عليهم السلام وهى بعض ما أنزل الله تعالى التي قال تعالى فيها محذراً { وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون – المائدة 49 } .

وحذر فرعون هنا كان من المؤمنين الذين تولوا الله تعالى ورسوله ثم أهل البيت إلإبراهيمي من أنبياء الله تعالى ثم الأئمة من أهل بيت النبي محمد النبي الخاتم صلى الله عليه وآله في كل زمن هذا الحزب الشيطاني يكون على حذر من هؤلاء المؤمنين إلى قيام الساعة لقوله تعالى { وإنا لجميع حاذرون – الشعراء 56 } أي أنا فرعون وجميع من تقلد وائتم بي في حذر من هؤلاء المؤمنين إلى يوم الوقت المعلوم .