الخليج الجديد :
أعلن الحزب القومي الإسكتلندي، الإثنين، اختيار وزير الصحة الحالي، حمزة يوسف، زعيما له ليكون خلفا لنيكولا ستورجن، التي أعلنت استقالتها من زعامة الحزب، وبالتالي رئاسة الحكومة، وليصبح بذلك أول رئيس وزراء مسلم في تاريخ إسكتلندا.
وجاء إعلان الحزب بعد منافسة يوسف لكل من: وزيرة المالية، كيت فوربس، ووزيرة سلامة المجتمع السابقة، آش ريجان.
ولم تكن المنافسة على قيادة للحزب سهلة، مع حدوث اشتباكات عنيفة بين المرشحين واستقالة الرئيس التنفيذي للحزب، بيتر موريل، بعد جدل حول شفافية أرقام العضوية، كما دارت مناوشات بين يوسف، البالغ من العمر37 عاما، وفوربس، البالغة 32 عاما، حول سجلهما في الحكومة وآرائهما الاجتماعية.
ويعد يوسف، المنحدر من أصول باكستانية، واحدا من كبار الوزراء في إسكتلندا وأحد النواب الأكثر شهرة في الحزب القومي الإسكتلندي، ويمثل مدينة جلاسكو في البرلمان، وشغل منصب وزير الصحة في حكومة ستورجن، حسبما أورد “الجزيرة نت”.
وتحول اسم يوسف إلى رقم صعب ومهم في المعادلة السياسية الإسكتلندية، بتقلده عددا من المناصب الوزارية المهمة، واشتغاله في فريق اثنين من أهم زعماء إسكتلندا خلال العقدين الماضيين، وهما: ستورجن، ورئيس الوزراء الأسبق، أليكس سالموند.
وولد حمزة يوسف في 7 أبريل/نيسان 1985، ووالده هو مظفر يوسف، الذي ولد بولاية البنجاب في باكستان، وهاجر رفقة أسرته إلى إسكتلندا سنة 1960، أما والدته فهي شايتسا بوتا التي ولدت في كينيا وتنحدر من أسرة من جنوب آسيا.
ويعيش رفقة أسرته في جلاسكو، ولا يجد أي مشكلة في الظهور رفقة والدته وأخواته وكلهن محجبات.
وكان يوسف متزوجًا من جايل ليثجوي، العاملة السابقة في الحزب القومي الإسكتلندي، من 2010 إلى 2016، وأنجب منها بنتا، ثم تزوج عام 2019 أخصائية العلاج النفسي الفلسطينية الأصل، نادية النخلة، والتي مازالت لها عائلة في غزة، وأنجب منها بنتا أسمياها آمال.
ونادية النخلة هي أيضا ناشطة في الحزب القومي الإسكتلندي، وعضوة عنه في المجلس البلدي لمدينة دندي، حيث تقيم مع زوجها وابنتهما، حسبما أوردت صحيفة “القدس العربي”.
ودخل يوسف غمار العمل السياسي من بوابة البرلمان، من خلال عمله مساعدا للنائب البرلماني بشير أحمد الذي كان أول نائب برلماني مسلم بإسكتلندا سنة 2007، إلا أن هذا لم يدم طويلا؛ لأن أحمد توفي بعد وصوله للبرلمان بأشهر.
غير أن دخول يوسف البرلمان جعله تحت أنظار عدد من القادة السياسيين الذين استقطبوه لفرق عملهم، وأهمهم سالموند، الذي شغل بعدها منصب رئيس وزراء سنة 2008.
وبعدها، انتقل يوسف للعمل مساعدا لستورجن، التي كانت حينها من أهم الشخصيات بالبلاد، وكانت هذه المرحلة انطلاقة لعلاقة سياسية قوية بينهما، ستظهر بعدها بتقلد يوسف عددا من المناصب الوزارية المهمة.
وفي عام 2012، تم تعيين يوسف في منصب حكومي هو الأول له، وهو كاتب الدولة بوزارة الشؤون الخارجية والعلاقات الدولية، في عهد سالموند، واشتغل تحت لواء وزارة الثقافة والشؤون الخارجية، وكان حينها أول مسلم من أصول آسيوية يتقلد منصبا وزاريا.
واستمر يوسف في هذا المنصب، بعد وصول ستورجن لرئاسة الوزراء عام 2014، وأبقته في منصبه حتى 2016، إذ تم تعيينه وزيرا للنقل.
وعام 2018، تقلد يوسف منصب وزير العدل حتى عام 2021، وخلال هذه الفترة دخل في معركة من أجل تمرير قانون “جرائم الكراهية”، وكان الغرض منه توفير حماية أكبر للأقليات والتشديد على جرائم الكراهية والتمييز بين حرية التعبير والتحريض ضد أي من مكونات المجتمع، ورغم معارضة بعض الأصوات المحافظة لهذا القانون، فإن يوسف نجح في تمريره.
وعام 2021، تسلم يوسف منصب وزير الصحة والعمل الاجتماعي في ظروف جائحة كورونا، وخلال هذه الفترة تعرض لعديد من الانتقادات، ووجد نفسه في وجه عاصفة عندما طالب الناس بالتفكير مرتين قبل الاتصال بالطوارئ، وذلك من أجل تخفيف الضغط على المستشفيات، وهو ما اعتبره كثيرون تعريضا لحياة الناس للخطر وحرمانا لهم من الخدمات الصحية.