"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

واشنطن بوست تحذر: تحالف الصين وروسيا يمكنه تغيير النظام العالمي

 الخليج الجديد :

حذرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية من أن تحالف الصين وروسيا يمكنه تغيير النظام العالمي، ودعت الولايات المتحدة وحلفاءها إلى الاستعداد للرد والضغط على بكين عبر مصالحها الاقتصادية، لاسيما مع أوروبا.

الصحيفة تابعت، في افتتاحية ترجمتها الخليج الجديد: “في الجغرافيا السياسية في السبعينات (من القرن الماضي)، كان القرار الزلزالي للولايات المتحدة هو تطبيع العلاقات مع الصين الشيوعية ورفع الحظر على مبيعات التكنولوجيا العسكرية الحساسة لبكين، وهو ما يُعرف باسم اللعب بورقة الصين لإحباط الاتحاد السوفييتي”.

وأضافت أن “الزيارة الرفيعة المستوى التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينج إلى موسكو هذا الشهر والتي استمرت 3 أيام، أظهرت أن بكين مستعدة للعب بورقة روسيا في مواجهة ما تعتبرها الصين محاولات أمريكية لتطويقها واحتواء اقتصادها وتهديد سلامتها”.

وحذرت من أن “هذا التحالف المتنامي بين أكبر منافسين استراتيجيين وعسكريين لأمريكا لديه القدرة على تغيير النظام العالمي بشكل عميق كما فعلت الولايات المتحدة قبل نصف قرن. من الأفضل أن تكون أمريكا وحلفاؤها الديمقراطيون مستعدين للرد”.

 

 

صداقة بلا حدود

و”تشترك الصين وروسيا في مخاوف من تطويق الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، إذ تعتبر روسيا توسع الناتو باتجاه الشرق تهديدا وجوديا، وكان هذا هو التبرير الرئيسي المعلن لغزوها لأوكرانيا (منذ 24 فبراير/شباط 2022)، كما تخشى الصين من أن الولايات المتحدة تحاول إنشاء الناتو الهندي والهادئ بسلسلة من اتفاقيات الدفاع الآسيوية من الفلبين إلى أستراليا”، وفقا للصحيفة.

واعتبرت أن “الصين وروسيا لديهما ازدراء للقيم الديمقراطية ونظام عالمي قائم على القواعد، والذي يرون أنه عفا عليه الزمن وتهيمن عليه الولايات المتحدة (…) عندما التقى الزعميان قدَّم بوتين التهئنة لشي على إعادة انتخابه لولاية ثالثة غير مسبوقة كرئيس، وقال شي إنه يتوقع إعادة انتخاب بوتين في 2024”.

وتابعت: “ثم هناك حقيقة أن روسيا والصين (على الترتيب) تمتلكان أيضا أكبر وثالث أكبر مخزون للأسلحة النووية في العالم، وتعمل الصين على توسيع ترسانتها النووية للتكافؤ مع الولايات المتحدة خلال العقد المقبل”.

ورأت الصحيفة أن “روسيا الآن هي الشريك الأصغر في هذه الصداقة بلا حدود بين موسكو وبكين.. روسيا محرومة من الأسواق الغربية واقتصادها متضرر من العقوبات وتحتاج إلى الصين لزيادة مشترياتها من النفط والغاز والحبوب وتوفير بعض السلع الغربية التي اختفت من الرفوف”.

وأردفت: “كما واصلت الصين إمداد روسيا بطائرات بدون طيار وأجزاء من الطائرات المسيرة فضلا عن أشباه الموصلات، لكن لم ترد تقارير حتى الآن عن تقديم بكين أسلحة فتاكة، وهو أمر حذرت إدارة الرئيس (الأمريكي جو) بايدن من تجاوزه للخط الأحمر”.

 

 

خطة سلام شي

وعلى الرغم من موقفها المؤيد علنا لروسيا، بحسب الصحيفة، فإن الصين أعلنت أنها قد تكون صانع سلام محتمل في أوكرانيا، وكان هناك أمل ضعيف في أن يكون هذا هو الحال بالفعل، لاسيما بعد أن توسطت الصين (في 10 مارس/آذار الجاري) في تقارب دبلوماسي بين إيران والسعودية بعد قطيعة دامت 7 سنوات.

واستدركت: “ذهب شي إلى موسكو ليروّج لخطة سلام من 12 نقطة لإنهاء الصراع، لكن اتضح أنها ليست أكثر من سلسلة أحاديث عن الحاجة إلى الحوار وضبط النفس”.

وأضافت أن “شي لم يُظهر أي اهتمام بالذهاب إلى كييف للقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كما فعل الرئيس بايدن وقادة العالم الآخرون. بينما زار رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا كييف في اليوم النفسه الذي تم فيه الاحتفال بشي في الكرملين”.

واعتبرت الصحيفة أن “مناشدة المصلحة الذاتية قد تساعد في إقناع شي باستخدام صداقته المتزايدة مع بوتين للوصول إلى حل حقيقي للصراع، لاسيما أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين وأوروبا أكثر أهمية بكثير من العلاقات مع روسيا”.

وتابعت: “ينبغي تذكير شي بذلك كلما التقى بالمسؤولين الأوروبيين الزائرين، بدءا من رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الذي سيتولى الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي هذا العام، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المقرر أن يزور الصين الشهر المقبل”.

وختمت بأن “الأوروبيين يحتاجون إلى إرسال رسالة واضحة لا لبس فيها مفادها أن الصين بحاجة إلى استخدام نفوذها مع بوتين لإنهاء الصراع، وليس لتعزيز الاقتصاد الروسي”.

 

 

 

المصدر | واشنطن بوست- ترجمة وتحرير الخليج الجديد