DW :
خرجت مسيرات حاشدة في جل الدول للاحتفال باليوم العالمي للمرأة بعد عام من حظر تعليم الفتيات في أفغانستان، واندلاع احتجاجات حاشدة تتعلق بحقوق المرأة في إيران، وإلغاء حكم تاريخي خاص بالإجهاض في الولايات المتحدة.
نُظمت مسيرات في مختلف أنحاء العالم بمناسبة اليوم العالمي للمرأة (الأربعاء الثامن من مارس / آذار 2023) مع التخطيط للمزيد في باريس وبيروت وبغداد وكراتشي وإسطنبول ومدن أخرى. وفي مانيلا، اشتبك نشطاء، يطالبون بالمساواة في الحقوق وتحسين الأجور، مع الشرطة التي كانت تحاول منع احتجاجهم. وفي ملبورن، طالب متظاهرون بالمساواة في الأجور وأمان أفضل للمرأة. ورُفعت لافتة في المسيرة مكتوب عليها “أمان واحترام ومساواة”. وشارك في المسيرة مجموعة من الإيرانيين.
وتضمنت العديد من الاحتجاجات دعوات للتضامن مع النساء في إيران وأفغانستان حيث تعرضت حرياتهن لانتكاسات شديدة خاصة العام الماضي. وقالت روزا أوتونباييفا، رئيسة بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان، “أفغانستان تحت حكم طالبان هي أكثر دول العالم قمعا فيما يتعلق بحقوق المرأة، ومن المحزن أن نشهد جهودها المنهجية والمتعمدة والمنظمة لاستبعاد النساء والفتيات الأفغانيات من المجال العام”.
وأطلقت وفاة مهسا أميني (23 عاما) في حجز لشرطة الأخلاق في طهران في سبتمبر أيلول شرارة أكبر الاحتجاجات المناهضة للحكومة في إيران منذ سنوات. وواجه حكام إيران من رجال الدين ضغوطا من جديد في الأيام القليلة الماضية مع تنامي الغضب العام بعد موجة من حوادث تسمم تلميذات في عشرات المدارس.
ويأتي الإجهاض والحقوق الإنجابية على جدول أعمال المسيرات في العالم اليوم الأربعاء، وذلك بعد تسعة أشهر من إلغاء المحكمة العليا في الولايات المتحدة حكم “رو ضد وايد” التاريخي عام 1973 الذي اعترف بالحق الدستوري للمرأة في الإجهاض.
فيما احتفلت بعض الحكومات بيوم المرأة العالمي بإجراء تغييرات تشريعية أو تعهدت بذلك. فقد ألغت كندا قوانين تاريخية تتعلق بالإباحية ومناهضة الإجهاض، وقالت اليابان إنه يجب فعل المزيد لتغيير السلوكيات تجاه النوع الاجتماعي، وأعلنت أيرلندا عن استفتاء في نوفمبر تشرين الثاني لحذف الإشارات القديمة للمرأة في الدستور.
وركزت جورجا ميلوني، أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في إيطاليا، على دور المرأة في الاقتصاد قائلة إن الشركات التي تسيطر عليها الدولة يجب أن تضم امرأة واحدة على الأقل ضمن القيادات.
وفي اليابان، التي احتلت المرتبة 116 من بين 146 دولة في المساواة بين الجنسين في التقرير الدولي للمنتدى الاقتصادي العالمي العام الماضي، قال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني هيروكازو ماتسونو في مؤتمر صحفي إن الدولة أحرزت تقدما في تحسين ظروف العمل للنساء لكن ما زال يتعين القيام بالمزيد. وأضاف “وضع النساء، اللائي يحاولن الموازنة بين مسؤوليات المنزل والعمل، صعب جدا في بلدنا وقد تمت الإشارة إليه كقضية… لا تزال إجراءات معالجة هذا (الوضع) في منتصف الطريق”.
وفي روسيا، حيث يعد يوم المرأة العالمي أحد أكثر العطلات الرسمية التي يُحتفل بها، استغلت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي (الجمعية الاتحادية الروسية) المناسبة لشن هجوم عنيف على الأقليات الجنسية والقيم الليبرالية التي يروج لها الغرب.
وكتبت فالنتينا ماتفيينكو، التي تعتبر أقوى امرأة في روسيا، في مدونة على الموقع الإلكتروني للمجلس “الرجال والنساء هم العمود الفقري البيولوجي والاجتماعي والثقافي للمجتمعات”. وأضافت “لذلك، لا توجد ألعاب خطيرة تتعلق بالنوع في بلدنا ولن تكون أبدا. دعونا نترك الأمر للغرب لإجراء هذه التجربة الخطيرة على نفسه”.
ح.ز/ ا.ف (أ.ف.ب)