الخليج الجديد :
مقتل عقيد وإصابة ضابطين في اشتباكات مع محتجين جنوبي الأردن
قتل ضابط شرطي كبير وأصيب اثنان آخران، في محافظة معان جنوب الأردن، على أيدي من وصفتهم مديرية الأمن العام بـ”المخربين”، وذلك إثر أعمال شغب شهدتها المحافظة ليلة الخميس، بعد سلسلة احتجاجات تخللها قطع الطريق الدولي، منذ الأحد قبل الماضي.
ونعت مديرية الأمن العام مقتل العقيد “عبدالرزاق الدلابيح”، نائب مدير شرطة محافظة معان، “إثر تعرضه للإصابة بعيار ناري في منطقة الرأس أثناء تعامله مع أعمال شغب كانت تقوم بها مجموعة من المخربين والخارجين عن القانون في منطقة الحسينية في محافظة معان”.
الأمن العام ينعى استشهاد العقيد عبدالرزاق عبدالحافظ الدلابيح برصاصة مخربين في منطقة الحسينية
للتفاصيل || https://t.co/y8wbrmebZS#الأمن_العام#الأردن pic.twitter.com/KsvrQNF3cW
— مديرية الأمن العام (@Police_Jo) December 15, 2022
وفي بيانٍ منفصل آخر، أفاد الأمن العام الأردني بإصابة ضابطٍ وضابط صف بعيارات نارية في منطقة الحُسينية بمعان جنوب الأردن، فيما انتشرت قوات وتعزيزات أمنية في مدينتي الكرك والبتراء.
وحذرت المديرية الجميع “للابتعاد عن الأفعال الجرمية والتخريبية التي يحرض البعض عليها”، مؤكدة أن كل من يقوم بمثل تلك الأفعال “سيتم إلقاء القبض عليه لينال عقابه الرادع”.
الأمن العام اصابة ضابط وضابط صف بعيارات نارية في منطقة الحسينية في محافظة معان وهما قيد العلاج
للتفاصيل || https://t.co/m4wyyLhs4O#الأمن_العام#الأردن pic.twitter.com/QMRgyj1hpY
— مديرية الأمن العام (@Police_Jo) December 15, 2022
يعيش الأردن منذ أيام، توترات مرتبطة بارتفاع أسعار المحروقات، حيث بدأت نقابة الشاحنات في معان، أكبر محافظات المملكة من حيث المساحة، إضرابا عاما، أعاد إلى الأذهان أحداث سنة 1989 التي عرفت باسم “هبة نيسان”، وخلّفت بصمتها في الساحة السياسية.
ويحذر متابعون لتطورات المشهد الأردني من “كرة ثلج” قد تزيد من التحديات أمام الحكومة في ظل الإضرابات الأخيرة لأصحاب الشاحنات والعاملين في قطاع نقل البضائع والزبائن، لكن آخرين يرون فيها مجرد تذمر شعبي عابر جراء ارتفاع الأسعار التي أثقلت كاهل مواطنين، ليس في الأردن فقط بل في أكثر من دولة.
وحصل إضراب أصحاب الشاحنات على دعم جماهيري لافت، خصوصا بعد التحاق طلاب الجامعات به.
يُذكر أن إضرابا لأصحاب الشاحنات، كان وراء ما يعرف إعلاميا في الأردن بـ”هبّة نيسان”، وهي الأحداث التي وقعت في أبريل/نيسان 1989، خلال فترة حكم الملك الراحل “الحسين بن طلال”، والتي أسقطت حكومة “زيد الرفاعي”، وفتحت الباب أمام العمل السياسي للأحزاب وألغي بعدها قانون الطوارئ الذي كان ساريا منذ عقود.
ورغم أنه لا يرجح بأن تؤول الأحداث إلى ما آلت إليه سنة 1989، إلا أن محللين يصفون الأحداث المتتالية في الأردن مؤخرا بـ”كرة الثلج” التي قد تكبر ويصعب التحكم في اتجاهها لاحقا.
ويعتمد اقتصاد المملكة، التي تواجه ظروفا اقتصادية صعبة ويناهز دينها العام 47 مليار دولار، وتعاني من شح في الموارد الطبيعية، بشكل كبير على المساعدات خصوصا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول الخليج.
مقتل “عقيد” يؤسس لمنطقة “حرجة جدا” في احتجاجات “المحروقات” في الأردن والنشاط “الحراكي” يتوسع- (فيديو)
عمان- “القدس العربي”:
الإعلان في الأردن عن “استشهاد” ضابط رفيع برتبة عقيد ينقل مسار الأحداث التي بدأت بإضراب لسائقي الشاحنات وانتهت بحالة احتجاج وفوضى أمنية إلى منطقة مختلفة تماما، قوامها التأزيم الأمني والمواجهة في الشارع مع “مخالفي القانون” بعيدا عن المشاورات السياسية والبرلمانية.
ويبدو في السياق أن الإعلان عن مقتل العقيد في الأمن العام الدكتور عبد الرزاق الدلابيح سيقود قريبا إلى مواجهة و”إجراءات أمنية” مباشرة لأول مرة بين السلطات الأمنية ومناطق “البادية الجنوبية” حصرا قرب مدينة معان التي تشهد اضطرابات متكررة لليوم الخامس على التوالي.
ويعتبر مقتل العقيد الأردني “نقطة تحول” مركزية في المواجهة التي تشهدها البلاد وترتدي ثوب الخلاف مع الحكومة على “أسعار المحروقات” مع أنها تطورت في أكثر من مكان إلى مواجهات أمنية.
وتعهدت مديرية الأمن العام بالاستمرار في المحافظة على القانون وأمن المجتمع أثناء نعي العقيد الدلابيح “الذي استشهد” خلال مواجهة مع “مخربين” في منطقة الحسينية قرب محافظة معان جنوبي البلاد.
ولأول مرة تماما منذ بدأت فعاليات إضراب سائقي الشاحنات قبل 10 أيام تستخدم السلطات الرسمية مفردة “مخربين” للحديث عن مقتل الضابط برصاص في رأسه، وهو تعبير أمني وقانوني بامتياز يعني بأن مواجهات أمنية في الطريق خصوصا وأن حالة العصيان المدني مستمرة وبدأت سلسلة من الأحداث في خمس محافظات تتصدر المشهد.
ويمكن القول سياسيا بأن ما قبل مقتل العقيد ليس كما بعده في التصور الأمني للمعالجة الآن، وقد برز ذلك في لغة بيان رسمي للأمن العام تحدث عن فارق ما بين التعبير السلمي عن الرأي ومخالفي القانون المعتدين والمخربين.
ولا أحد يعرف كيف ستنتهي حالة العصيان التي تشغل جميع أوساط القرار الآن لكن منسوب الاحتجاج في الأردن وصل فعلا إلى المحظور سياسيا ووطنيا حيث اضطرابات واعتصامات وتكديس شاحنات في مدينة الكرك جنوبي البلاد ونشاطات مماثلة في مدينة المفرق شرقي البلاد، ولاحقا إشعال شعارات وهتافات حادة في الزرقاء وتجمع لمئات الحراكيين وسط العاصمة عمان من أبناء حي الطفايلة الشهير.
وصدرت دعوات بالجملة لأهل الشمال وعمان العاصمة للمساهمة في العصيان ردا على الحكومة وتمسكها بالمعدل الحالي لأسعار المحروقات.
القدس العربي