شفقنا :
التقى المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان توماس ويست بملا محمد يعقوب مجاهد، وزير دفاع طالبان في الإمارات العربية المتحدة.
وأفادت وكالة شفقنا أفغانستان بان افتتاح سفارة الولايات المتحدة في أفغانستان كان من محاور مناقشات الجانبين. يذكر ان السفارة الأمريكية في أفغانستان تواصل عملها من الدوحة العاصمة القطرية، وان القائم بأعمال السفارة الأمريكية في أفغانستان يتواجد في قطر.
ومن المقرر بان يتوجه وفد دبلوماسي أمريكي إلى كابول لتمهيد الأرضية لافتتاح السفارة الأمريكية في أفغانستان. هذا ويقال بان هذا القرار اتخذ بسبب منع قادة طالبان الأمنيين من الخروج من البلد، وان جماعة طالبان قد منحت الإدارة الأمريكية ضمانات حول توفير امن الدبلوماسيين الأمريكيين.
ان هذا اللقاء وبسبب تواجد عدد من كبار المسئولين الأمنيين برفقة ملا محمد يعقوب مجاهد في لقاءه بالمبعوث الأمريكي يحظى بأهمية خاصة ويأتي استمرارا للقاء المسئول العام لاستخبارات طالبان بمساعد وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سي أي ايه.
مساعي خفية لاستمرار حكم طالبان
ان اللقاءات المتكررة لمسئولين في الإدارة الأمريكية بقادة جماعة طالبان يأتي في ظل ظروف قد كثفت جماعة طالبان من اعمال العنف وانتهاك حقوق الإنسان، وفي أحدث تلك الحالات قامت بإعدام رجل في محافظة جنوبية لأفغانستان.
ويرى مواطنون أفغان، ان هذه اللقاءات في الوضع الراهن تظهر أن الأمريكيين، وخلافا للشعارات التي أطلقوها، لا يولون أهمية لقضايا حقوق الإنسان وفقا للقوانين الدولية، ويحاولون التواطؤ مع جماعة طالبان لتحقيق مصالحهم في أفغانستان.
بالإضافة إلى ذلك، تبين هذه الاجتماعات أن الأمريكيين يحاولون سرا الحفاظ على حكم جماعة طالبان في أفغانستان وأن هذه الجماعة ستبقى في السلطة لفترة طويلة.
هذا ولا يرغب جل الشعب الأفغاني باستمرار حكم جماعة طالبان، ويطالبون الأسرة الدولية ان لا توفر الأرضية لتواجد هذه الجماعة على رأس السلطة.
ان المواطنين في أفغانستان وبسبب الظلم والعنف الذي يمارسه طالبان عليهم وتنتهك كرامتهم الإنسانية يوميا من خلال إقامة المحاكم، غاضبون منهم، ويرون ان بذل أي مساعي لاستمرار حكم طالبان في أفغانستان لا يعني سوى خيانتهم.
معايير طالبان المزدوجة
لقد حاربت حركة طالبان أكثر من عشرين عاما تحت عنوان “الجهاد ضد أمريكا” في أفغانستان، وفي هجماتها الإرهابية والانتحارية، قتلت وجرحت آلاف المواطنين الأفغان الأبرياء. إنها كانت تعتبر أفغانستان دولة راضخة للاحتلال الأمريكي وكانوا يدعون بأنهم يقاتلون “لتحرير البلاد من الاحتلال”؛ لكن هذه الجماعة نفسها تحاول اليوم إعادة أمريكا إلى أفغانستان وإعادة فتح بعثاتها الدبلوماسية والاستخباراتية والاقتصادية في هذا البلد.
وهذا الأمر يدل على أن جماعة طالبان، وفي مساعيها للحفاظ على قوتها في أفغانستان، تلجأ إلى كل حيلة ووسيلة وتقبل عدو الأمس الكافر والمحتل كصديق لها. وبالإضافة إلى ما فات ذكره، فإن العلاقات السياسية ومحاولة طالبان إعادة الأجهزة السياسية والاستخباراتية للولايات المتحدة في أفغانستان تظهر أن هذه المجموعة ليست ملزمة بأي قيمة وحتى ما اعتبروه جهادا في وقت سابق ليس له قيمة وأهمية بالنسبة لهم وهم لا يفكرون سوى في مسألة استمرار سلطتهم.
ان تواجد أمريكا في أفغانستان ومن دون شك يجعل سنوات حكم طالبان في أفغانستان السوداء مستمرة وقد تكون الإدارة الأمريكية أول دولة تعترف بحكم طالبان في أفغانستان، وبعد هذا قد تعترف الدول الصديقة للولايات المتحدة الأمريكية بحكم طالبان على أفغانستان رسميا.