"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

ثغرة التربية العسكرية بين جيوش العالم

بقلم :

خالد محيي الدين الحليبي 

مركز القلم للأبحاث والدراسات 

الضعف في البنية الشخصية والتربوية والعلمية وعدم تحديد موقف محدد بانتهازية  أمام القضايا الخطرة فيها شيئ من عمى القلب يدفع الشخص إلى الحيادية في اتخاذ قرار حاسم في وقت محدد و مواقف لا يجوز فيها الحياد بين حق و باطل أو صح و خطأ أو الاستسلام أمام  قوي أكبر مدعياً أنها الحكمة والروية والسياسة ثم يتسترون اكثر بادعاء أنهم  شخصية  عسكرية في كل جيوش العالم تقريباً إلا مارحم ربي وتلك ليست هى الزعامة الحقيقية والحسم في القضايا الخطرة حيث دمج هؤلاء الخبثاء بين العناد وجعلوه شعار العسكريين في العالم خاصة مع الضعفاء والرتب الأقل مع الاستسلام أمام القوياء والرتب الأعلى ولعلاج هذه الثغرة من وجهة نظر حكام العالم جعلوا القضاء العسكري يحكم ب الإعدام في جرائم عسكرية كثيرة أهمها رفض الأوامر خاصة وقت الحروب بعد أن تظاهر ضعيف الشخصية بقوة السلاح للدول أو الشعوب الضعيفة  فهذا ضعف خفي في الشخصية والبنية التربوية  حيث يحاول الكثير من ضعاف الشخصية  التظاهر  بالقوة خاصة أمام الضعفاء ثم يتستر طائفة منهم بأنهم  تربية عسكرية حاسمة و لكنه الحسم  مع الأضعف فقط و الأقوى مستسلمين لهم تماماَ وهنا تم الخلط بين  العناد مع الضعفاء فقط  والعسكرية التي تؤمن بالرتب والأقدمية   أو قوة السلاح المملوك أو القوة العامة للدول أمام الدول الأضعف أو الشعوب المستسلمة  و الحسم في الحقيقة والشخصية القوية يستلزم الشدة في مواجهة الأقوياء و الرقة و الحنو مع الضعفاء والفقراء وهذه هى العسكرية الحقيقية الإسلامية التي تقوم على قاعدة قرآنية يقول فيها الله تبارك وتعالى عن المؤمنين { أشداء على الكفار رحماء بينهم }

وهنا تكون الشخصية القوية و الزعامة الحقيقية وهى الثغرة التي تنطلق منها دائما الجيوش العقائدية التي تتبنى معتقدات دينية ويطلق عليها المليشيات والتي تجمع بين أنظمة عسكرية وتربية دينية وهذه المليشيات على الرغم من أنها المنافس للجيوش النظامية  انتابها ضعف البنية التربوية باختفاء العلم الديني الحقيقي والذي تحول لأراء وأهواء علماء ظنوا أنها أوامر من الله وما هى كذلك فوقعوا في خداع جعل العلماء حكاماً على كتاب الله وليس الكتاب حاكماً على العالم والمتعلم كما في قوله تعالى { وإن منهم لفريقاَ يلوون ألسنتهم لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله } وهذه الثغرة بكل اسف وقعت فيها كل المليشيات في كافة الأديان السماوية و هذه الثغرة هى التي دفعت كل أهل الديانات السماوية للتقاتل فيما بينهم باسم الإله تارة وحروب استعمارية تارة أخرى تخريبية باستعمار اقتصادي كما تراه الآن من تخريب متعمد وكأنه فن افتعال الإزمات لتربح اشخاص قد لا يتعدوا اصابع اليد الواحدة فالإختلاف الخفي بين طوائف اليهود موجود وتسلطهم على الديانات الأخرى معلوم كما أن الإختلاف ةالتقاتل بين المسيحيين معلوم و على أشده  وعند المسلمين التقاتل بين الشيعة والسنة راح ضحيته الملايين منذ زمن الحجاج وحتى الآن وعلى مستوى اصحاب المذهب الواحد تناحر واختلاف   وفي نفس الوقت أصحاب الديانات الأرضية يضحكون على هذا المشهد المخزي بل وتقوم سياستهم على المشاهدة والمراقبة من بعيد لأنهم الرابح الأوحد من تقاتل أهل الديانات السماوية و في نهاية المطاف سيذهب الله ريح أهل الديانات السماوية المتقاتلة ليعلن متطرفوا الديانات الأرضية أن  إلههم قد انتصر  على العالم  والطامة الكبرى أن يصل هؤلاء المتطرفون لسدة الحكم   فتكون المصيبة الكبرى على كل الديانات السماوية  ثم تكون خرجة يأجوج ومأجوج والنهاية الماساوية لأكثر سكان العالم .

وبالتالي التشدد العسكري في التربية ودمج ضعاف النفوس بين صفوف العسكريين ليتظاهروا بالقوى أمام الأضعف هى الثغرة التي ستدمر العالم وتضعه في غز نحس ستكون نهايته إن لم ينتبه العالم في غاية الماساوية و قليل من يتربى على العسكرية العقائدية السليمة التي تؤمن بظرية {أشداء على الكفار رحماء بينهم ؤ أي أشداء على العدو رحماء بشعوبهم  .

والعكس هو الأخطر على مستقبل  العالم والكرة الأرضية كلها باندساس ضعاف النفوس بين صفوف حماة الوطن ممن وقعوا على شهادة وفاتهم عند دخولهم الكليات العسكرية .

خالد محيي الدين الحليبي