اندبندنت :
وكان الأكاديمي الكردي، نايف كردستاني أعرب في تغريدة عبر منصة “تويتر” عن دعمه لـ “المرجعية العربية” عوضاً عن بقية المرجعيات الدينية، قبل أن يتراجع لاحقاً عما وصفه بـ “سوء فهم بخصوص المرجعية”، ثم كتب فيما بعد أن صفحته تعرضت للقرصنة، وقال “لقد استعدتها وأنا غير مسؤول عن كل ما ورد بخصوص التغريدات…”
واقتحم المحتجون الذين كان بعضهم يحمل صوراً للسيستاني مقر “الفرع الخامس” للحزب الكائن في حي الكرادة، وأضرموا النيران فيه بعد تحطيم محتوياته قبل أن يتدخل رجال الأمن لاحتواء الموقف، وأظهرت لقطات تلفزيونية الأضرار التي لحقت بالمكتب وصوراً محترقة لقادة أكراد، بينما كان يهتف المحتجون باسم المرجع السيستاني وينددون بالحزب “الديمقراطي” وزعيمه.
توظيف سياسي
ويأتي هذا التطور في وقت يتعرض فيه حزب بارزاني إلى انتقادات حادة من أطراف شيعية موالية لإيران ومنضوية في تحالف “الإطار التنسيقي”، ولها أذرع مسلحة ضمن قوات “الحشد الشعبي” الشيعية، وتتهم بعض هذه الأطراف بارزاني بالتسبب في تمزيق “الصف الشيعي” إثر دخوله في تحالف مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، فضلاً عن حزب رئيس البرلمان محمد الحلبوسي لتشكيل الكتلة النيابية الأكبر باسم تحالف “إنقاذ الوطن”، إذ يصر الصدر على تشكيل “حكومة أغلبية وطنية” على خلاف الحكومات الائتلافية السابقة التي كانت تتشكل وفق “مبدأ التوافق”.
وكان نايف كتب قبل تغريدته قائلاً إن “أفشل الحكومات هي الحكومات التوافقية التي تشكلت بعد العام 2003″، في وقت أشار مراقبون سياسيون إلى أن “قوى الإطار التنسيقي استغلت الإساءة وحرضت الجماهير والرأي العام من أجل غايات سياسية في ظل صراعها الدائر مع تحالف الصدر”.
وأعرب بارزاني في بيان عن إدانته الشديدة للإساءة إلى السيستاني معتبرا ذلك يمثل “تجاوزاً للخطوط الحمراء”، وقال إن مثل هذه السلوكيات لا مكان لها في ثقافة ومبادئ شعب كردستان والحزب الديمقراطي الكردستاني”.
ونوه بارزاني إلى “اعتقال الشخص الذي ارتكب الإساءة للرموز الدينية وتم تقديمه إلى القضاء وسينال جزاءه العادل”، كما ندد “بعملية إحراق مكتب الحزب في بغداد التي تكررت للمرة الثانية من قبل مجموعة من المندسين والخاسرين التي لم يكن في وسعها إلا أن تركتب أعمالاً تخريبية، مما يدل على حال التوتر وعدم الاستقرار والفوضى”.
“رأي شخصي”
حزب بارزاني من جهته أصدر بياناً دان فيه تغريدة نايف، وقال إن قيادة الحزب “تكن كل الاحترام والتقدير لجميع المرجعيات الدينية ورجال الدين الكرام، وينصح بشكل متواصل أعضاءه وكوادره بضرورة احترام جميع المرجعيات الإسلامية والديانات الأخرى، وذلك تماشياً مع نهج البارزاني الخالد (مؤسس الحزب).
ونفلا الحزب ان يكون نايف الكردستاني من أعضاء الديمقراطي الكردستاني، وذكر” أن الشخص المذكور ليس له أية علاقة أو انتماء إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني لا من قريب ولا من بعيد، وأن تغريدته تمثل رأيه الشخصي وليس له أية صلة بحزبنا”.
وأصدرت وزارة الداخلية في حكومة الإقليم بياناً أعلنت فيه اعتقال نايف وتسليمه إلى الجهات القضائية.
يذكر أن وزير داخلية الإقليم ريبر أحمد هو مرشح حزب بارزاني لمنصب رئاسة الجمهورية، وينافس بشدة مرشح حزب “الاتحاد الوطني الكردستاني” الرئيس الحالي برهم صالح، وقد فشل تحالف “إنقاذ الوطن” يوم السبت الماضي في تحقيق النصاب القانوني لجلسة انتخاب الرئيس إثر مقاطعة قوى “الإطار التنسيقي” وتحقيقه ما بات يعرف بـ “الثلث المعطل”.
اندبندنت
اقرأ أيضاً :
بسبب تغريدة عن السيستاني .. أنصار الحشد الشعبي يقتحمون مقر حزب بارزاني في بغداد
اقتحم محتجون مناصرون لمليشيات الحشد الشعبي، مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في العاصمة العراقية بغداد، الأحد، احتجاجاً على تغريدة رأوا فيها إساءة للمرجع الشيعي آية الله علي السيستاني.
ونشر عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، الأكاديمي ”نايف كردستاني“ تغريدة على تويتر، تحدثت عن أصل المراجع الدينية الشيعية، وأنهم ليسوا عرباً، وهو ما أثار غضباً واسعاً، ليضطر إلى حذف التغريدة عقب ذلك والاعتذار عنها.
وأصدر الحزب الديمقراطي الكردستاني، بياناً نفى فيه صلته بالأكاديمي ”نايف كردستاني“، غير أن منصات إلكترونية، نشرت صوراً لكردستاني وهو بجانب مسرور بارزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان، وأخرى بجانب المرشح لرئاسة الجمهورية، ريبر أحمد، فضلاً عن ترشحه عن قائمة الحزب في محافظة نينوى.
وقال الحزب في بيان: ”نعلن للجميع أن الشخص المذكور ليس له أية علاقة أو انتماء للحزب الديمقراطي الكردستاني لا من قريب ولا من بعيد، وأن تغريدته تمثل رأيه الشخصي وليس له أية صلة بحزبنا الذي يؤمن إيماناً حقيقياً بالتعايش السلمي واحترام المعتقدات الدينية والمذهبية“.
وشوهد العشرات من أنصار الحشد الشعبي، وهم يحملون صور السيستاني، وكذلك صور قائد الحشد السابق، أبو مهدي المهندس، الذي قتل في غارة أمريكية قرب مطار بغداد الدولي، مطلع العام 2020.
وحذرت شخصيات سياسية واجتماعية، من استغلال ما حدث، وتوظيفه في الصراع السياسي الدائر، والتنافس الحاصل بين تحالف ”إنقاذ الوطن“، الذي يضم الحزب الديمقراطي الكردستاني، وقوى الإطار التنسيقي، خاصة أن وسائل إعلام، وقنوات تليغرام مقربة من الفصائل المسلحة، وقوى الإطار التنسيقي، انخرطت سريعاً في تغطية الحدث، وتأليب الرأي العام.
وبعد ذلك تداول نشطاء وصحفيون، بياناً عن مصدر من مكتب السيستاني جاء فيه: إن ”المرجعية ترفض استخدام اسمها وعنوانها الإسلامي والإنساني في الصراعات الدنيوية السياسية وما يجري من نشر للفتنة بين أطياف الشعب العراقي“.
من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية في إقليم كردستان، اعتقال ”نايف كردستاني“ وتقديمه إلى الجهات المختصة.
وقالت الوزارة في بيان: إنه ”بعد أن قام شخص باسم نايف كردستاني بنشر تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي تعرض فيها لموقع المرجعية المقدسة، قامت القوات الأمنية في إقليم كردستان وبأمر مباشر من السيد وزير الداخلية بإلقاء القبض على المذكور وتسليمه للجهات القضائية لغرض اتخاذ الإجراءات القانونية بحقه“.
وليست هذه المرة الأولى التي يقتحم فيها أنصار المليشيات المسلحة، مقر الديمقراطي الكردستاني في بغداد، حيث حصلت حادثة مماثلة العام الماضي، بسبب تصريح اعتُبر مسيئاً للحشد الشعبي، من قبل القيادي الكردي هوشيار زيباري.
إرم