"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

من يقف خلف محاولة اغتيال الشيخ عدنان؟.. غموض وتساؤل حول الجهة المنفذة والمستفيدة من قتل الرموز الفلسطينية.. بلبلة وغضب في الشارع وتخوف من فتح باب الفتنة.. ما دور السلطة؟ وهل بدأت الحرب على حركة الجهاد ومن المسؤول؟

غزة- خاص بـ”رأي اليوم” :

أثارت قضية المحاولة الفاشلة لاغتيال أبرز قيادات حركة الجهاد الإسلامي بالضفة الغربية المحتلة، الشيخ خضر عدنان، حالة من الفوضى والقلق في الساحة الفلسطينية، وسط تساؤلات حول الجهة المُنفذة وكذلك المُستفيدة من فتح باب الاغتيالات الدامي.

هذه المحاولة التي أشعلت معها الغضب الفلسطيني في الداخل والخارج، رافقتها حملة إدانات وانتقادات غير مسبوقة، وفتحت كذلك النار على السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية، والدور”الخبيث والسري” الذي تلعبه في ملاحقة قادة الفصائل على رأسهم حركتي “حماس والجهاد الإسلامي”، وملاحقة المقاومين بالضفة، بالتزامن مع حالة الفلتان الأمني المُستشرية في الشارع الفلسطيني، وفق ما تحدث به قادة الفصائل.

وتعرض القيادي خضر عدنان لإطلاق نار على أيدي مسلحين في مدينة نابلس بالضفة مساء السبت الماضي، وفي تفاصيل الحادثة، قال عدنان إن “مسلح أطلق الرصاص فوق رأسه وبين أرجل شقيق الشهيد أدهم مبروكة الملقب بـ الشيشاني وبحضور عائلات شهداء نابلس الثلاثة”.

وأكد أن محاولة اغتياله تأتي ضمن سلسلة أحداث سابقة وقعت معه في نابلس ولم يتم وضع حلول لها حيث كانت البيانات تلاحقه في كل مرة، معتبراً أن ما يجري غير مبرر والتحريض ضده ليس له أي منطق.

ويقود الأسير المُحرر “عدنان” في الضفة الغربية عملا جماهيريا وتحركات شعبية لمساندة الأسرى وعوائل الشهداء كما يُساند أصحاب البيوت المهدمة والجرحى ويُشارك في الفعاليات الشعبية الرافضة لسياسات الاحتلال الإسرائيلي بشكل يومي ومنذ سنوات.

 

 

ومن جهته، عقب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة على حادثة إطلاق النار على القيادي عدنان قائلا: “جريمة واضحة تقف خلفها المخابرات الصهيونية”، مهددا بالقول “الاعتداء على الشيخ خضر هو اعتداء على حركة الجهاد وعلى كل مجاهد فيها وسنتصرف بناء على ذلك”

هذا أدانت فصائل وفعاليات مختلفة، جريمة محاولة اغتيال القيادي عدنان، وأكدت الفصائل أن المحاولات البائسة التي تستهدف قضيتنا وقياداتنا الوطنية والإسلامية ستبوء بالفشل، وستعود بالوبال على المجرمين، وحملوا المسؤولية الكاملة لأجهزة السلطة، كونها هي الجهة المخولة في بسط القانون.

واستهجنت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” الاعتداء الآثم ومحاولة اغتيال عدنان بالرصاص الحي، محملة أجهزة السلطة وأزلامها المسؤولية عنها، وثمنت موقف عائلات شهداء نابلس الذين رفضوا الإساءة للشيخ عدنان والاعتداء عليه.

ودعت لمحاربة الفتنة ونبذ الساعين إليها عبر التمسك بوحدتنا ورفض استخدام السلاح إلا في وجه الاحتلال ومستوطنيه الجاثمين على أرضنا المخضبة بدماء الشهداء.

واستنكر كذلك الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني فدا الاعتداء الإجرامي الذي تعرض له الشيخ خضر عدنان، معتبرا أنه اعتداء علي الكل الوطني، والاحتلال وأعوانه هم أصحاب المصلحة، وهم من يقفون وراء هذا الاعتداء المجرم.

وطالب فدا السلطة وأجهزتها الأمنية بملاحقة المعتدين وكشف الغطاء الوطني عنهم وتوفير الحماية المطلوبة للشخصيات الوطنية والإسلامية والعمل علي منع تكرار مثل هذه الحوادث التي تعمل علي تعكير الأجواء وتهدف إلي خلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار في مدن وقري الضفة الغربية.

وأكد فدا أن مثل هذه الحوادث لا يمكن أن تعمل علي تراجع الشخصيات الوطنية والقوي السياسية عن القيام بدورها في تحشيد الجماهير وتعبئتها في مقاومة الاحتلال وقطعان المستوطنين المجرمين وأن شعبنا سيعمل علي حماية جبهته الداخلية وصيانة وتعزيز وحدته الوطنية رغم أنف الاحتلال وأعوانه المجرمين.

في حين، استنكرت حركة “الأحرار” عملية إطلاق النار على الشيخ خضر عدنان، مؤكدة أنها جريمة يقف خلفها الاحتلال وعملاؤه الذين يقودون الفلتان الأمني المنظم.

 

واعتبرت أن هذه الجريمة تهدف لإسكات صوت كل وطني وشريف يصدح بالحق ويسعى لإظهار الحقيقة أمام شعبنا والعالم أجمع خاصة في ظل الظلم المزدوج المركب الذي يتعرض له أهلنا في الضفة من تنكيل وملاحقة واعتقال واغتيال سياسي.

وأكدت أنه لن يفلح الاحتلال وأذرعه وأدواته في النيل من إرادة الوطنيين والأحرار ورموز شعبنا أو ترهيبهم وثنيهم عن مواصلة دورهم في قيادة وتوجيه الجماهير نحو مواجهة الاحتلال ونصرة قضايا شعبنا وخاصة قضية الأسرى ودعم ذوي الشهداء.

وفي هذا السياق يقول المحلل والكاتب السياسي ماجد الزبدة، إن: “محاولة اغتيال الشيخ خضر عدنان في نابلس هي حلقة ضمن سلسلة محاولات دنيئة للتصفية الجسدية التي اعتمدتها السلطة الفلسطينية نهجًا للتعامل مع خصومها في الضفة المحتلة، كان من بينها محاولة اغتيال المرحوم الشيخ حامد البيتاوي رئيس رابطة علماء فلسطين أكثر من مرة، ومحاولة اغتيال المفكر الفلسطيني المرحوم البروفيسور عبد الستار قاسم، واغتيال الناشط الفلسطيني والمرشح البرلماني الشهيد نزار بنات، وغيرها من الجرائم التي طالت عدة رموز  فلسطينية مناهضة للتعاون الأمني المشبوه بين السلطة والاحتلال”.

وأضاف الزبدة أنه “لطالما عملت قيادة السلطة على تنفيذ تلك الجرائم الوطنية تحت ستار كتائب شهداء الأقصى، متناسية أن شعبنا يدرك الفروقات الواضحة بين البندقية المنحرفة التي تستهدف رجال المقاومة ولا تجيد إطلاق الرصاص سوى في الجنائز والأفراح، وبين البندقية الطاهرة التي تتقن مواجهة الاحتلال في شوارع وأزقة مدن ومخيمات الضفة المحتلة”.

من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف إن: “عملية إطلاق النار على الشيخ خضر عدنان تؤكد أن نهج السلطة لن يتغير في تصفية من يخالف أو يتحدث بغير ما تقوم به هذه السلطة” وأن نهج التخويف والإرهاب أولا بحق من تصفهم بالمعارضين مستمر.

وأوضح أن نهج السلطة قائم على التخويف ثم الإرهاب ثم الاستدعاء ثم الاعتقال ثم إطلاق النار دون الوصول إلى التصفية، ثم بعد ذلك التخطيط للتصفية الجسدية، “تماما كما حدث مع الشهيد بإذن الله نزار بنات”.

وأضاف الصواف أن “السلطة وأجهزتها تمارس نفس الأسلوب المدان والمرفوض في طريقة تصفية من يخالفها؛ وذلك لأن هذه السلطة لم تجد الرادع لها ولفعلها المدان، لا من المواطنين، ولا من القوى الحية في شعبنا، فتمادت في إجرامها، وها هي تمارس نفس الأسلوب مع الشيخ المجاهد خضر عدنان”.