الناصرة-“رأي اليوم” :
بموافقةٍ من الرقابة العسكريّة في تل أبيب، يواصل قائد جيش الاحتلال الإسرائيلي السابق غادي آيزنكوت، كشف المزيد من الخبايا العسكري التي كانت ممنوعةً حتى وقت قريب، وتبينّ أنّه يزيح بعضًا من التعتيم الذي أحاط بعمليات الجيش في الوطن العربيّ.
ويتعلق ما يتم كشفه حديثًا بتفاصيل جديدة حول التهديد الإيرانيّ، الذي يعتبره إستراتيجيًا ووجوديًا، والاتفاق النووي، والاعتداءات على سوريّة، وأنفاق حزب الله، والدور الإسرائيليّ في اغتيال قاسم سليماني، والحرب الإسرائيليّة ضد تنظيم “داعش” الإرهابيّ. وجاءت أقواله في حوارٍ أجراه الإعلاميّ المُخضرم بن كاسبيت من صحيفة (معاريف) العبريّة مع آيزنكوت.
داعش الإرهابي وحرب الكيان ضدّه
وكشف آيزنكوت النقاب عن الدور الإسرائيليّ في الحرب ضد (داعش) زاعمًا إنّ “إسرائيل قررت المشاركة في هذه الحرب، على اعتبار أنها تخوض حربًا في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وتتعاون مع العديد من جيوش المنطقة، في عمليات خاصة لا حصر لها”.
وأضاف: “إننا نلحق الضرر بداعش على نطاق واسع جدا، وأقدر أننا قتلنا المئات من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، وجرحنا أكثر من ألف، ودمرنا منشآتها وبناها التحتية، لأنهم “يجاهدون” لتوجيه ضربة لإسرائيل لم تعرفها من قبل، والصورة التي يستخدمونها تشبه ضرب صلاح الدين للصليبيين”.
الشهيد قاسم سليماني ومحاولة اغتياله
عن تصفية قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيرانيّ، الذي تم على يد الأمريكيين في كانون الثاني (يناير) 2020، قال آيزنكوت إنّه “بعد إطلاق الصواريخ الإيرانية على هضبة الجولان، قررنا أنّه لا بد من أنْ نخرجه من اللعبة، لأنّ كل مَنْ يعمل ضدنا سيموت، وحصلنا على الموافقة لذلك، لكننا لم نتمكن من إغلاق الدائرة حوله”.
وأضاف أن “إستراتيجية المعركة بين الحروب بدأت نشاطها الأولي في أيام غابي أشكنازي قائد الجيش الأسبق، فيما توليت حينها قيادة المنطقة الشمالية، وأطلقنا على العمليات الأولى “الحملة المشتركة”، للمفاضلة بين خيارين أمام الجيش، فإما أن يكون في حال حرب، أو في حال استعداد للحرب، إلى أن نشأ خيار ثالث من خلال خوضه حملة مشتركة من الإجراءات المتتالية ضد الخصم، هكذا سارت الأمور بين عامي 2008 و2010، وفي أيام بيني غانتس تم تصعيد هذه العمليات”.
الكيان والاتفاق النووي
وفي معرض ردّه على سؤالٍ قال إنّ “يوسي كوهين رئيس جهاز الموساد السابق، ورون ديرمير السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن، وبنيامين نتنياهو رئيس الحكومة السابق، فقط هم من تعاملوا مع ملف الانسحاب الأمريكيّ من الاتفاق النووي الإيراني، ولم يتحدث أيّ منهم مع المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية، وشكل هذا خطأً استراتيجيًا”.
وأضاف أنّ “إيهود باراك وبنيامين نتنياهو وضعا ثلاثة مبادئ لاستخدام القوة ضد إيران: يجب أنْ تكون هناك قدرة، وضرورة أنْ تكون هناك قوة، أيْ بوجود “السكين حتى الرقبة”، وأنْ تكون هناك شرعية دولية، لا يمكن لإسرائيل أنْ تفعل ذلك تمامًا، بمفردها، ودون سابق إنذار، فهو حدث إقليمي وعالمي، وله معان عميقة جدًا”.
وأوضح: “لكن الضغط الإسرائيلي الذي أدى للانسحاب الأمريكي من اتفاق النووي حرر الإيرانيين من قيود معينة، وعندما باشروا في خرق الاتفاق كان لديهم شرعية لهذه الانتهاكات، بسبب الانسحاب الأمريكي، وحينها لم تعد هناك رقابة عليهم، والصينيون والروس لم يعودوا يتعاونون مع الأمريكيين”.
إسرائيل أوهن من ضرب إيران لوحدها