Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

بعد اتهامات مغربية… ما حقيقة تجنيد الأطفال في “مخيمات تندوف”

توترات متفاقمة واتهامات متبادلة بين المغرب والجزائر على خلفية قضية “جبهة البوليساريو” والنزاع حول الصحراء الممتد منذ سنوات طويلة.

خلال الأشهر الأخيرة شهدت الأزمة تصاعدا في حدة التوتر توجت بقطع العلاقات الدبلوماسية، ومنع تجديد عقد مرور الغاز إلى إسبانيا عبر المغرب، في ظل توقعات لتوترات أكبر خلال الفترة المقبلة.

في آخر تصريحات للسفير عمر هلال، الممثل الدائم للمغرب لدى منظمة الأمم المتحدة، الجمعة في نيويورك، قال إنه يتعين مساءلة الجزائر بشأن التجنيد العسكري الذي يخضع له الأطفال على يد “البوليساريو” في مخيمات تندوف، جنوب غرب الجزائر، حسب قوله.

وأضاف هلال خلال مؤتمر صحافي عقب مصادقة مجلس الأمن على القرار رقم 2602 القاضي بتمديد ولاية بعثة “المينورسو” إلى غاية 31 أكتوبر/تشرين 2022، أن “الجزائر ستتحمل مسؤوليتها أمام التاريخ وأمام المجتمع الدولي. ويتعين مساءلتها في ما يتعلق بالتجنيد العسكري للأطفال في مخيمات تندوف”.

الاتهمات بين الجانبين متعددة ومتصاعدة بين الحين والآخر، فبينما تتهم الجزائر المغرب بدعم جماعات مصنفة إرهابية، تتهم الأخيرة الجزائر بدعم “جبهة البوليساريو” من أجل زعزعة الاستقرار في المغرب، وأخيرا اتهمتها بتجنيد الأطفال.

تصريحات النواب والخبراء من الجانبين لا تختلف عن المواقف الرسمية، غير أن بعض الإشارات تحمل تحذيرات من تفاقم قد يصل إلى مواجهات مباشرة.

ما علاقة الجزائر بالتجنيد؟

من ناحيته عضو مجلس الأمة الجزائري محمد قيساري، إن اتهامات المغرب للجزائر بشأن تجنيد الأطفال باطلة، وأن بلاده مرتبطة بمواثيق قطعتها على نفسها.

وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن الجزائر تتعامل مع قضية الصحراء الغربية كقضية تصفية استعمار لا أكثر، وأن من يتجند أولا يتجند داخل أطياف الشعب الصحراوي، فإن الأمر يرتبط بقضية صحراوية بامتياز ولا دخل للجزائر في ذلك.

وتابع بقوله: “نحن نساعد الشعب الصحراوي في الحصول على حريته شأنه شأن الشعب الفلسطيني، والشعب الحزائري بكل مؤسساته حريص على الدفاع عن الشعوب المُحتَلَة كونه أكثر شعب عانى من ويلات الاحتلال”.

لغة السلاح

وبشأن مستقبل الأزمة بين الجبهة والمغرب، يرى السيناتور الجزائري، إن التطورات يمكن أن تصل إلى الاحتكام للسلاح ليقول كلمته، أو أن يقبل المغرب بتنظيم استفتاء تقرير المصير كما هو معلن في اللوائح الأممية.

مواجهات عسكرية

من ناحيته قال نوفل البوعمري الخبير المغربي، إن التجنيد القسري للأطفال بمخيمات تندوف، ثابت من مختلف الوقائع المرتبطة بالمنطقة.

وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، أنه يكفي العودة للتعبئة التي قامت بها “البوليساريو”  للحرب “الوهمية”، التي تسوق لها، ليتأكد أن هناك تجنيد قسري للأطفال وهي مشاهد موثقة، تم تداولها من طرفهم على نطاق واسع مقدمين إياها أنها حملات تعبوية للحرب “المزيفة” التي تدعي حدوثها.

وبشأن تفاقم التوتر يرى البوعمري أن المنطقة لا يمكن أن تتجه لأي تصعيد عسكري قد يؤدي للاصطدام، خاصة أن “البوليساريو” ليس لها القدرة ولا القوة العسكرية لخوض أي مغامرة في المنطقة.

لكن الخبير المغربي يشير إلى أنه إذا حدثت توترات عسكرية ستكون مع الجزائر وهو ما انتبهت إليه الأمم المتحدة في قرارها 2602، عندما طالبت مختلف الأطراف على رأسها الجزائر بضبط النفس، والانخراط في دعم العملية السياسية.

الخارجية الجزائرية

وأعلنت الخارجية الجزائرية أنها لا تدعم قرار مجلس الأمن الخاص بتمديد بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية “المينورسو”.

وحسب بيان أصدرته وزارة الخارجية الجزائرية، أكدت أن “قرار مجلس الأمن المتحيز من شأنه تشجيع المواقف الابتزازية للاحتلال المغربي، وكذا عنادها ومناوراتها الرامية لعرقلة وتقويض مسار تصفية استعمار الصحراء الغربية وتغيير طبيعته”، حسب نص البيان.