الخليج الجديد :
كشفت مصادر مطلعة أن القيادة المركزية الأمريكية أصبحت المسؤولة عن العسكريين الأمريكيين في إسرائيل، ما يعد “نقطة تحوّل في الشرق الأوسط نراها على حقيقتها ربما بعد عشر سنوات”.
وأضافت أن العلاقات العسكرية الأمريكية-الإسرائيلية كانت دائماً تمرّ من خلال قيادة أوروبا، وهي المسؤولة عن القارة الأوروبية والبحار المحيطة بها ومهمتها الأساسية التنسيق بين دول حلف الأطلسي ومواجهة خطر الاتحاد السوفيتي من قبل، ومواجهة تهديدات روسيا منذ التسعينات.
ووفق المصادر ذاتها، “كان من الصعب في السابق أن تكون إسرائيل جزءا من القيادة المركزية، التي تشمل كل الدول المحيطة بإسرائيل وتصل إلى باكستان مروراً بالخليج العربي وإيران وأفغانستان”.
لكن الآن، وبسبب الخطر الإيراني المباشر على إسرائيل، وجدت الولايات المتحدة أن هناك ضرورة لنقل إسرائيل إلى قيادة المنطقة المركزية، وبعد أن عقدت دول عربية عديدة اتفاقيات سلام مع إسرائيل أصبح الأمر أسهل.
المصادر ذاتها، كشفت لفضائية “العربية” أن “ثكنة ماكديل في تامبا بولاية فلوريدا أصبحت مركز تنسيق المعلومات العسكرية بين الأمريكيين والإسرائيليين، وهي في الوقت ذاته غرفة تلقي المعلومات العسكرية والأمنية من باقي الدول العربية والإسلامية في منطقة الشرق الأوسط”.
وعن أهمية هذا التعديل، لفتت المصادر إلى أن “الأمريكيين أصبحوا على قدرة أفضل لتنظيم شبكات الإنذار من الصواريخ والصواريخ والمسيرات التي تنتجها إيران وتطلقها بين الحين والآخر أو تطلقها الميليشيات التابعة لها”.
ووفق المصادر، تنتشر شبكات الرصد الأمريكية من الخليج العربي إلى بحر العرب إلى البحر الأحمر وما بينهما، وقد واجهت الولايات المتحدة في العقود الماضية، تحديات تقنية في جمع وتنسيق أنظمتها مع أنظمة منتشرة على أراضي دول الشرق الأوسط من جهة وإسرائيل من جهة أخرى.
لكن الضمّ الحالي يعطي شبكات الرادار والرصد قدرة عالية على تنسيق المعلومات والإشارات كانت تفتقده من قبل، وسيكون من الأسهل أكثر على الأمريكيين رصد أي صواريخ أو مسيرات إيرانية وتنسيق المعلومات بين الشبكات المختلفة، وهذا ما تؤكده المصادر العسكرية.
ولفتت المصادر إلى أن الأهمية الثانية تكمن في تنسيق الدفاعات بين دول منطقة الشرق الأوسط، فالولايات المتحدة وجدت منذ الثمانينات أن عليها الاحتفاظ في المنطقة بمنظومات عدة مضادة للصواريخ، خصوصاً منظومات باتريوت.
وتسبب ذلك بهدر كبير في الميزانية العسكرية الأمريكية، وقد اضطرت واشنطن إلى إبقاء جنودها منتشرين في هذه المنطقة لمواجهة المخاطر المحتملة، خصوصاً الصواريخ العابرة الإيرانية، والآن الصواريخ البالستية والمسيرات.
لكن الآن تستطيع الولايات المتحدة خفض عدد المنظومات التي تملكها وتديرها في المنطقة، كما تستطيع الاعتماد أكثر على المنظومات التي تملكها وتديرها دول المنطقة، وتكتفي الولايات المتحدة بتنسيق العمل بين هذه المنظومات، بما فيها المنظومات الإسرائيلية.