DW :
وصول الدفعة الأولى من العمال الأتراك إلى مطار دوسيلدورف في 27.11.1961 (أرشيف)
بمناسبة اتفاق توظيف العمال الأتراك المبرم قبل 60 عاما، أشادت المستشارة الألمانية ميركل بمساهمة المهاجرين في التنمية الاقتصادية والثقافية، مؤكدة أن المانيا “أصبحت اقوى بفضل جهود المهاجرين الذين يعملون من أجل هذا البلد”.
شاركت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل اليوم الثلاثاء (31 آب/ أغسطس) في حفل أُقِيْم في دار المستشارية في برلين بمناسبة مرور 60 عاما على توقيع اتفاقية استقدام عمالة مع تركيا. وأكدت ميركل أن بلادها تطورت منذ ذلك التاريخ لتصبح بلدا للهجرة ازدادت قوته عبر الهجرة الوافدة من دوائر ثقافية مختلفة.
وأوضحت أن المهاجرين الذين يقيمون في ألمانيا ألمان حتى لو كانت أسماؤهم أجنبية متطرقة لعادة منتشرة بين الألمان البيض وهي أن يسألوا الأتراك المولودين على الأراضي الألمانية من أين جاءوا. وتابعت “الاندماج يجب ألا يكون مسعى يستمر لسابع جيل ولا ينتهي لمجرد أن الشخص لا يحمل اسم كلاوس أو إريكا”.
وأضافت ميركل “السؤال هو ما هو الوقت الذي يتعين أن يقضيه شخص لا يحمل اسما ألمانيا قبل أن يتم اندماجه في المجتمع؟ أعتقد أن كل شخص يجب أن تتاح له الفرصة، على أبعد تقدير عندما يحصل على الجنسية الألمانية، لأن ينظر إليه باعتباره جزءا من هذه الأرض ويجب ألا يكون للاسم أي دور”.
يشار إلى أن الاتفاقية الموقعة في نهاية تشرين أول/أكتوبر 1961 نظمت إرسال عمالة من تركيا إلى ألمانيا، حتى وصل عدد الأشخاص ذوي الأصول التركية الذين يعيشون في ألمانيا اليوم إلى 8ر2 مليون شخص.
وخلال الحفل سلمت ميركل والرئيس الألماني الأسبق كريستيان فولف جائزة الاندماج “تاليسمان” للتماسك الاجتماعي الألماني لأربعة مهاجرين، هم ثلاث سيدات من تركيا وكرواتيا وكوريا ورجل من فيتنام، لدورهم في تحقيق انجازات للمجتمع الألماني. ويمثل هؤلاء الأشخاص الجيل الأول للمهاجرين في ألمانيا. واعتبر الرئيس الألماني الأسبق فولف أن المهاجرين يمثلون “ضربة الحظ لبلادنا”.
تجدر الإشارة إلى أنه نظرا لندرة العمالة التي عانت منها ألمانيا الغربية السابقة في طريق تحقيقها للمعجزة الاقتصادية بعد الحرب العالمية الثانية، فإنها لجأت منذ عام 1955 إلى إبرام اتفاقيات مع عدة دول بينها إيطاليا واليونان ويوغوسلافيا السابقة وذلك بغرض استقدام أيد عاملة.
من جانبها، وصفت مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون الاندماج، انيته فيلدمان-ماوتس اتفاقيات استقدام العمالة بأنها تمثل ” قلب التاريخ الألماني” مشيرة إلى أن العاملين الضيوف أسهموا على نحو حاسم في القوة الاقتصادية لألمانيا.
وأضافت أن كلمة الاندماج كانت كلمة غريبة في تلك الفترة ” ولذلك فإن إنجاز الجيل الأول يستحق احترامنا الخاص للغاية”.
وتعتزم ميركل، التي قادت البلاد لمدة 16 عاما، ترك منصبها بعد انتخابات مقررة يوم 26 سبتمبر أيلول تخشى كتلتها المحافظة أن تخسرها بعد أن جاءت في المرتبة الثانية بعد الحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي يمثل تيار يسار الوسط في استطلاعات الرأي.
ع.أ.ج/ ع ج م (د ب أ، أ ف ب)