"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

إسرائيل و إيران و الهروب إلى الأمام

مركز القلم للدراسات والأبحاث :

خالد محيي الدين الحليبي :

المراقب لأحداث المنطقة سيكتشف مبدئياً أن الإيرانيين صبروا  كثيراً هم و الحكومة السورية على قصف لقواعدهم و تمركزاتهم و مصالحهم و اغتيالات لقادتهم في حربهم ضد الإرهاب التكفيري بين سوريا والعراق .

وما كانت حرب غزة الأخيرة إلا استخداماً للمقدسات نحو تحقيق هدف و هو فك حصار غزة ووقف الأعتداءات الإسرائيلية علىهم وعلى القواعد إيرانية والمقاومة في سوريا و بعد حرب غزة الأخيرة كثفت إسرائيل مرة أخرى ضرباتها نحو إيران وحزب الله و تفجير مخازن ذخيرة وأسلحة للحشد الشعبي واغتيالات ودعم التوتر بالداخل العراقي بما دفع إيران لحصار إسرائيل في البحر ومحاولة وقف تجارتها هناك على شرط وقف الهجمات على قواعدها ومعسكراتها و مصالحها بين سوريا والعراق وفي أرجاء العالم .

ومع حصار إيران اقتصاديا وافتعال المشاكل الإقتصادية والإجتماعية لها بالداخل أجبرها هى الأخرى للهروب إلى الأمام ليقضى الله أمراً كان مفعولا فضربت السفينة الإسرائيلية لعلها تتراجع عن اعتداءاتها ولكن بطريقة هجومية عنيفة بنفس الطريقة اللغوية التي تستخدمها  إسرائيل في قصف قواعدهم  ومصالحهم بالداخل السوري والعراقي وفي المنطقة .

وإذا مانظرنا للحرب الإلهية العالمية على الكرة الأرضية والتي ظهرت في صورة أعاصير وفيضانات وحرائق وغرق وثلوج على البرازيل في الصيف في ظاهرة عجيبة لم تتكرر من قبل وتدمير مدن بأكملها كل ذلك تسبب في خسائر كبيرة تقريباً لكل دول العالم بما فيها أمريكا نفسها وسيسبب ذلك عجزاً  في الموازنة ورفع اسعار و ربما تضخم ومشاكل اقتصادية كبيرة وكثيرة بالإضافة لغلق العالم بسبب الكورونا  .

وبالتالي الوضع الإقتصادي العالمي لا يسمح بمغامرة حربية قد تجعل شركات ومصالح البلد المغامر غنيمة حرب اقتصادية لشركات أكثر نجاحاً ومن هنا يمكن أن تفهم سبب الظهور الإيراني فهو قائم على حسابات اقتصادية دقيقة وهم يعلمون كم الثروة البترولية الهائلة التي يتحكمون بها و الجاثمون عليها وفقاً لوجهة النظر الأمريكية الصهيونية لذلك العقوبة في حصارهم حتى لا ينتفعوا بما لديهم من ثروات تمكنهم أكثر فأكثر .

كما أن الهلع الإسرائيلي والإضطراب وعدم الثقة يجعلهم دائماً يلجئون إلى استخدام القوة وسفك الدماء فهم يفرحون باغتيال شخص و لا يفكرون فيما بعد اغتياله ماذا سيحدث من ردود أفعال قد تكون أخطر بكثير من هذا العمل الأرعن .   

وبالتالي دعوة جانتس الآن للإنتقام  مع محاولات خنق حزب الله في لبنان لا محل لها من الإعراب على المستوى الدولي كما أنها دعوة للهروب إلى الأمام و قد يدفع ثمن ذلك كله دولاً أخرى أو الدولة الإسرائيلية نفسها  في حرب قد تكون الأخيرة في هذا الصراع العربي الإسلامي الإسرائيلي ؟ حرباً يفر منها الجميع ولكن هروب إسرائيل للأمام قد يجبر إيران والمقاومة على الإنتحار بهدم المعبد على كل من فيه .

مركز القلم