Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

رصد تسربات كبيرة لغاز الميثان المُسبب للاحتباس الحراري من منشآت نفطية في أوروبا

 القدس العربي :

بروكسل/لندن – رويترز: تكشف لقطات فيديو تم الإطِّلاع عليها أن غاز الميثان شديد التأثير في ظاهرة الاحتباس الحراري يتصاعد من منشآت للغاز الطبيعي في مختلف أنحاء الاتحاد الأوروبي إما بسبب التسرب أو التنفيس.
فقد استخدمت جماعة «فريق الهواء النظيف (سي.إيه.تي.إف)» غير الربحية كاميرا تعمل بالأشعة تحت الحمراء في رصد تسرب غاز الميثان في الهواء في 123 موقعاً للنفط والغاز في النمسا وجمهورية التشيك وألمانيا والمجر وإيطاليا وبولندا ورومانيا هذا العام.
وغاز الميثان هو أكبر أسباب التغير المناخي بعد ثاني أوكسيد الكربون، وهو العنصر الأساسي في الغاز الطبيعي وأشد تأثيرا أكثر من 80 مرة من ثاني أوكسيد الكربون في أول 20 سنة له في الغلاف الجوي.
وفي الوقت الحالي لا ينظم الاتحاد الأوروبي انبعاثات غاز الميثان في قطاع الطاقة، أي أن الشركات التي تدير المواقع التي رصدتها جماعة «سي.إيه.تي.إف» لا تخالف القوانين بسبب هذا التسرب.
ورغم أن بعض الدول الأعضاء تشترط أن تُبلغ الشركات عن بعض الانبعاثات، فلا يوجد إطار عمل عام مُلزم لمراقبة التسربات أو إصلاح مصادرها.
غير أن التغيير آتٍ إذ أن الاتحاد الأوروبي بصدد اقتراح قوانين في العام الجاري لإلزام شركات النفط والغاز بمراقبة انبعاثات الميثان والإبلاغ عنها، وتحسين عمليات الرصد وإصلاح أسباب التسرب.
وفي قطاع الطاقة يتصاعد غاز الميثان عن عمد من خلال عمليات التنفيس، أو يتصاعد عن غير قصد من مواقع مثل صهاريج تخزين الغاز ومرافئ الغاز الطبيعي المُسال، ومحطات الضغط على خطوط الأنابيب، ومواقع معالجة النفط والغاز.
وزار فريق «سي.إيه.تي.إف» أكثر من 200 موقع في سبع دول في الاتحاد الأوروبي وصور الانبعاثات بالكاميرا الخاصة في مواقع مميزة لرصد المواد الهيدروكربونية غير المرئية بالعين المجردة مثل غاز الميثان.
وقال جيمس توريتو، الذي صوَّر الانبعاثات «إذا كان عندنا أي أمل في تحقيق زيادة قدرها 1.5 درجة مئوية فقط في متوسط درجات الحرارة العالمية فعلينا أن نمنع هذه التسربات».
ورصد الفريق 271 واقعة كان التسرب يحدث من بعضها من عدة أماكن.
وعرضت رويترز على خمسة من الخبراء التقنيين مجموعة من لقطات التصوير الحراري الذي أعده فريق «سي.إيه.تي.إف».
وفي محطة غاز تملكها شركة «إيني» الإيطالية قرب مدينة بنيتو على ساحل البحر الأدرياتي بدا أن غاز الميثان يتصاعد من ثقب صدئ في أحد الصهاريج. وقال خبراء الانبعاثات إن اللقطات تكشف انبعاثات يمكن تحاشيها.
وذكر توريتو أنه اتصل برقم طوارئ للإبلاغ عن التسرب في الموقع التابع للشركة غير أن الخط كان عاطلاً عن العمل.
وقالت «إيني» لاحقاً أن التسرب في بنيتو كان من خزان ماء بكميات لا تذكر من الغاز وتم رصده وإصلاحه خلال عمليات الصيانة العادية.
وقد أخطرت المفوضية الأوروبية في بروكسل شركات الطاقة في أكتوبر/تشرين الأول أنها ستستهدفها بلوائح جديدة فيما يتعلق بتسرب هذا الغاز، وأنها تدرس فرض قيود على عمليات التنفيس وحرق الميثان.
ويقول الخبراء أن القواعد الجديدة ستغير الأوضاع في كل شركات النفط والغاز في أوروبا.
ومن المستبعد أن تسري هذه القواعد قبل عام 2023، لكن بروكسل تريد إصدارها مبكراً لكي تسهم في هدف خفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 55 في المئة بحلول 2030 مقارنة بمستوياتها عام 1990.
والاتحاد الأوروبي ليس وحده في هذا المجال، إذ أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تعتزم اقتراح قواعد جديدة هذا العام لتقليل انبعاثات غاز الميثان.
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد استخدمت كاميرا تعمل بالأشعة تحت الحمراء للكشف عن تسرب غاز الميثان في مواقع للنفط والغاز في الولايات المتحدة عام 2019.
كما تُبين صور الأقمار الصناعية التي اطلعت عليها رويترز وجود تسرب بكميات كبيرة من غاز الميثان من خطوط أنابيب الغاز الروسية.
وعلى الصعيد العالمي يتزايد تركيز غاز الميثان في الغلاف الجوي. فقد قالت الأمم المتحدة في أبريل/نيسان الماضي أنه إذا لم تحدث تخفيضات كبيرة في انبعاثات الميثان خلال العقد الحالي، فلن يتسنى تحقيق هدف «اتفاقية باريس للمناخ» لعام 2015 بقصر ارتفاع درجة الحرارة على 1.5 درجة مئوية.