"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

واشنطن بوست : مقتل قائد بارز بالجيش يسلط الضوء على المخاوف بأفغانستان بعد الانسحاب الأميركي

الجزيرة :

بهذه العبارات استهلت باميلا كونستابل -المراسلة الدولية لصحيفة “واشنطن بوست” (The Washington Post)- تقريرا لها عن الوضع الميداني في أفغانستان، معتبرة أن مقتل عظيمي (31 عاما) وكامل فريقه المكون من 22 شخصا الأربعاء الماضي على يد قوات طالبان -بعد أن تمت محاصرتهم وهم ينتظرون تعزيزات لم تأت خلال دفاعهم عن قاعدة بمقاطعة فارياب الشمالية- قد أطلق العنان لفيض من مشاعر الحزن والخوف والغضب عبر مواقع التواصل الأفغانية.

وذكرت الصحيفة أن هذه المشاعر المختلطة سببها أن كثيرين رؤوا أن مقتل عظيمي يشير بوضوح إلى أنه حتى المدافعين الأكثر مهارة عن أفغانستان سوف يتم النيل منهم بسبب ضعف القيادة العسكرية وانسحاب حليف الأفغان العسكري الرئيسي.

سهراب عظيمي الذي قتل وجميع رفاقه من القوات الخاصة في قاعدة بمقاطعة فارياب الشمالية بأفغانستان (مواقع التواصل)

ثمن الحرية

وخلال حفل تأبين أقيم خارج مستشفى عسكري في العاصمة كابل، قال وزير الخارجية الأفغاني السابق رانجين دادفار سبانتا -مخاطبا جمعا من الحاضرين معظمهم يرتدون الزي العسكري ومنهم والد عظيمي الجنرال المتقاعد- “هذا هو الثمن الذي ندفعه للدفاع عن استقلال بلادنا وحريتنا وكرامتنا.. لن يُسمح لأحد باحتلال أرضنا أو نزع حريتنا”، قبل أن يتعانقا هو ووالد القتيل -وهو زميل سابق له في الدراسة- ويذرفا الدموع معا.

ويؤكد مسؤولون أفغان -بحسب الصحيفة- أن وتيرة هجمات حركة طالبان ازدادت منذ أن أعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في أبريل/نيسان الماضي أن جميع قوات بلاده المتبقية في أفغانستان ستنسحب بحلول 11 سبتمبر/أيلول المقبل، كما اضطرت القوات الأفغانية إلى الاستسلام في بعض المناطق بعد وساطات قبلية، فيما دمرت القوات الأميركية المنسحبة من مناطق أخرى قواعدها أو جردتها من أي شيء يمكن للحركة استخدامه.

ويشير تقرير واشنطن بوست إلى أن العديد من الأفغان يرون أن تقليص الضربات الجوية الأميركية تسبب في خسارة فادحة للقوات البرية، ويشير البعض إلى أن تلك الضربات كانت ستنقذ عظيمي ورفاقه.

كما ترتفع شكوى أخرى على نطاق واسع -تضيف الصحيفة- بسبب الخلافات المستمرة وضعف التنسيق بين كبار المسؤولين العسكريين الأفغان، وهو أمر دفع ببعض من القادة الميدانيين -الذين هم في في أمس الحاجة للإمدادات والغذاء- إلى طلب المساعدة على مواقع التواصل بدل القنوات الرسمية المعتمدة.

وترى واشنطن بوست أن هذا الوضع الميداني الهش قد يؤثر سلبا أيضا على خطط الجيش الأميركي لتنفيذ انسحابه خلال الأيام والشهور المقبلة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين في وزارة الدفاع (البنتاغون) -أمس السبت- أنه تجري مناقشات قد تؤخر الانسحاب المتوقع للقوات الأميركية من قاعدة بغرام -وهي أكبر قاعدة جوية لقوات التحالف في أفغانستان- حتى أوائل يوليو/تموز المقبل.

وقال والد عظيمي (67 عاما) -الذي قاتل عناصر طالبان قبل توليهم السلطة عام 1996 وشغل سابقا منصب المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية- إنه منزعج من ضعف التخطيط الذي سبق المهمة الخطيرة التي نفذها ابنه والكوماندوز المرافق له في فارياب، مما تركهم يواجهون الموت بلا أي دعم أو تعزيزات.

انسحاب مؤقت

كما أكد والد عظيمي أنه في ظل تعرض ما يصل إلى 50 منطقة أفغانية -من أصل 370- للهجمات أو وجودها تحت سيطرة الحركة؛ كان من الأفضل للقوات الأفغانية أن تنسحب مؤقتا من بعض المناطق المعرضة للخطر منعا لإراقة الدماء.

وذكر الجنرال السابق أنه يحترم قرار الرئيس بايدن بسحب قوات بلاده من أفغانستان، لكن هذا الأخير أخطأ في التسرع في الانسحاب بعد أشهر فقط من توقيع المسؤولين الأميركيين اتفاقا مع قادة طالبان.

وأضاف “بات عناصر طالبان يعتقدون أنهم ينتصرون.. وبدؤوا في استقطاب آلاف المتطوعين من المقاتلين الجدد، ناهيك عن الدعم الخارجي.. باتت لديهم الآن قدرات أكبر بكثير”.

وتختم الصحيفة الأميركية بالتأكيد على أنّ من بين مئات الزوار -الذين اتصلوا بعائلة عظيمي في الأيام الأخيرة بعد وفاة ابنهم- كان رفاقُ الدراسة السابقون لزعيم الكوماندوز المقتول أكثرَ انتقادا لقرار الانسحاب الأميركي، بل إن بعضهم اتهم الولايات المتحدة صراحة بالتخلي عنهم “من أجل مصالح أنانية وفي أسوأ الأوقات”.

المصدر : واشنطن بوست

واشنطن بوست : مقتل قائد بارز بالجيش يسلط الضوء على المخاوف بأفغانستان بعد الانسحاب الأميركي

الكولونيل سهراب عظيمي نجل جنرال أفغاني وضابط ذو سجل أكاديمي مبهر، اشتهر بجرأته العسكرية وتلقى تدريبه في الولايات المتحدة، وكان قائدا ميدانيا في القوات الخاصة الأفغانية، وقد اقترن اسمه بعمليات الإنقاذ واستعادة المواقع الأمامية من قبضة حركة طالبان ورمزا “لأفضل أمل” تمتلكه أفغانستان في دحر “المتمردين”، فيما بدأت القوات الأميركية انسحابها من البلاد.

بهذه العبارات استهلت باميلا كونستابل -المراسلة الدولية لصحيفة “واشنطن بوست”  تقريرا لها عن الوضع الميداني في أفغانستان، معتبرة أن مقتل عظيمي (31 عاما) وكامل فريقه المكون من 22 شخصا الأربعاء الماضي على يد قوات طالبان -بعد أن تمت محاصرتهم وهم ينتظرون تعزيزات لم تأت خلال دفاعهم عن قاعدة بمقاطعة فارياب الشمالية- قد أطلق العنان لفيض من مشاعر الحزن والخوف والغضب عبر مواقع التواصل الأفغانية.

وذكرت الصحيفة أن هذه المشاعر المختلطة سببها أن كثيرين رؤوا أن مقتل عظيمي يشير بوضوح إلى أنه حتى المدافعين الأكثر مهارة عن أفغانستان سوف يتم النيل منهم بسبب ضعف القيادة العسكرية وانسحاب حليف الأفغان العسكري الرئيسي.

سهراب عظيمي الذي قتل وجميع رفاقه من القوات الخاصة في قاعدة بمقاطعة فارياب الشمالية بأفغانستان (مواقع التواصل)

وخلال حفل تأبين أقيم خارج مستشفى عسكري في العاصمة كابل، قال وزير الخارجية الأفغاني السابق رانجين دادفار سبانتا -مخاطبا جمعا من الحاضرين معظمهم يرتدون الزي العسكري ومنهم والد عظيمي الجنرال المتقاعد- “هذا هو الثمن الذي ندفعه للدفاع عن استقلال بلادنا وحريتنا وكرامتنا.. لن يُسمح لأحد باحتلال أرضنا أو نزع حريتنا”، قبل أن يتعانقا هو ووالد القتيل -وهو زميل سابق له في الدراسة- ويذرفا الدموع معا.

ويؤكد مسؤولون أفغان أن وتيرة هجمات حركة طالبان ازدادت منذ أن أعلنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في أبريل/نيسان الماضي أن جميع قوات بلاده المتبقية في أفغانستان ستنسحب بحلول 11 سبتمبر/أيلول المقبل، كما اضطرت القوات الأفغانية إلى الاستسلام في بعض المناطق بعد وساطات قبلية، فيما دمرت القوات الأميركية المنسحبة من مناطق أخرى قواعدها أو جردتها من أي شيء يمكن للحركة استخدامه، بحسب الصحيفة.

ويشير تقرير واشنطن بوست إلى أن العديد من الأفغان يرون أن تقليص الضربات الجوية الأميركية تسبب في خسارة فادحة للقوات البرية، ويشير البعض إلى أن تلك الضربات كانت ستنقذ عظيمي ورفاقه.

كما ترتفع شكوى أخرى على نطاق واسع -تضيف الصحيفة- بسبب الخلافات المستمرة وضعف التنسيق بين كبار المسؤولين العسكريين الأفغان، وهو أمر دفع ببعض من القادة الميدانيين -الذين هم في في أمس الحاجة للإمدادات والغذاء- إلى طلب المساعدة على مواقع التواصل بدل القنوات الرسمية المعتمدة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين في وزارة الدفاع (البنتاغون) -أمس السبت- أنه تجري مناقشات قد تؤخر الانسحاب المتوقع للقوات الأميركية من قاعدة بغرام حتى أوائل يوليو/تموز المقبل.

راي اليوم