Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

القاهرة- كابول.. إبداع جديد أم تنوير زائف؟ لماذا غضّ المسلسل الطرف عن دعم الرئيس السادات والملك فيصل للمجاهدين الأفغان؟ عندما كاد يبكي جلال أمين من لقطة فيلم “المصير” ليوسف شاهين وهاجمه بضراوة.. أين الخلل؟

 القاهرة – “رأي اليوم”  :

أثار مسلسل القاهرة- كابول الذي يعرض الآن جدلا هائلا بين قوم يرونه إبداعا حقيقيا، وآخرين يؤكدون أنه تزويرا للتاريخ وممالأة للسلطة السياسية ونيلا من الإسلام وتشويها له.

ما بين هؤلاء وهؤلاء ثار جدل صاخب، في السطور التالية صوت المعركة وصداها:

المخرج المصري خالد يوسف قارن بين مسلسلي القاهرة- كابول وبين مسلسل هجمة مرتدة.

 

وقال يوسف إن الاول عمل يقدم رؤية تنويرية كاشفة لزيف التيارات الظلامية ، مشيرا إلى أنه مستند على خيال مؤلفه ولكنه يعبر بجلاء عن ادراك لكل مايحدث بوعي فائق بطبيعة قضايانا وعمقها وفهم حقيقي للدور الوطني التي تقوم به الاجهزة السيادية المصرية.

 

وقال يوسف إنه باختصار عمل حقيقي وصادق والثاني عمل قالوا عنه انه مستند علي ملف من ملفات احدي هذه الاجهزة السيادية ولكنه له هدف واحد هو الطعن في نضال الشعب المصري وثورته – التي لن تموت – ٢٥ يناير وصبغها بالمؤامرة وبه تأويل للاحداث – علي فرض صحتها – علي نحو يتفق مع هدف صانعيه باختصار هو عمل تلفيقي بامتياز .

وخلص يوسف إلى أن الفرق بينهما هو الفرق بين الغث والسمين.

 

تشويه صورة الإسلام

على الجانب الآخر يرى آخرون أن مسلسل القاهرة- كابول من ناحية الدراما جيد و لكن من ناحية الدين كله تشكيك في صورة الاسلام كله ارهاب و ان تطبيق حدود الله ارهاب و أصبح الاسلام تطرفا و الاسلام المميع هو الاسلام حقا.

في ذات السياق رأى آخرون في المسلسل استخفافا وتشويها للمسلمين.

 

الكاتب الصحفي سعيد شلش قال إنه لا يشاهد أي مسلسلات ولكنه قرأ بعض التعليقات حول المسلسلات المعروضة ، متوقفا مع مسلسل “القاهرة كابول”.

وأضاف شلش أن من الواضح من خلال التعليقات أنه لم يقترب من الدور الذي لعبه الرئيس المؤمن والملك فيصل بالتنسيق والإشراف الكامل من المخابرات المركزية الأمريكية في تجييش ما يسمى بالمجاهدبن الأفغان لمحاربة السوفيت وهو دور معلن ومعروف. واستدل شلش بمانشيت الأهرام الذي كان نصه: “السادات للثوار الأفغان: سنقف معكم بكل ما في الإسلام من قوة”.

 

 

التنوير الزائف

في ذات السياق ذكّر البعض بكتاب “التنوير الزائف ” للمفكر المصري الراحل الكبير د.جلال أمين الذي هاجم فيه ما سمّاه التنوير الزائف في الثقافة والسينما.

وجاء في كتاب أمين هجومه نعلى يوسف شاهين وفيلم المصير، حيث قال: “ومع كل هذا، فليس هذا هو أكثر ما أغضبني في فيلم يوسف شاهين. كان هناك منظر بالذات أثر في نفسي تأثيرا شديدا ، وكاد أن يدفع بالدموع إلى عيني من فرط الغيظ- هذا المنظر هو منظر إحراق كتب ابن رشد، وقد التفت جماعات من المسلمين حول كومة الكتب المحترقة تهتف بأعلى صوت: الله أكبر.. يحيا العدل. “.

وتابع أمين: “قلت لنفسي وأنا أشعر بانكسار شديد في النفس: هاتان العبارتان الإسلاميتان: الله أكبر ويحيا العدل..هل من العدل أن يُستخدما للتعبير عن فرحة المسلمين، أو جماعات منهم، بهذا العمل الإجرامي:

 

إحراق الكتب؟

ألم يكن من الممكن استخدامهما استخداما يجعل المتفرج يتعاطف مع الدين الإسلامي؟ (كما فعل مثلا فيلم عمر المختار الذي كان الهتاف” الله أكبر ” يقترن فيه بأنبل الأشياء كإخراج المستعمر الإيطالي من ليبيا) وهل يكفي القول بأن هذا هو موقف بعض الجماعات الإسلامية فقط؟جماعات المجرمين منهم؟

 

كلا لا يكفي، إذ هل أرانا الفيلم مسلما آخر ولو حتى شخصا واحدا يهتف الله أكبر ويحيا العدل عندما أُنقذت بعض كتب ابن رشد؟ لا، لم يفعل الفيلم هذا . لا يمكن أن يسمح المخرج بأن يقترن هذان الهتافان الغاليان على المسلمين بعمل طيب. وحتى لو كان المخرج على استعداد لهذا، فإن ممولي الفيلم لا يمكن أن يسمحوا به. إنما كان الابتهاج بإنقاذ بعض كتب ابن رشد هو فقط بين أفراد مجموعة الراقصين والمغنيين، فضلا عن الشاب الفرنسي الطيب الذي تجشم عناءً شديدا لإنقاذ بعض هذه الكتب”.