وعقب انتهاء الصلاة انطلقت مسيرة حاشدة في الأقصى نصرة للمسجد والشيخ جراح، ورفعت الأعلام الفلسطينية والرايات الإسلامية، وهتف المشاركون للأقصى والقدس، وطالبوا بصد مخطط المستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى في 28 رمضان.
وعلى غير العادة امتلأت أسواق القدس بالمتسوقين، وانتشر الباعة المتجولون في شارع نابلس وباب العامود وباب الأسباط، إضافة الى الأسواق المؤدية الى الأقصى.
وفي حي الشيخ جرّاح اعتدت قوات الاحتلال على عشرات المتظاهرين ضد قرارات الإخلاء في الحي. واغلقت كافة مداخل الحي المؤدية الى المنازل المهددة، لمنع المتظاهرين والمتضامنين من الوصول الى المكان. ورغم أعمال القمع والاعتقال والملاحقة تواصلت التظاهرة عند مدخل الحي، وتعالت أصوات المشاركين بالهتاف والأناشيد.
واتهم وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الأردني، إسرائيل باللعب بالنار بخطواتها الاستفزازية في القدس.
وقال في عدة تغريدات على موقع تويتر إن “استمرار إسرائيل في ممارساتها اللاشرعية وخطواتها الاستفزازية في القدس المحتلة وانتهاك حقوق الفلسطينيين، وبما في ذلك حق أهل الشيخ جراح في بيوتهم، لعب خطير بالنار” . ورحب فيها ببيان لفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وبريطانيا دعا إلى وقف سياسات الاستيطان في الضفة الغربية.
كما أشار إلى أن “بناء المستوطنات وتوسعتها ومصادرة الأراضي وهدم المنازل وترحيل الفلسطينيين من بيوتهم ممارسات لا شرعية تكرس الاحتلال وتقوّض فرص تحقيق السلام العادل والشامل الذي يشكل ضرورة إقليمية ودولية” .
وأوضح أن “ترحيل أهل الشيخ جراح من منازلهم جريمة يجب أن يمنع العالم حدوثها” .
وأردف “الفلسطينيون المهددون بالرحيل هم المالكون الشرعيون لبيوتهم، كما تثبت وثائق سلمها الأردن للأشقاء في دولة فلسطين. وبصفتها القوة القائمة بالاحتلال، إسرائيل ملزمة وفق القانون الدولي بحماية حقوق الملكية هذه” .
والشهر الماضي أعلنت وزارة الخارجية الأردنية المصادقة على 14 اتفاقية مع أهالي حي “الشيخ جراح” في مدينة القدس، وتسليمها إلى السلطات الفلسطينية. وسبق تلك الخطوة تسليم فلسطين وثائق تاريخية، هي عبارة عن مراسلات وعقود إيجار وحدات سكنية تعود لأهالي الحي.
وشارك مئات الأردنيين عقب صلاة الجمعة أمس في اعتصام وسط عمان تضامنا مع أهالي حي الشيخ جراح. وتجمع المتظاهرون أمام المسجد الحسيني الكبير وسط عمان، في اعتصام تحت عنوان “القدس عنوان الصمود” نظمته جماعة الإخوان المسلمين في الأردن. وهتف المتضامنون “اسرج خيلك لا ترتاح، نحن فداء الشيخ جراح” و”يا مرابط يا حبيب صوتك أرعب تل أبيب”، إضافة إلى “زمن الذل ولى وراح، إحنا رجال الشيخ جراح” .
وحملوا لافتات كتب عليها “أنقذوا حي الشيخ جراح” و”أرض الشيخ جراح عربية إسلامية”، و”الى فلسطين .. كل فلسطين، نحن عائدون” . وطالبوا بطرد السفير الإسرائيلي في عمان.
وقال النائب الإسلامي صالح العرموطي خلال الاعتصام لفرانس برس إن “إخلاء حي الشيخ جراح مخالف لقوانين الشرعية الدولية والقانون الدولي ويوائم وصف جريمة حرب” . وأضاف أن “على الأنظمة العربية أن تتحرك وتحرك قضايا أمام المحكمة الجنائية الدولية” . وقال العرموطي “نحيي أهلنا في الشيخ جراح، أمة العروبة والإسلام معكم وستنتصر لكم بالإرادة والعزيمة، نحيي قوتكم وبسالتكم” .
وكانت مواجهات قد اندلعت مساء أول من أمس في الشيخ جراح أثناء تناول الصائمين طعام الإفطار على موائد أمام المنازل المهددة بالاستيلاء. وقام المستوطنون وبتحريض من النائب عن حزب “الصهيونية الدينية” اليميني العنصري إيتمار بن غفير الذي قاد الاعتداء.
وصدّ الفلسطينيون والمتضامنون معهم اعتداءات المستوطنين ورشقوهم بالمقذوفات والكراسي وحرقوا سيارة أحدهم وخيمة نصبوها قبالة مائدة الإفطار. وأجبر بن غفير الذي قال إنه نقل مكتبه البرلماني إلى حي الشيخ جراح على لعق ما قال.
وتزامن ذلك مع دفع قوات الاحتلال عناصر كبيرة من وحدات القمع للحي، حيث شنت حملة اعتقالات شملت 11 مقدسيا بينهم مسؤول حركة فتح في المدينة شادي المطور، ، في ليلة هي الأعنف التي يعيشها أهالي الحي.
وميدانيا استشهد شابان فلسطينيا وأصيب ثالث بجروح بليغة خلال محاولة تنفيذ عملية فدائية مسلحة عند حاجز سالم شمال الضفة الغربية المحتلة، حسب زعم جيش الاحتلال.
وكشفت وسائل إعلامية إسرائيلية، أمس الجمعة، التفاصيل الأولية لعملية إطلاق النار التي نفذها المقاومون الفلسطينيون. وقال مراسل القناة 13 العبرية إن المقاومين الثلاثة كانوا على متن حافلة متوجهة للداخل الفلسطيني المحتل، وعند إيقافهم عند حاجز سالم إطلقوا النار تجاه جنود الاحتلال. وأضاف المراسل أن تقديرات الاحتلال تشير إلى أن الشبان كانوا يخططون لتنفيذ العملية الفدائية في الداخل المحتل.
من جانبه، ذكر مراسل إذاعة جيش الاحتلال أنه ربما خطط المقاومون لتنفيذ عملية إطلاق نار شبيهة بتلك التي نفذها شبان من الخليل قبل عدة سنوات في “تل أبيب،” وأدت في حينها لمقتل عدد من المستوطنين. (تفاصيل ص 6 ورأي القدس ص 23)
رغم عزل الاحتلال للقدس: 70 ألفا يصلّون “الجمعة” الأخيرة في الأقصى… ومواجهات الشيخ جرّاح مستمرة
