"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

محاولة أغتيال الأمام علي والهجوم على دار فاطمة الزهراء (ع) من كتب اهل السنة

بسم الله الرحمن الرحيم

محاولة أغتيال الأمام علي والهجوم على دار فاطمة الزهراء (ع) من كتب اهل السنة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدينقال النبي (ص) للأمام علي (ع) : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله . (مسند احمد ، المستدرك على الصحيحين ، سلسلة الاحاديث الصحيحة للالباني)اللهم فأجعلنا ممن أتبعنا نبيك وناصرنا الأمام علي (ع) ولا تجعلنا ممن خذله وتولى أعداءه …!بعدما جاء أمر الله بأعلان ولاية الأمام علي (ع) في الكتاب كآية الولاية والتأكيد بآية الغدير وغيرهم ، والسنة النبوية التي صرحت بولايته ومنها حديث الغدير… حتى هنئوه بالولاية وقال عمر : بخ بخ يا أبا الحسن لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
ويقول الأمام الغزالي في كتابه (سر العالمين ) معلقا على تهنئة عمر : فهذا تسليم ورضى وتحكيم ، ثم بعد هذا غلب الهوى لحبّ الرياسة وحمل عمود الخلافة وعقود البنود وخفقان الهوى في قعقعة الرايات واشتباك ازدحام الخيول وفتح الأمصار سقاهم كأس الهوى ، فعادوا إلى الخلاف الأول ( فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ ، وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ ) . أهـ

ولهذا قال الأمام علي (ع) في خطبته الطويلة التي ومنها قال الامام (ع) :
أما والله لقد تقمصها أبن ابي قحافة – ابو بكر- وأنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى ، ينحدر عني السيل ، ولا يرقى إلي الطير ، فسدلت دونها ثوبا ، وطويت عنها كشحا ، وطفقت أن أرتئي بين أن أصول بيد جذاء ، أو أصبر على طخية عمياء ، يهرم فيها الكبير ، ويشيب فيها الصغير ، و يكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه ، فرأيت أن الصبر على هاتا أشجى ، فصبرت وفي العين قذى ، وفي الحلق شجى ، أرى تراثي نهبا …الخ . (أخرجها امام اهل السنة ابو بكر بن مردويه في المناقب بسنده ، وذكرها المعتزلي ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة ، و علل الشرائع للصدوق)

نعم لأنهم دخلوا الأسلام طمعا وحبا للرئاسة ، فكان الدين لعق على ألسنتهم !… لكن الأمام علي (ع) صبر لوصية النبي (ص) له كما سيأتي وحفاظا على الاسلام …

أما قضية محاولة اغتيال الامام علي (ع) من قبل الشيخين فلم يقبل علماءهم روايتها …ولكن الحقيقة لابد ان تظهر ولو بعد حين… فأخرج ابن عساكر الشافعي وأبو بكر الخلال أنه عندما عرضوا هذا الخبر الذي جاء بسندهم عن عقيل عن الزهري أن أبا بكر أمر خالدا في علي (ع) ، فلم يقبل أبو عبد الله وهو أحمد بن حنبل بكتابة هذه الأحاديث لأن الحقيقة مرة لتولي الظالمين !

وهذا رابط الصفحة من كتاب الخلال :

وهنا من كتاب تاريخ ابن عساكر :

وجاء الخبر بسند آخر ذكره عباد بن يعقوب في الأنساب للسمعاني …وذكر الأمام السمعاني معناه … وهو على الرابط التالي :

والسند الثاني للخبر جاء عن (عباد بن يعقوب) و هو شيعي لكنه ثقة و كان هو شيخ البخاري والترمذي وابن ماجة واحمد بن حنبل وابن خزيمة وغيرهم وقد رووا عنه … قال فيه الأمام ابن حجر العسقلاني : رافضي مشهور إلا أنه كان صدوقا ، وثقة أبو حاتم ، وقال الحاكم : كان ابن خزيمة إذا حدث عنه يقول : حدثنا الثقة في روايته المتهم في رأيه عباد بن يعقوب…الخ . (مقدمة فتح الباري لان حجر)، وقال فيه الدارقطني : شيعي صدوق . ومدحه ابو بكر بن ابي شيبة كذلك . لكن طعن فيه ابن حبان بسبب تشيعه فرد عليه ابن حجر العسقلاني في كتابه (تقريب التهذيب) وذكر أنها مبالغة من ابن حبان فيه.

وقد جاء هذا الخبر بعدة اسانيد عند الشيعة كذلك عن اهل البيت (ع) لأن علماء الشيعة لا يخفون الحقائق او يزورون ويدلسون على عوامهم …!

والخبر كما جاء في الحديث الصحيح عن الامام الصادق (ع) وملخصه أنه بعد أن فضح الامام علي (ع) ابو بكر وعمر وأتباعهم بسبب ظلمهم وسرقتهم للخلافة بعد اعلان النبي (ص) لها وكذلك حق فدك لفاطمة الزهراء (ع)… قام الامام علي (ع) يخطب ويجلب الناس لنصرته… فأراد الشيخين التخلص من الأمام علي (ع) ، لذلك اقترح عمر على ابو بكر ان يرسل خالد بن الوليد لقتله … وكانت الخطة في الصلاة بعد ان ينتهي ابو بكر من الصلاة وخطتهم سمعتها أسماء بنت عميس واخبرت بذلك الامام علي (ع) فقال : ان الله عز وجل يحول بينهم وبين ما يريدون إن شاء الله …

و في آخر اللحظات من الصلاة رجع ابو بكر عن كلامه حيث قال بدل تسليمه الأخير في الصلاة : ” يا خالد لا تفعل ما أمرتك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته” ، فبعدها قام الامام علي (ع) لخالد وسأله فأعترف انه اراد ضرب عنق الامام علي (ع)، فاخذ بمجامع ثوب خالد ثم ضرب به الحائط وقال الامام لعمر : يا بن صهاك – اي عمر- والله لولا عهد من رسول الله وكتاب من الله سبق لعلمت أينا أضعف جندا وأقل عددا . (علل الشرائع للصدوق ، تفسير القمي)

@@@@@الهجوم على دار الزهراء (ع) وأحراقه @@@@@

أخرج الأمام الحافظ أبن أبي عاصم صاحب كتاب (السنة – بتحقيق الألباني) في كتابه الآخر (المذكر والتذكير والذكر- ط : دار المنار – تحقيق : أبي ياسـر خالد بن قاسم) فقال :
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة نا محمد بن بشر ثنا عبيد الله ابن عمر عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : بلغ عمر بن الخطاب أن ناسا يجتمعون في بيت فاطمة ، فأتاها فقال : يا بنت رسول الله (ص) ما كان أحد من الناس أحب إلينا من أبيك ، ولا بعد أبيك أحب إلينا منك ، فقد بلغني أن هؤلاء النفر يجتمعون عندك ، وأيـم الله لئن بلغني ذلك لأحرقن عليهم البيت !
فلما جاؤوا فاطمة قالت : إن ابن الخطاب قال كذا وكذا فإنه فاعل ذلك !
فتفرقوا حين بويع لأبي بكر رضي الله عنه. أهـ

أقول : أسناده قوي ،على شرط البخاري ومسلم . ولكي لا يبقى شك في صحة السند ، فهؤلاء الرجال تجدونهم في البخاري ومسلم …واليك مثلا هذا رابط رجال السند من صحيح مسلم :

وهذا رابط تكملة الرجال من صحيح البخاري :

والرواية صحيحة السند كما قال المحقق للكتاب ، وقد أعترف بصحة السند الشيخ حسن بن فرحان المالكي في كتابه هذا :

وللأسف بعض علماء أهل السنة ليس لديهم أمانة علمية ، لذلك قاموا بتحريف الرواية ، فبدل التهديد بالأحراق حرفوا جملة عمر الى (لأفعلن ولأفعلن)، وحرفوا جملة أنهم تفرقوا (حين بويع لأبي بكر) الى (فلم يرجعوا حتى بايعوا لأبى بكر) !… فأنظر كتاب الاستيعاب لابن عبد البر :

فالجملة في كتاب الامام ابن عاصم أنهم تفرقوا (حين بويع لأبي بكر) تصرح أنهم لم يبايعوا ابا بكر ، وهذا هو الذي جاء في البخاري عن عائشة كما سأوضح لاحقا ان شاء الله …مع أن الطاهرة المعصومة فاطمة الزهراء (ع) كلامها واضح من أن عمر ليمضي لقسمه الذي أقسمه وحلف عليه وهو الأحراق للدار !

وهذا أسلم العدوي مولى عمر قال فيه الأمام ابن عبد البر و يعقوب بن شيبة بأنه : كان ثقة وهو من جلة موالي عمر !…وقال الأمام أبو زرعة : هو أروى الناس لسيرة عمر مع علمه بعمر وعمر سيده كناه : أبا خالد .

وفي كتاب ( الصحابة ) لأبي نعيم من حديث عبد المنعم بن بشير عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده : أنه سافر مع النبي ( ص ) سفرتين .

وذكره البرقي في ( رواة الموطأ ) في : فصل من أدرك النبي ( ص ) ولم يثبت له عنه رواية .
وقال أبو أحمد العسكري : ولد على عهد النبي ( ص ) ولم يره ، ولم يرو عنه شيئا . (إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي ج2)

وقال العيني : أدرك أيام النبي صلى الله عليه وسلم ولكن لم يذكره أحد في الصحابة .(عمدة القاري) وبنحوه قال أبن الأثير في أسد الغابة .
وقال السيوطي : أدرك ومات سنة (80) وله (114) سنة . (طبقات الحفاظ للسيوطي)
وقال البخاري في تأريخه الكبير ، وأبو حاتم الرازي في (الجرح والتعديل) بأن أسلم مولى عمر كان من سبي اليمن . أهـ

والمعلوم أن اليمن فُـتحت على يد أمير المؤمنين علي (ع) في عهد النبي (ص) وأن الأمام علي (ع) أخذ جميع الغنائم الى النبي (ص) ، فكيف يكون هو أدرك النبي (ص) ولم يراه ؟!

فالرجل بهذا يكون صحابي رأى النبي (ص) ، ويؤكده أنه روى في البخاري عن النبي (ص) كما مر ، وأيضا جاء عن زيد بن أسلم عن ابيه أسلم: أنه سافر مع النبي ( ص ) سفرتين .

على أي حال … ونقلوا عن الحافظ ابن حنزابة في كتابه (الغرر) أنه روى عن زيد بن أسلم : كنت ممن حمل الحطب مع عمر إلى باب فاطمة ( ع) حين امتنع علي ( ع) وأصحابه عن البيعة ، فقال عمر لفاطمة أخرجي من في البيت أو لأحرقنه ومن فيه ، قال : وفي البيت علي وفاطمة والحسن والحسين (ع) ، وجماعة من أصحاب النبي ( ص) ، فقالت فاطمة ( ع) ، أتحرق عليا وولدي ؟
قال : إي والله أو ليخرجن وليبايعن . (أنتهى).

و ابن حنزابة ترجمه الذهبي و وصفه بـ الأمام الحافظ الثقة …(سير اعلام النبلاء للذهبي ج16)

و جاءت الرواية في كتاب (الشافي – ج4) للأمام عبد الله بن حمزة فذكرها بسنده عن السيد أبي العباس الحسني ، قال : أخبرنا محمد بن جعفر الحداد السروري ، قال : حدثنا محمد بن الفضل بن حاتم النجار ، قال : حدثنا إسحاق بن راهويه ، قال : حدثنا محمد بن بشر العبدي ، عن عبيدالله بن عمر العمري ، عن زيد بن اسلم ، عن أبيه ، قال : كنتُ فيمن حمل الحطب إلى باب علي (ع) ، قال عمر : والله لئن لم يخرج علي بن أبي طالب لأحرقن البيت بمن فيه…!

****ومن العصابة التي هجمت على الدار ما جاء في كتاب (السنة) لعبد الله بن أحمد بن حنبل فقال : حدثنا محمد بن إسحاق بن محمد المخزومي المسيبي ، نا محمد بن فليح بن سليمان ، عن موسى بن عقبة ، عن ابن شهاب ، قال :
” وغضب رجال من المهاجرين في بيعة أبي بكر رضي الله عنه ، منهم علي بن أبي طالب ، والزبير بن العوام رضي الله عنهما ، فدخلا بيت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعهما السلاح فجاءهما عمر رضي الله عنه في عصابة من المسلمين فيهم أسيد وسلمة بن سلامة بن وقش وهما من بني عبد الأشهل ويقال فيهم ثابت بن قيس بن الشماس أخو بني الحارث بن الخزرج فأخذ أحدهم سيف الزبير فضرب به الحجر حتى كسره ” ، قال موسى بن عقبة : قال سعد بن إبراهيم : حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف : أن عبد الرحمن كان مع عمر يومئذ وأن محمد بن مسلمة كسر سيف الزبير ” ، والله أعلم .

  • عطر الولايه

    عضو ماسي
    •  20-09-2010
    •  7551

    وهذا رابط الصفحة على هذا الموقع :
    http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=287&pid=133717&hid=1171

    ورجال الأسناد ثقات :
    * فـ (محمد بن إسحاق بن محمد المسيبي) هو من رجال مسلم ، وثقه الذهبي في كتابه (الكاشف) ، وقال ابن حجر في كتابه (التقريب) : صدوق.
    أما (محمد بن فليح بن سليمان الأسلمي ) فهو من رجال البخاري ، وثقه الدارقطني ،وذكره ابن حبان في كتابه (الثقات) ،وقال ابن حجر في التقريب : صدوق يهم .
    أما (موسى بن عقبة) فهو ثقة من رجال البخاري .

    و (ابن شهاب) هو الزهري ثقة من رجال البخاري .
    وأيضا (سعد بن إبراهيم بن الصحابي عبد الرحمن بن عوف ) وأبيه (أبراهيم) ثقات كذلك عند اهل السنة .
    @@@@@@@@@@@@

    وفي كتاب (حديث هشام بن عمار – ح47- ط: دار إشبيليا – السعودية ، تحقيق : د. عبد الله بن وكيل ) قال :
    حدثنا سعيد بن يحيى ، ثنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة قال: …. دخل علي والزبير بيت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء عمر فقال : اخرجوا للبيعة ، والله لتخرجن ، أو لأحرقنه عليكم ، فخرج الزبير صلتا بالسيف ، فاعتنقه زياد بن لبيد الأنصاري من بياضة فدق به ، وبدر السيف من يده منه ، فأخذه زياد قال : لا ، ولكن اضرب به الحجر .أهـ

    وهذا أسناد حسـن ، فـ صاحب الكتاب هو (هشام بن عمار بن نصير السلمي) وهو شيخ البخاري وثقه ابن معين وغيره . و(سعدان بن يحيى بن صالح اللخمي) ثقة ، و (محمد بن عمرو بن علقمة الليثي) قال فيه ابن حجر في التقريب : صدوق له أوهام.أهـ… وقد وثقه النسائي وعلي بن المديني . و (أبو سلمة) فهو عبد الله أبن الصحابي عَبْد الرحمن بن عوف وهو ثقة .
    @@@@@@@@@@@@

    وقال الأمام الطبري في تأريخه : حدثنا ابن حميد قال حدثنا جرير عن مغيرة عن زياد بن كليب قال : أتى عمر بن الخطاب منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين فقال : والله لأحرقن عليكم أو لتخرجن إلى البيعة !
    فخرج عليه الزبير مصلتا بالسيف فعثر فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه !

    وهذا السند رجاله موثقين ، فـ (ابن حميد ) هو محمد بن حميد الرازي وهو شيخ الطبري وأبن ماجة والترمذي وأحمد في المسند وقد رووا عنه ومن رجالهم ، أختلفوا فيه ، لكن ذكره الحافظ أبن شاهين في (تأريخ اسماء الثقات) ونقل عن ابن معين قوله : ثقة ليس به بأس ذا رازي كيّس أهـ…. وقال أحمد بن حنبل : لا يزال بالري علم مادام بها محمد بن حميد حيا .

    وقال ابو زرعة الرازي : من فاته أبن حميد يحتاج ان ينزل في عشرة الاف حديث . وسئل الذهلي عنه فقال : ألا تراني هو ذا احدث عنه ؟!…وقال محمد بن اسحاق : ما لي لا أحدث عنه وقد حدث عنه احمد بن حنبل ويحيى بن معين ؟!… ووثقه الطيالسي ، وقال الخليلي : كان حافظا عالما بهذا الشأن رضيه احمد ويحيى .
    وقال أحمد بن حنبل : أما حديثه عن أبن المبارك وجرير فهو صحيح . (تهذيب الكمال ، وتهذيب التهذيب)

    ونحن الآن حديثه ينقله عن (جرير) فهو صحيح كما يقول أحمد بن حنبل . وقال الحافظ الهيثمي : محمد بن حميد الرازي وهو ثقة . (مجمع الزوائد ج 9 – ص 290) وقال الأمام الصالحي الشامي : محمد بن حميد الرازي وهو ثقة تكلم فيه .(سبل الهدى والرشاد ج11)

    أما (جرير بن عبد الحميد ) فهو ثقة من رجال البخاري ، وكما قال اللالكائي : مُجمع على ثقته. (تقريب التهذيب) .

    أما (المغيرة بن مقسم الضبي) فهو من رجال البخاري، وقال أبن حجر العسقلاني فيه : أحد الأئمة متفق على توثيقه ، لكن ضعف أحمد بن حنبل روايته عن إبراهيم النخعي خاصة قال كان يدلسها وإنما سمعها من حماد . (مقدمة فتح الباري)
    لكن أن أبو داوود السجستاني قال فيه أنه لا يدلس عن ابراهيم …الخ.
    وعلى أي حال … فأن روايته هذه ليست عن (أبراهيم ) وأنما عن (زياد بن كليب) فزالت شبهة التدليس ، مع العلم أن هذا المقطع من السند تكرر عدة مرات في صحيح البخاري ومسلم .
    و(زياد بن كليب الحنظلي) فوثقه النسائي وغيره . (تقريب التهذيب لابن حجر)
    @@@@@@@@@@@@

    وأخرج البلاذري قال : عن المدائني ، عن مسلمة بن محارب ، عن سليمان التيمي ، وعن ابن عون ، أن أبا بكر : ” أرسل إلى علي يريد البيعة ، فلم يبايع ، فجاء عمر ، ومعه قبس فتلقته فاطمة على الباب ، فقالت فاطمة : يابن الخطاب ، أتراك محرقا علي بابي ؟ ، قال : نعم ، وذلك أقوى فيما جاء به أبوك ، وجاء علي ، فبايع ، وقال : كنت عزمت أن لا أخرج من منزلي حتى أجمع القرآن . (أنتهى)

    وأقول : هذا مرسل صحيح الأسناد عن( أبن عون وسليمان التيمي ) ، ولكن الزيادة في نهاية الخبر من تحريفات المشايخ عشاق أبي بكر حفاظا على سمعته وكرامته ، لأنه القران جُـمع على عهد النبي (ص)، فكيف يدعون أن الأمام علي (ع) لم يبايعه بسبب جمعه للقران ؟!…ولماذا لم يصرحون بأنه لم يبايعه لأنه ابو بكر سرق الخلافة منه والأمام علي (ع) أولى بالبيعة له ؟!…مع انه جاء في البخاري ومسلم عن انس بن مالك قال : جمع القرآن على عهد رسول الله (ص) . وراجع كتاب (الأتقان للأمام السيوطي)

    وكيف كانوا يدرسون القران على عهد النبي (ص) وينشرونه في الدول أذا لم يكونوا قد جمعوه ؟!…وكيف كان النبي (ص) يوصيهم كما في حديث الثقلين بـ : كتاب الله وعترتي اهل بيتي ؟!…فكيف يصح أن يقول النبي (ص) عن القران بأنه (كتاب) ويوصي به أذا لم يكن ذلك الكتاب مجموع ؟!

    أما ترجمة رجال السند لرواية البلاذري :

    فشيخ البلاذري وهو (المدائني) والذي يروي عنه كثيرا فترجمه الذهبي فقال :
    العلامة الحافظ الصادق أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف المدائني الاخباري … وكان عجبا في معرفة السير والمغازي والأنساب وأيام العرب ، مصدقا فيما ينقله ، عالي الاسناد … حدث عنه : خليفة بن خياط ، …، وآخرون … قال يحيى بن معين فيه : ثقة ثقة ثقة . .. ومات في سنة (224) وقيل (225) وكان عالما بالفتوح والمغازي والشعر ، صدوقا في ذلك . (سير اعلام النبلاء للذهبي- ج10)

    أما (مسلمة بن محارب) الذي يروي عنه المدائني كثيرا – كما في تاريخ الطبري وتاريخ دمشق- ومعتمر بن سليمان وعمر بن شبة واسماعيل بن علية عون بن كهمس والوليد بن هشام وغيرهم… فهو (مسلمة بن محارب الزيادي ) وقد ترجمه البخاري في تأريخه الكبير وأبو حاتم في (الجرح والتعديل) ولم يذكرا فيه جرحا أو تعديلا ، أذا فالرجل ثقة كما تقرر ومشى على هذه القاعدة الحافظ أبن حجر العسقلاني وذكره الأمام ابو الحسنات في الرفع والتكميل :

    وكذلك التهاوني:

    بالأضافة الى هذا التوثيق فقد ذكره الأمام أبن حبان في كتابه (الثقات) أذا فالرجل ثقة .

    أما (سليمان بن طرخان التيمي) فقد ترجمه الذهبي و وصفه بـ : الإمام شيخ الإسلام أبو المعتمر التيمي البصري…يروي عن الصحابي أنس بن مالك …وثقه أحمد بن حنبل وابن معين والنسائي والعجلي وغيرهم .(سير اعلام النبلاء للذهبي ج6)

    و(أبن عون) هو عبد الله بن عون بن أرطبان المزني الذي يروي عن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وغيرهم ، وقد وثقه النسائي وابن معين وغيرهم ،وقال فيه ابن حجر : ثقة ثبت فاضل . (تقريب التهذيب لابن حجر )

    @@@@@@@@@@@@

    وجاء شبيه بالرواية السابقة في كتاب ( العقد الفريد) لأبن عبد ربه الاندلسي قال : الذين تخلفوا عن بيعة أبي بكر :
    علي والعباس والزبير وسعد بن عبادة ، فأما علي والعباس والزبير فقعدوا في بيت فاطمة حتى بعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجهم من بيت فاطمة وقال له : إن أبوا فقاتلهم !!!… فأقبل بقبس من النار على أن يضرم عليهم الدار !!!
    فلقيته فاطمة فقالت : يا ابن الخطاب أجئت لتحرق دارنا ؟
    قال : نعم أو تدخلوا فيما دخلت عليه الأمة …!!!

    وهنا ترجمة المؤلف ابن عبد ربه عند الذهبي :

    وأنظر هنا أيضا ما ذكره أبو الفداء في تأريخه كذلك :

    وهذا أبو الفداء أيضا من علماء أهل السنة وتجد ترجمته في كتاب (الدرر الكامنة لأبن حجر العسقلاني).

    وقال البخاري ومسلم في صحيحهم : ( فغضبت فاطمة (ع) فهجرت – اي تركت- أبا بكر فلم تكلمه حتى ماتت ) !!!

    وقال الأمام أبن قتيبة الدنيوري في كتابه (تأريخ الخلفاء أو الأمامة والسياسة) ما مختصره :

    فقال علي كرم الله وجهه : لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي… الله الله يا معشر المهاجرين ، لا تخرجوا سلطان محمد في العرب عن داره وقعر بيته ، إلى دوركم وقعور بيوتكم ، ولا تدفعوا أهله عن مقامه في الناس وحقه ، فوالله يا معشر المهاجرين ، لنحن أحق الناس به ، لأنا أهل البيت ، ونحن أحق بهذا الأمر منكم … فلا تتبعوا الهوى فتضلوا عن سبيل الله ، فتتزدادوا من الحق بعدا .

    فقال بشير بن سعد الأنصاري : لو كان هذا الكلام سمعته الأنصار منك يا علي قبل بيعتها لأبي بكر ، ما اختلف عليك اثنان . قال : وخرج علي كرم الله وجهه يحمل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم على دابة ليلا في مجالس الأنصار تسألهم النصرة ، فكانوا يقولون : يا بنت رسول الله ، قد مضت بيعتنا لهذا الرجل ولو أن زوجك وابن عمك سبق إلينا قبل أبي بكر ما عدلنا به ، فيقول علي كرم الله وجهه : أفكنت أدع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته لم أدفنه ، وأخرج أنازع الناس سلطانه ؟!
    فقالت فاطمة : ما صنع أبو الحسن إلا ما كان ينبغي له ، ولقد صنعوا ما لله حسيبهم وطالبهم !

    … ثم إن أبا بكر رضي الله عنه تفقد قوما تخلفوا عن بيعته عند علي كرم الله وجهه ، فبعث إليهم عمر ، فجاء فناداهم وهم في دار علي ، فأبوا أن يخرجوا فدعا بالحطب وقال : والذي نفس عمر بيده ، لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها !!!
    فقيل له يا أبا حفص ، إن فيها فاطمة ؟
    فقال وإن !….. فوقفت فاطمة رضي الله عنها على بابها ، فقالت : لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم ، تركتم رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة بين أيدينا ، وقطعتم أمركم بينكم ، لم تستأمرونا ، ولم تردوا لنا حقا .

    فأتى عمر أبا بكر ، فقال له : ألا تأخذ هذا المتخلف عنك بالبيعة ؟ فقال أبو بكر لقنفد وهو مولى له : اذهب فادع لي عليا ، قال فذهب إلى علي فقال له علي : ما حاجتك ؟ فقال : يدعوك خليفة رسول الله !
    فقال علي : لسريع ما كذبتم على رسول الله !….فقال أبو بكر رضي الله عنه لقنفد : عد إليه ، فقل له : خليفة رسول الله يدعوك لتبايع ، فجاءه قنفد ، فأدى ما أمر به ، فرفع علي صوته فقال سبحان الله ؟! لقد ادعى ما لبس له !!!

    فرجع قنفد ، فأبلغ الرسالة ، فبكى أبو بكر طويلا ، ثم قام عمر ، فمشى معه جماعة ، حتى أتوا باب فاطمة ، فدقوا الباب ، فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها : يا أبت يا رسول الله ، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة !
    … وبقي عمر ومعه قوم ، فأخرجوا عليا ، فمضوا به إلى أبي بكر ، فقالوا له : بايع ، فقال : إن أنا لم أفعل فمه ؟
    قالوا : إذا والله الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك !
    فقال علي : إذا تقتلون عبد الله وأخا رسوله !

    قال عمر : أما عبد الله فنعم ، وأما أخو رسوله فلا !… وأبو بكر ساكت لا يتكلم ، فقال له عمر : ألا تأمر فيه بأمرك ؟ فقال : لا أكرهه على شئ ما كانت فاطمة إلى جنبه ، فلحق علي بقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يصيح ويبكي ، وينادي : يا بن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني .

    فقال عمر لأبي بكر ، رضي الله عنهما ، انطلق بنا إلى فاطمة ، فإنا قد أغضبناها ، فانطلقا جميعا ، فاستأذنا على فاطمة ، فلم تأذن لهما ، فأتيا عليا فكلماه ، فأدخلهما عليها ، فلما قعدا عندها ، حولت وجهها إلى الحائط ، فسلما عليها ، فلم ترد عليهما السلام ، … فقالت فاطمة : أرأيتكما إن حدثتكما حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرفانه وتفعلان به ؟ قالا : نعم .

    فقالت : نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله يقول : رضا فاطمة من رضاي ، وسخط فاطمة من سخطي ، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني ، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني ؟
    قالا: نعم سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    قالت فاطمة : فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ، ولئن لقيت النبي لأشكونكما إليه ، فقال أبو بكر أنا عائذ بالله تعالى مني سخطه وسخطك يا فاطمة ، ثم انتحب أبو بكر يبكي ، حتى كادت نفسه أن تزهق ، وهي فاطمة تقول : والله لأدعون الله عليك في كل صلاة أصليها …!!!

    فأنظر الى قلة أدب ابو بكر وعمر واتباعهم والخطة التي دبروها بحيث تركوا جنازة خير البرية محمد (صلى الله على واله) دون ان يشيعوها وذهبوا لكي يسرقوا الخلافة المنصوصة من قبل الله ورسوله للامام علي (ع) ..!

    وهذا رابط صفحة الكتاب :

    أو هنا الكلام كامل من طبعة أخرى فأقرأ ما موجود بأكمله :
    1

    2

    3

    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الولايه; الساعة 26-12-2017, 09:13 PM.
  • عطر الولايه

    عضو ماسي
    •  20-09-2010
    •  7551

    وقد ذكر مثيل هذا عمر كحالة في أعلام النساء :
    وهنا ترجمة المؤلف أبن قتيبة الذي ذكره ألأمام السمعاني في كتابه (الانساب) و وثقه ، وأيضا هنا ترجمته عند الذهبي :
    و وهذا كتابه نقل عنه الأمام تقي الدين أبن الفاسي في (العقد الثمين ج7 –ص 195) ،و أبن فهد في (أتحاف الورى بأخبار أم القرى –ج2- ص118) وهنا كتابه :
    1

    2

    وأخيرا أبو بكر يتباكى مما فعله ببيت الزهراء (ع) !…فقد أخرج الطبري في تاريخه ، وأبن عساكر في تأريخ دمشق ، والمسعودي في مروج الذهب ،و الطبراني في المعجم الكيبر ، وضياء الدين المقدسي في( الأحاديث المختارة) ، بأسانيدهم المذكورة الى حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال :
    دخلت على أبي بكر رضي الله تعالى عنه أعوده في مرضه الذي توفي فيه ….

    …فقال أبو بكر : فوددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته وأن كانوا قد غلقوه على الحرب ، ووددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الامر في عنق أحد الرجلين : أبي عبيدة أو عمر ، فكان أمير المؤمنين وكنت وزيرا…الخ .
    وأخرج هذا الحديث الأمام الضياء المقدسي في كتابه (الأحاديث المختارة ) الذي مدحه العلماء و قال: هذا حديث حسـن. ونقل كلمته أيضا المتقي الهندي في كنز العمال :

    وهنا الحديث في تاريخ الطبري وتاريخ دمشق :


    وسند رجال الحديث ثقات ألا (علوان بن داوود البجلي) حيث قال فيه البخاري : منكر الحديث . (أنتهى)
    وكلمة (منكر الحديث) عند علماء الجرح والتعديل ليست بالضرورة تعد أنها تضعيفا للراوي ، فقال الحاكم النيسابوري للدراقطني : قلت فسليمان بن بنت شرحبيل ؟ قال : ثقة ، قلت أليس عنده مناكير ؟ قال : يحدث بها عن قوم ضعفاء فأما هو فهو ثقة . (سؤالات الحاكم للدارقطني)

    والذي فهمته من البخاري أن كلمة (منكر الحديث ) ليست دائما يعني بها تضعيفا للراوي فأحيانا يطلقها على من أنفرد برواية حديث ما وما شابه ، فهناك أشخاص قال فيهم العلماء أنهم منكري الحديث وتجدهم رواياتهم في صحيح البخاري كـ (حسان بن حسان) و(أحمد بن شبيب) و(عبد الرحمن بن شريح)و(داود بن الحصين) …الخ.
    ثم لو فرضنا أن كلمة (منكر الحديث ) جرحا وتضعيفا فهي الآن غير مقبولة ومردودة لأنها جرح غير مفسر كما هو مقرر عندهم…وكذلك فعل الألباني على هذه الكلمة في سلسلته احاديثه الصحيحة وقال : مردود لأنه جرح غير مفسر . أهـ

    وقال الأمام الذهبي : ما كل من روى المناكير يضعف . (ميزان الاعتدال – ج 1 – ص 118)
    وقال أبن حجر العسقلاني : فلو كان كل من روى شيئا منكرا استحق ان يذكر في الضعفاء لما سلم من المحدثين أحد لا سيما المكثر منهم . (لسان الميزان – ج 2 – ص 308)

    والذي وجدته أنه أطلق البعض هذه الكلمة عليه بسبب روايته هذه لأنهم يريدون ان يحفظوا كرامة ابي بكر !

    لكن على أي حال …فأن الرجل (علوان بن داوود البجلي) قد ذكره الأمام ابن حبان في كتابه (الثقات) ، الذي قال فيه الذهبي في كتابه الموقظة بأن : ” ينبوع معرفة الثقات : تاريخ البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان “.

    أضافة الى أنه قد حسّـن حديثه الأمام الضياء المقدسي وهو عالم كبير بالرجال ، فقال الأمام الذهبي بترجمته :
    ” الضياء المقدسي … الشيخ الامام الحافظ القدوة المحقق المجود الحجة بقية السلف ضياء الدين أبو عبد الله السعدي المقدسي الجماعيلي ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي صاحب التصانيف والرحلة الواسعة …. وحصل الأصول الكثيرة ، وجرح وعدل ، وصحح وعلل ، وقيد وأهمل ، مع الديانة والأمانة ، والتقوى والصيانة ، والورع والتواضع والصدق والاخلاص وصحة النقل . … ولم يزل ملازما للعلم والرواية والتأليف إلى أن مات ، وتصانيفه نافعة مهذبة … قال عمر بن الحاجب فيما قرأت بخطه : سألت زكي الدين البرزالي عن شيخنا الضياء ، فقال : حافظ ، ثقة ، جبل ، دين ، خير . وقرأت بخط إسماعيل المؤدب أنه سمع الشيخ عز الدين عبد الرحمن ابن العز يقول : ما جاء بعد الدارقطني مثل شيخنا الضياء ، أو كما قال “. (سير أعلام النبلاء – ج 23 – ص 126)

    وهذا الحديث قامت الأيدي الأمينة لمشايخ أهل السنة بتحريفه …كما فعلوا في كتاب (الاموال) لأبن سلام حفاظا على سمعة ابي بكر وعمر :


    ونقل المعتزلي أبن ابي الحديد في (شرح نهج البلاغة ) عن المسعودي فقال : وكان عروة بن الزبير يعذر أخاه عبد الله في حصر بني هاشم في الشعب ، وجمعه الحطب ليحرقهم ويقول : إنما أراد بذلك ألا تنتشر الكلمة ، ولا يختلف المسلمون ، وان يدخلوا في الطاعة ، فتكون الكلمة واحدة ، كما فعل عمر بن الخطاب ببني هاشم لما تأخروا عن بيعة أبى بكر ، فإنه أحضر الحطب ليحرق عليهم الدار !

    والمعتزلي أبن أبي الحديد ليس شيعيا بل هو محسوب على الشافعية لأن أكثر المعتزلة على مذهب الشافعي ، ولم يراجع كتاب (شرح نهج البلاغة) فيجد فيه دفاع مؤلفه ابن ابي الحديد عن أبي بكر وأنه لا يعتقد بأمامة الأمام علي (ع)، علما ان امام اهل السنة وشيخ الازهر محمد عبدة ايضا قد شرح كتاب نهج البلاغة ، فليس كل من يشرح نهج البلاغة يحسبونه شيعيا !

    لكن عندما رجعت لكتاب (مروج الذهب للمسعودي) فوجدته يقول : وحدث النوفلى في كتابه في الاخبار عن ابن عايشة ، عن ابيه ، عن حماد بن سلمة قال : كان عروة ابن الزبير يعذر اخاه اذا جرى ذكر بنى هاشم وجمعه الحطب لتحريقهم ويقول : انما اراد بذلك ارهابهم ليدخلوا في طاعته كما ارهب بنو هاشم وجمع لهم لاحراقهم اذ هم أبو البيعة فيما سلف

    وهذا خبر لا يحتمل ذكره هنا …الخ!

    والظاهر أن يد التحريف قد امتدت الى هذا الكتاب كما أمتدت الى الكتب الأخرى ، وقالوا أن هذا الكلام موجود في الطبعة الميمنية لكتاب مروج الذهب والله اعلم ، لكني رجعت الى طبعة مطبوعة بهامش كتاب الكامل لأبن الأثير فلم أجد الخبر كاملا ، وأيضا في هذه الطبعة على الرابط :

    والمؤلف المسعودي تجدون ترجمته في كتاب (طبقات الشافعية) للأمام السبكي .

    ولا تعجب من التحريف في كتب أهل السنة ، فهناك الكثير من التحريف تجده في الكتب كالصحاح وغيرها عندما يتعرضون لشيء يسيء لسمعة الصحابة كتحريفهم اخبار سب معاوية بن ابي سفيان وغيره للامام علي (ع)…ونفس محققي اهل السنة يعترفون بذلك كالارنؤوط وغيره …

    فراجع مثلا كتاب ( تحريف الحقائق في كتب اهل السنة لمحمد علي حسـن).

    فتلاحظ في الأخبار أنهم يحرفون أيضا أن الامام علي (ع) لم يبايع ابو بكر لأجل أنه اراد جمع القران بزعمهم وهذا باطل كما بينا سابقا لأن القران قد جمعوه على عهد النبي (ص)…. وأحيانا يحرفون الكلام أنه بعد تهديد عمر وقسمه بالاحراق للدار ومجيئه بالحطب فأنهم يقولون ان الامام علي (ع) ذهب وبايع ، وهذا باطل أيضا من وجوه :

    أولا : أن الزهراء (ع) الطاهرة المعصومة بنص اية التطهير قد ذكرت في الحديث الاول عن الاحراق وقالت : (فإنه فاعل ذلك ) وحاشاها من الكذب .

    الوجه الثاني : قالت عائشة في البخاري ان الزهراء (ع) غضبت على ابي بكر وماتت وهي غاضبة عليه ، و أن الأمام علي (ع) لم يبايع ألا بعد شهادة الزهراء (ع) بعد (6) أشهر ودفنها الامام علي (ع) ليلا واوصته ان لا يحضر جنازتها ابو بكر وعمر!

    وقد وبسند على شرط الصحاح سئلوا الزهري ايضا فقال أن الامام علي (ع) لم يبايعهم :

    وعلى هذا فأن عمر بن الخطاب يمضي على قسمه بعدما لم يبايعه الامام علي (ع) واهل البيت (ع) في الايام الاولى بعد شهادة النبي (ص) وهو الأحراق للدار .

    طبعا من العجيب أن في رواية البخاري بعد ان تذكر ان الامام علي (ع) لم يبايعهم وان الزهراء (ع) توفيت وهي غاضبة عليهم ، فتقول بعد من أن الامام علي (ع) بعد الـ(6) أشهر أستدعى أبو بكر ليبايعه !..وأنه أخبره أن لا يحضر عمر معه كراهية له !…

    وسؤالي الآن :
    اولا : لماذا هذا البغض والكراهية من الامام علي (ع) لعمر بحيث انه كان يكره محضره وان لا يلتقيان ؟! فأن الرواية لم تخبرنا بسبب الكراهية ؟!

    الشيء الثاني : رواية البخاري تقول بعدها انه الامام علي (ع) استدعى ابو بكر لكي يأتيه ابو بكر فيبايعه !…ونسألهم متى كان المواطن أو الرعية يسأل الحاكم والأمير أن يأتيه لبيته لكي بايعه ؟!…أليس الواجب على الرعية والناس ان يذهبوا هم بأنفسهم ليبايعوا الحاكم ؟!

    وهذه من دلالات التحريف للحقيقة الواضحة لأن رجال السند هم من عشاق أبي بكر وخاصة أبنته عائشة والذي يري الرواية عنها وهو (عروة) الذي هو من أقارب عائشة ، وكذلك (ابن شهاب الزهري) فأنه من عشاق ابي بكر … ومعلوم حرب عائشة في الجمل وحقدها للامام علي (ع) وقد قال عبد الله بن عباس بن عبد المطالب عندما كانت تخفي اسم الامام علي (ع) حقدا فقال ابن عباس :
    “ أتدرون من الرجل الآخر الذي لم تسم عائشة ؟ هو علي بن ابي طالب ولكن عائشة لا تطيب له نفسا !!! ” (مسند أحمد ، صحيح البخاري)

    وفي صحيح مسلم قد قال الأمام علي (ع) في أبي بكر وعمر بعدما سرقوا الخلافة وبعدما اخذوا ارث الزهراء من ارض فدك وأدعوا انهما هم خلفاء النبي (ص) كذبا وزورا فقال فيهم الامام علي (ع) : أنهما كاذبان غادران خائنان آثمان !

    والمعلوم أن علي بن ابي طالب (ع) مع الحق والحق معه …

    وفي النهاية أقول : ما جزاء من يغضب الزهراء (ع) يا عشاق ابي بكر وعمر ؟!
    في البخاري قال النبي (ص) : فاطمة بضعة مني ، فمن أغضبها أغضبني .
    وقال النبي (ص) : يا فاطمة أن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك . (المستدرك على الصحيحين وصححه الامام الحاكم النيسابوري ، ومجمع الزوائد للحافظ الهيثمي وقال : أسناده حسـن ، وفي سبل الهدى والرشاد للامام الصالحي الشامي وقال : اسناده حس، ذخائر العقبى للطبري)


    وقال النبي (ص) : من آذاني و عترتي فعليه لعنة الله . (سبل الهدى والرشاد – ج11- ص340)

    وقد قال تعالى : (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا ) فهذه الاية تنطبق على ابي بكر وعمر بان لهما عذابا اليما .

    وقد أوصى النبي محمد (ص) الامام علي (ع) واخبره بغدرهم بعده وامره بالسلم ، ومما قال له : أنه سيكون بعدي اختلاف أو أمر ، فان استطعت أن تكون السلم فافعل .

    وقال له ايضا : ان الامة ستغدر بك بعدي .


    وفي صحيح مسلم قد أمر النبي (ص) حذيفة بن اليمان بالسلم وقال له : يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان انس . فقال حذيفة : كيف اصنع يا رسول الله ان أدركت ذلك ؟
    قال : تسمع وتطيع للأمير وان ضرب ظهرك واخذ مالك فاسمع وأطع .

    وفي مسند احمد قد أمر النبي (ص) أبو ذر بالسلم بعده بسبب الامراء الظلمة السارقين الذين يأتون بعد النبي (ص) وهم ابو بكر وعمر واتباعهم …


    وهذا كله من أجل الحفاظ على الأسلام من العدوان الخارجي الذي كان يتربص بألأسلام للقضاء عليه ، وقد اخبر الامام علي (ع) عمر عندما هجم على داره فاراد الامام علي (ع) قتل عمر فامسك به وضرب به الارض وقال له : يا بن صهاك ، لولا كتاب من الله سبق وعهد عهد إلي رسول الله (ص) لعلمت أنك لا تدخل بيتي …. مع ان الامام علي (ع) لم يبايع أبدا بل أبو بكر مسح يده بيد الامام علي (ع) وكما صرح الطبري عن عمر انه قال له بان تبايع حتى وان كنت كارها !…

    لكن اذا أستشهدت الزهراء (ع) وهي غاضبة عليهم كما قال البخاري، وانها تدعوا عليهم في كل صلاة كما قال ابن قتيبة ، وان الله يغضب لغضبها ، فمن أين يرضى الله على ابو بكر وعمر وكيف يدخلون الجنة ؟! وقبرها بقي مخفي الى الان لا يُـعلم مكانه بعد ان اوصت الامام علي (ع) ان يدفنها سرا وان لا يحضر جنازتها ابو بكر وعمر واتباعهم كما في صحاح اهل السنة …