حذر علماء أمريكيون من تسارع وتيرة ذوبان الغطاء الجليدي في جرينلاند، مرجحين أنه وصل إلى مرحلة حرجة تتجاوز “نقطة اللا عودة”، وتفضي إلى التلاشي التام، ما يهدد بابتلاع المدن الساحلية حول العالم.
وقال باحثون في جامعة ولاية أوهايو، إن تساقط الثلوج الذي يغذي عادةً الأنهار الجليدية في جرينلاند كل عام، لم يعد قادرًا على مواكبة وتيرة ذوبان الجليد.
وهذا يعني أن الغطاء الجليدي في جرينلاند، وهو ثاني أكبر كتلة جليدية في العالم، سيستمر في فقدان الجليد حتى إذا توقفت درجات الحرارة العالمية عن الارتفاع، حسبما ذكر موقع “بيزنس إنسايدر” الأمريكي.
وفي إطار دراستهم، التي نُشرت، الخميس، في دورية “نيتشر” (Nature)، راجع العلماء بيانات أكثر من 200 نهر جليدي كبير يتدفق في المحيط عبر جرينلاند، وجمعوا تلك البيبانات من خلال ما التقطته الأقمار الاصطناعية طوال 40 عامًا مضت.
وقالت ميكاليا كينج، المؤلفة الرئيسية للدراسة والباحثة في مركز بيرد بولار وأبحاث المناخ بجامعة ولاية أوهايو، في بيان: “اكتشفنا أن الجليد الذي يجري تصريفه في المحيط يتجاوز كثيرًا الثلج الذي يتراكم على سطح الغطاء الجليدي”.
وأوضح العلماء أن الذوبان الكامل للغطاء الجليدي في جرينلاند ربما يؤدي إلى رفع مستويات سطح البحر بمقدار 23 قدمًا بحلول عام 3000، وإذا حدث ذلك، فإن المحيط سيبتلع المدن الساحلية في جميع أنحاء العالم.
وجليد جرينلاند هو بالفعل أكبر مساهم في ارتفاع مستوى سطح البحر في العالم، وخلال الـ80 عامًا المقبلة فقط سيزيد معدل الذوبان الحالي 2.75 بوصة أخرى وسيتم إضافتهم إلى مستويات سطح البحر العالمية، وفقًا لدراسة نُشرت في ديسمبر/كانون الأول.
وفي 30 يوليو/ تموز 2019، أظهرت صور الأقمار الاصطناعية برك مياه ذائبة على سطح الغطاء الجليدي في شمال غرب جرينلاند بالقرب من حافة الغطاء.
وبعد أيام قليلة اندلعت موجة حارة في أوروبا الغربية، وانتقلت شمالًا وتسببت في ذوبان الجليد الهائل في جرينلاند والقطب الشمالي.
من جنبه، قال إيان هوات، عالم الجليد والمؤلف المشارك في الدراسة: “لقد أدى تراجع الأنهار الجليدية إلى وضع ديناميكيات الغطاء الجليدي بأكمله في حالة ضياع مستمر”.
وأضاف: “حتى لو ظل المناخ على حاله أو حتى أصبح أكثر برودة قليلاً، فسيظل الغطاء الجليدي يفقد كتلته”.
لكن هذه ليست سوى واحدة من العديد من نقاط التحول في تغير المناخ التي تسبب فيها النشاط البشري، ولا يزال هناك وقت لتجنب طرق لا رجعة فيها إلى مصائب أخرى.
وخلال العقدين الماضيين ازدادت كمية الجليد التي تخسرها جرينلاند كل عام بشكل مطرد، ووجد الباحثون أنه قبل عام 2000، كان الغطاء الجليدي لديه فرصة متساوية لاكتساب الكتلة أو فقدانها كل عام؛ ولكن في مناخ السنوات الـ20 الماضية، كان يكتسب كتلة واحدة فقط كل 100 عام.
وحذرت دراسة سابقة من أن ذوبان الغطاء الجليدي في جرينلاند يحدث بشكل أسرع من المتوقع بـ7 مرات، وقد يعرض ملايين الأشخاص للخطر بحلول نهاية هذا القرن.
ويخشى علماء من أن التغير المناخي قد دفع الصفائح الجليدية إلى نقطة اللا عودة، مع ما قد يترتب على ذلك من عواقب وخيمة على البشرية.
وأوضحت الدراسة أن جرينلاند فقدت نحو 3.8 تريليون طن من الجليد منذ 1992، وهو ما يكفي لرفع مستويات سطح البحر 10.6 ملليمترات (1.06 سنتيمتر)، ومعدل فقدان الجليد ارتفع من 33 مليار طن في المتوسط في التسعينيات إلى 254 مليار طن خلال 3 عقود فقط.

حذرت دراسة نشرت في مجلة “نيتشر” العلمية من أن ذوبان الغطاء الجليدي في جرينلاند يحدث بشكل أسرع من المتوقع بـ7 مرات، وقد يعرض ملايين الأشخاص للخطر بحلول نهاية هذا القرن.
ويخشى علماء من أن التغير المناخي قد دفع الصفائح الجليدية إلى نقطة اللاعودة، مع ما قد يترتب على ذلك من عواقب وخيمة على البشرية.
وهذا التقرير هو الأحدث ضمن سلسلة من التحذيرات حول التهديد الذي تمثله ظاهرة التغير المناخي على الغطاء الجليدي في أنتاركتيكا وجرينلاند.
وأوضحت الدراسة أن جرينلاند فقدت نحو 3.8 تريليون طن من الجليد منذ 1992، وهو ما يكفي لرفع مستويات سطح البحر 10.6 ملليمترات (1.06 سنتيمتر).
وتابعت أن معدل فقدان الجليد قد ارتفع من 33 مليار طن في المتوسط في التسعينيات إلى 254 مليار طن في 3 عقود فقط.
وبيّنت الدراسة أن خسائر الجليد بلغت ذروتها عند 335 مليار طن في 2011، أي ما يعادل 10 أضعاف معدل التسعينيات عندما شهدت جرينلاند موجة ذوبان شديدة.
ومنذ ذلك الحين، انخفض المعدل السنوي إلى 238 مليار طن في المتوسط، لكن هذا الرقم ما زال أعلى 7 مرات مما كان عليه في أوائل التسعينيات، ولا يشمل كل أشهر 2019 التي قد تساهم في وضع معدلات جديدة.
وقال البروفيسور أندرو شيبرد من جامعة ليدز البريطانية: “كقاعدة عامة، يؤدي كل ارتفاع سنتيمتر في مستوى سطح البحر العالمي إلى تعريض 6 ملايين شخص للفيضانات الساحلية”.
وأضاف: “وفقا للاتجاهات الحالية، سيتسبب ذوبان الجليد في جرينلاند (وحده) في إغراق 100 مليون شخص كل عام مع نهاية هذا القرن، أي مجموع 400 مليون بسبب ارتفاع مستوى سطح البحار”، وأوضح: “هذه الأحداث ستكون مدمرة للمجتمعات الساحلية”.