ساسة بوست :
نشرت صحيفة «جيروزاليم بوست» تقريرًا لـ«سيث فرانتزمان»، محلل شؤون الشرق الأوسط في الصحيفة الإسرائيلية، ينظر في ما وراء الاجتماعات الثلاثية الأخيرة بين مصر، والأردن، والعراق.
ويقول الكاتب: إن مصر تنخرط بشكل مكثف في دبلوماسية إقليمية، وفقًا لتقرير صدر مؤخرًا تناول إمكانية عقد المزيد من الاجتماعات الثلاثية بين مصر، والأردن، والعراق. وقد اجتمع وزراء خارجية الدول الثلاث في العام الماضي لإجراء مناقشات عُقدت بحسب تقارير في بغداد، وعمان، والقاهرة في مارس (أذار) وأغسطس (آب) ونوفمبر (تشرين الثاني) على التوالي.
ويشير الكاتب إلى أن وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره الأردني أيمن الصفدي هما مفتاح هذه العلاقة المتنامية. وقد تواصل شكري مع الأردن في الأسابيع الأخيرة بشأن دعم وجهات نظر مصر في ليبيا.
وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي (يمين الصورة) ونظيره المصري سامح شكري 19 يوليو (تموز) 2020
وتعارض القاهرة التصعيد المتزايد في ليبيا بسبب إرسال تركيا مرتزقة سوريين وطائرات بدون طيار تركية إلى ليبيا، بحسب الكاتب. وكذلك زادت روسيا من وجودها في ليبيا. وقد دعم البرلمان المصري إعلان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مدينة سرت الليبية «خطًا أحمر»، بهدف ردع القوات التركية.
لكن مصر تدرك جيدًا أنها تحتاج إلى المزيد من الدعم في المنطقة – بحسب الكاتب – وهي تحظى الآن بالفعل بدعم اليونان، وقبرص، وفرنسا، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، غير أن أغلب هؤلاء اللاعبين يريدون لاعبًا آخر لينهض بدور المصارع في الحلبة الليبية.
وسيكون العراق بمثابة قطعة مفيدة في هذه الأحجية، ولكنه أيضًا مدين لإيران، فضلًا عن اختراقه من الميليشيات المدعومة من إيران وعملاء الاستخبارات، بحسب التقرير. ومع ذلك – وفقًا للكاتب – فإن العراق يشكل تقليديًا جزءًا رئيسًا من العالم العربي والجامعة العربية. وفي هذا السياق تُعد بغداد والقاهرة ودمشق مراكز القوة التقليدية في المنطقة.
وعلى الرغم من تحول القوة لصالح طهران وأنقرة والخليج في السنوات الأخيرة، فإن إنشاء كتلة تضم العراق ومصر والأردن في قضايا معينة يمكن أن يساعد في مكافحة الإرهاب وفي مجال الطاقة وصفقات أخرى، حسب ما يعتقد وزراء الخارجية. وهذا يأتي في صميم المحاولات الرامية إلى تشجيع رئيس وزراء العراق الجديد مصطفى الكاظمي على زيارة الرياض، في أعقاب زيارته الأخيرة إلى طهران، وفتح المزيد من الارتباط بين القاهرة وبغداد.
ويوضح الكاتب أن تصور الاجتماعات الثلاثية لوزراء الخارجية مصمم للعمل على تنسيق الجهود بشأن ليبيا والقضايا الأخرى على نحو أوثق، وفقًا لموقع «العين» الإخباري الخليجي.
وسيكون هذا بمثابة قمة الإنجاز بالنسبة لشكري، الذي يشغل منصب وزير الخارجية منذ عام 2014 وكان لاعبًا رئيسًا قبل ذلك في واشنطن. وقد سعى إلى تعزيز دور مصر في المنطقة في وقت عصيب، أثناء فترة نهاية الربيع العربي، وخلال الانتقال مرة أخرى إلى الاستقرار، على حد وصف التقرير.
وقد تقلَّد نظيره الأردني مهام منصبه في عام 2017، في وقت كان على نظرائهم العراقيين التعامل مع الفوضى المستمرة في الداخل سعيًا لإبراز قوة العراق في الخارج، بينما تحتل تركيا جزئيًا شمال العراق، وتلعب إيران دورًا مماثلًا في مناطق أخرى من العراق.
ويضيف الكاتب أن الصفدي يحاول التعامل مع تداعيات «صفقة القرن» التي أقرتها إدارة ترامب، وموازنة موقف الأردن الهش بين إسرائيل والفلسطينيين وسوريا التي تتعافى والعراق الذي لا يزال يعاني من عدم الاستقرار.
وعلى هذا، وبحسب ما يختم الكاتب، يقع على عاتق مصر أن تكون صاحبة المبادرة والمحرك الرئيس لهذه العلاقة. وفي هذا السياق، تأمل القاهرة في أن تساهم اجتماعاتها الثلاثية في جلب المزيد من الاستقرار، وتحدي الدور التركي في ليبيا.
عربي
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».