برلين – “رأي اليوم” :
تتخذ برلين خطوة قاسية تجاه حزب الله اللبناني بإعلانه منظمة إرهابية في وقت يمر فيه لبنان كله بأزمة، إلا ان الضغوطات الامريكية والإسرائيلية في المانيا من جهة والضغوطات الحزبية من جهة أخرى يبدو انها اثنت برلين عن الاستمرار في التفريق بين السياسي والعسكري في حزب الله، وبالتالي تصنيف الحزب كله ضمن قوائم الأحزاب الإرهابية.
وتعدّ الخطوة المذكورة فاصلة في السياسة الألمانية، حيث برلين تمتعت طويلا بعلاقات من النوع المميز مع حزب الله ما ساعدها بالسابق لتقوم بدور الوسيط بين الحزب والإسرائيليين في عدة مناسبات.
وأعلن متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية (اليوم) الخميس تأكيد حظر حزب الله اللبناني كـ”منظمة إرهابية” ومنع جميع نشاطاته في البلاد. وكتب ستيف ألتر، أحد الناطقين باسم وزير الداخلية الألمانية هورست زيهوفر، في تغريدة على تويتر، أن وزير الداخلية “أكد حظر منظمة حزب الله الإرهابية الشيعية في ألمانيا”، وأضاف: “حتى في أوقات الأزمات، سيادة القانون قادرة على اتخاذ الإجراءات”.
وقال زيهوفر لصحيفة “بيلد” الألمانية إن الحركة الموالية لإيران والمنحدرة من لبنان تشكك في حق إسرائيل في الوجود وتدعو علناً لتدميرها بعنف”. متابعاً “أنشطتها (أنشطة الحركة) التي يعاقب عليها القانون وخططها لشن هجمات تتم على التراب الألماني أيضاً”، وأضاف “إن ذلك يندرج أيضا ضمن مسؤوليتنا التاريخية بأن نتصدى لذلك بكل وسائل سيادة القانون. تلك هي المصلحة الوطنية الألمانية”.
وتأتي تصريحات زيهوفر الوزير الاتحادي المنتمي للحزب المسيحي الاجتماعي، الذي يربطه التحالف المسيحي مع حزب المستشارة الألمانية انجيلا ميركل (المسيحي الديمقراطي)، المؤكدة على نجاح مساعي واشنطن بالملف بعد ساعات من مداهمات شرطية في ساعة مبكرة من صباح الخميس لأربعة مساجد ومنظمات في برلين ودورتموند ومونستر وبريمن يعتقد أن لها صلات بحزب الله. وتخضع هذه الأماكن للمراقبة من قبل المكتب الاتحادي لحماية الدستور (المخابرات الداخلية) منذ سنوات، وفق موقع دويتشة فيلة الألماني.
وتأتي المداهمات في وقت يتجهز فيه أعضاء الحزب في ألمانيا للمشاركة في “يوم القدس” في 16 أيار/مايو والذي يشهد خروج مظاهرات ضد إسرائيل في عدة دول.
ويعتقد مسؤولون أمنيون أن ما يصل إلى 1050 شخصاً في ألمانيا أعضاء في جناح متطرف بحزب الله. وبحسب مسؤولي أمن، فإنهم لا يشكلون منظمة رسمية في ألمانيا، وإنما يعملون بشكل غير رسمي ويقومون بأنشطة من بينها جمع الأموال. ومن شأن قرار الحظر الذي اتخذته السلطات الألمانية أن يمنع جميع الأنشطة الخاصة بحزب الله في ألمانيا، من بينها أيضا جمع تبرعات.
وأبدى مسؤولون إسرائيليون وامريكيون ترحيبهم بالقرار، إذ اعتبرت وزارة الخارجية الاسرائيلية قرار ألمانيا حظر كل نشاط لحزب الله اللبناني على أراضيها، “خطوة مهمة في الكفاح العالمي ضد الإرهاب”.
وعبّر وزير الخارجية يسرائيل كاتس عن “امتنانه العميق” للحكومة الألمانية على هذا الإجراء، معتبراً أنه “قرار مهم جداً وخطوة مهمة وكبيرة في الحرب ضد الإرهاب في العالم”. وأضاف كاتس أنه “متأكد من أن الكثير من الحكومات في الشرق الأوسط بالإضافة إلى الآلاف من ضحايا إرهاب حزب الله يرحبون بهذا القرار”.
ودعا الوزير الاسرائيلي “الدول الأوروبية الأخرى وكذلك الاتحاد الأوروبي” إلى أن تحذوا حذو المانيا “بمنع كافة نشاطات حزب الله الاجتماعية والسياسية والعسكرية لأنها منظمات إرهابية ويجب التعامل معها على هذا النحو”.
ومن جانبهما رحب كل من السفيرين الإسرائيلي والأمريكي في برلين بقرار الحكومة الألمانية حظر أنشطة حزب الله اللبناني في ألمانيا.
وكتب السفير الإسرائيلي، جيريمي يسخاروف، على تويتر الخميس:” نحن نرحب بهذه الخطوة المعقولة وبالغة الأهمية من قبل ألمانيا في مكافحة الإرهاب الدولي”، بينما كتب السفير الأمريكي الجدلي ريتشارد غرينيل إن ” قرار الحكومة الألمانية بالتحرك يعكس عزم الغرب على التصدي للتهديد العالمي الذي يمثله حزب الله”. ودعا الدبلوماسي الأمريكي “كل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ تدابير مشابهة”.
وكانت الولايات المتحدة وإسرائيل قد طالبت الحكومة الألمانية بحظر الحزب. وكانت ألمانيا في السابق تفرق بين الذراع السياسية للجماعة وبين وحداتها العسكرية.
وكان البرلمان الألماني مرر في كانون أول/ديسمبر قد طالب الحكومة الاتحادية بفرض حظر شامل على حزب الله والسعي لدى دول الاتحاد الأوروبي الأخرى لاتخاذ إجراءات مماثلة. ويصنف الاتحاد الأوروبي الجناح العسكري للحزب “منظمة إرهابية” منذ عام 2013.
ومنذ أيلول/سبتمبر عام 2019 شددت الحكومة الألمانية على الحزب ومنحت الإدعاء العام الاتحادي تفويض ملاحقة أعضائه جنائياً. وقد مكّن ذلك الادعاء العام من البدء باتخاذ إجراءات قانونية ضد المشتبه في أنهم أعضاء في الحزب الذي يعتبر منظمة إرهابية أجنبية.
ولم تعلن المانيا بعد عن الية تعاملها مع لبنان كدولة في ضوء هذا الحظر الذي تم الضغط لصالحه كثيرا خلال السنوات الأخيرة من قبل واشنطن تحديدا، الا انه على الاغلب سيؤثر بصورة كبيرة على ذلك إلى جانب كونه قد ينهي (او يخفض للحد الأدنى) العلاقات الألمانية مع الحزب في ذراعه السياسي، وبالتالي تتخلى برلين عن دورها التاريخي في “ضبط التصعيد” بين إسرائيل وحزب الله.
رأي اليوم
ألمانيا تحظر كافة أنشطة “حزب الله” وتداهم مساجد مقربة منه
قالت وزارة الداخلية الألمانية الخميس إن ألمانيا حظرت كافة أنشطة جماعة “حزب الله” اللبنانية المدعومة من إيران على أراضيها وصنفتها منظمة إرهابية.
كما نفذت الشرطة مداهمات في الصباح الباكر على جمعيات مساجد في 4 مدن بأنحاء البلاد تقول إنها مقربة من “حزب الله”. ويعتقد مسؤولون أمنيون أن ما يصل إلى 1050 شخصا في ألمانيا أعضاء في جناح متطرف بـ”حزب الله”.
ومارست (إسرائيل) والولايات المتحدة ضغوطا على ألمانيا لحظر الجماعة. وكانت ألمانيا تفرق في السابق بين الذراع السياسية لـ”حزب الله” ووحداته العسكرية التي تقاتل إلى جانب نظام “بشار الأسد” في سوريا.
وقال متحدث إن وزير الداخلية “هورست زيهوفر” حظر أنشطة “حزب الله”.
وأضاف: “سيادة القانون قادرة على التصرف حتى في أوقات الأزمة”.
وتصنف الولايات المتحدة بالفعل جماعة “حزب الله” الشيعية المسلحة منظمة إرهابية. والجماعة داعم مهم أيضا لحكومة رئيس الوزراء اللبناني “حسان دياب” التي تولت السلطة في يناير/كانون الثاني.
وأشادت منظمات يهودية بالخطوة ووصفتها بأنها قرار في غاية الأهمية.
وقال رئيس اللجنة اليهودية الأمريكية “ديفيد هاريس”: “هذا قرار مهم من جانب ألمانيا طال انتظاره وجدير بالترحيب”.
وأضاف “هاريس”: “نأمل الآن أن تمعن دول أوروبية أخرى النظر في قرار ألمانيا وتتوصل إلى نفس الاستنتاج حول طبيعة حزب الله الحقيقية”.
ويصنف الاتحاد الأوروبي الجناح العسكري لـ”حزب الله” جماعة إرهابية، وليس جناحه السياسي.
ووافق البرلمان الألماني في ديسمبر/كانون الأول الماضي على اقتراح يحث حكومة المستشارة “أنجيلا ميركل” على حظر جميع أنشطة جماعة “حزب الله” على الأراضي الألمانية، فيما أرجعه إلى “أنشطتها الإرهابية” خاصة في سوريا.
وخلال زيارة إلى برلين العام الماضي، قال وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو” إنه يأمل أن تسير ألمانيا على نهج بريطانيا في حظر جماعة “حزب الله”. وأصدرت بريطانيا في فبراير/شباط من العام الماضي تشريعا صنف “حزب الله” منظمة إرهابية.
وداهمت الشرطة 4 جمعيات مساجد في دورتموند ومونستر في ولاية نورد راين فستفاليا في غرب البلاد وفي بريمن وبرلين، تقول إنها مقربة من الجماعة.