احتفل أحباب آل البيت بمولد سيدي علي زين العابدين ، بحي زين العابدين بالقاهرة أمس السبت ، بالليلة الختامية للإحتفال بمولده
قال القضاعي : مسجد محرس الخصيّ بني على رأس زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب حين أنفذه هشام بن عبد الملك إلى مصر، ونصب على المنبر بالجامع، فسرقه أهل مصر ودفنوه في هذا الموضع .
وقال الكندي في كتاب الأمراء : وقدم إلى مصر في سنة اثنتين وعشرين ومائة أبو الحكم بن أبي الأبيض القيسيّ خطيبا برأس زيد بن عليّ رضوان الله عليه، يوم الأحد لعشر خلون من جمادى الآخرة، واجتمع الناس إليه في المسجد.
وقال الشريف محمد بن أسعد الجوّانيّ في كتاب الجوهر المكنون في ذكر القبائل والبطون: وبنو زيد بن عليّ زين العابدين بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام الشهيد بالكوفة،
ولم يبق له عليه السلام غير رأسه التي بالمشهد الذي بين الكومين بمصر بطريق جامع ابن طولون وبركة الفيل، يعرف بمسجد محرس الخصيّ، وهو مشهد صحيح لأنه طيف بها بمصر، ثم نصبت على المنبر بالجامع بمصر في سنة اثنتين وعشرين ومائة، فسرقت ودفنت في هذا الموضع إلى أن ظهرت، وبنى عليها مشهد.
وقال الشعبيّ: والله ما ولد النساء أفضل من زيد بن عليّ، ولا أفقه ولا أشجع ولا أزهد.
وكان نقش خاتم زيد، اصبر تؤجر اصدق تنج .
وقرأ مرّة قوله تعالى: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ } فقال: إنّ هذا لوعيد وتهديد من الله. ثم قال: اللهمّ لا تجعلنا ممن تولى عنك فاستبدلت به بدلا.
وقتل رحمه الله في خلافة هشام بن عبد الملك بالكوفة ، رمي بسهم في جبهته اليسرى، وظل يوسف بن عمر الثقفي رئيس جيش هشام يتتبع الجرحى في الدور حتى دل على زيد فأخرجه وقطع رأسه وبعث به إلى هشام ونصبه على باب دمشق ثم أرسله إلى المدينة وسار منها إلى مصر ، وأما الجسد فصلبه يوسف بن عمر ثم أمر هشام بن عبدالملك بإحراقه .
وقال جرير بن حازم : رأيت النبي في المنام كأنه متساند إلى خشبة زيد بن علي، وهو يقول: هكذا تفعلون بولدي.
قتل رحمه الله لليلتين خلتا من صفر سنة اثنتين وعشرين ومائة، وعمره اثنتان وأربعون سنة.
وبعد قتل زيد انتقض ملك بني أمية وتلاشى إلى أن أزالهم الله تعالى ببني العباس.
وهذا المشهد باق في مصر يتبرّك الناس بزيارته ويقصدونه ، والعامّة تسميه زين العابدين، وهو وهم، وإنما زين العابدين أبوه وليس قبره بمصر بل قبره بالبقيع.