سبوتنك :
REUTERS :
استقالة مسؤول سوداني كبير على خلفية لقاء البرهان نتنياهو
قدم مدير السياسة الخارجية في المجلس السيادي السوداني، رشاد فراج السراج، استقالته، على خلفية لقاء رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال السراج، في خطاب الاستقالة، الذي قدمه للمجلس السيادي الانتقالي: “بعد سنوات حافلة بالعطاء والبذل من أجل وطني وشعبي العظيم، أجد اليوم عسيرا ومستحيلا على نفسي الاستمرار في موقعي كمدير لإدارة السياسة الخارجية بأمانتكم الموقرة”.
وأضاف: “يتعين علي أن أخدم في حكومة يسعى رأسها للتطبيع والتعاون مع الكيان الصهيوني الذي يحتل القدس الشريف، ويقتل أهلنا في فلسطين، ويعربد في أوطاننا العربية والإسلامية دون رادع”.
وتابع: “إن أمانة التكليف تقتضي أن أقدم استقالتي قبل أن أرى أعلام الكيان الصهيوني ترفرف على سارية القصر الذي قتل فيه غردون (ضابط بريطاني قتله أنصار المهدي في الخرطوم عام 1885)، من قبل المجاهدين من أبناء السودان الأحرار، الذين قاتلوا وكلاء الاحتلال والاستعمار على مر العصور والأيام، وبذلوا دماءهم مهرا للحرية والانعتاق”.
وختم السراج خطاب استقالته: “سأظل جنديا يخدم وطنه وشعبه في أي موقع فوق ترابه الطاهر”.
وكان البرهان، قد أكد أنه التقى برئيس حكومة تسيير الأعمال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في أوغندا، لافتا إلى أن اللقاء جاء من منطلق حفظ وصيانة الأمن الوطني السوداني وتحقيق مصالح شعبه.
كما أكد، أن الاتصالات مع رئيس حكومة تسيير الأعمال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، بدأت منذ 3 أشهر لمناقشة ما يمكن أن يستفيد منه السودان، لافتا إلى تشكيل لجنة من مجلسي السيادة والوزراء لدرس مزايا وعيوب العلاقة مع إسرائيل.
فيما أعلن الجيش السوداني، في بيان له، أنه “أمن على نتائج زيارة القائد العام، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، إلى أوغندا، والتي التقى خلالها رئيس حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو”، وذلك حسب وكالة الأنباء السودانية “سونا”.
والتقى نتنياهو والبرهان سرا في عنتيبي في مقر الرئيس الأوغندي، يوويري موسيفيني، واتفقا على تطبيع العلاقات تدريجيا، حسبما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، التي قالت إن الاجتماع يمثل تحولا حادا بين البلدين، العدوين في الماضي واللذين في حالة حرب.
سبوتنك
السودان يفتح أجواءه لـ”إسرائيل”.. وسجال بين طرفي الحكم
البرهان تحدث عن فوائد مرتقبة للقاء نتنياهو
قال متحدث عسكري سوداني إن الخرطوم وافقت على السماح للرحلات الجوية المتجهة إلى “إسرائيل” بعبور مجاله الجوي، فيما نأت الحكومة السودانية بنفسها مؤكدة أن رئيسها عبد الله حمدوك لم يكن على علم بلقاء رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال المتحدث باسم الجيش السوداني، عامر محمد الحسن، لقناة “الجزيرة” الإخبارية إنه كان هناك اتفاق “من حيث المبدأ” على أن تستخدم الطائرات التجارية المتجهة من أمريكا الجنوبية إلى “إسرائيل” المجال الجوي السوداني.
وأوضح أن “بعض الجوانب الفنية لا تزال موضع دراسة”، مشيراً إلى أن السودان لم يوافق على عبور شركة “العال” الإسرائيلية مجاله الجوي.
وأثار لقاء البرهان ونتنياهو في أوغندا جدلاً واسعاً بالسودان بعدما قال مسؤولون إسرائيليون إنه سيؤدي إلى تطبيع العلاقات بين الخصمين السابقين.
وأصدر الجيش السوداني، الأربعاء، بياناً نادراً، “أمّن” (أثنى) من خلاله على نتائج زيارة القائد العام لأوغندا، ومخرجاته، ووصف اجتماعه مع نتنياهو بأنه “يحقق المصلحة العليا للأمن الوطني والسودان”.
أما المكون الثاني في الحكم، وهنا يدور الحديث حول المدنيين، فقد عقد مجلس الوزراء السوداني اجتماعين طارئين حول زيارة “البرهان”، فيما قال الناطق باسمه، وزير الإعلام فيصل محمد صالح: إن حمدوك “لم يكن على علم بزيارة البرهان إلى عنتيبي ولقائه نتنياهو”.
وأوضح أن الحكومة فوجئت بتصريحات البرهان التي قدم فيها إفادات مختلفة عما ذكره في اللقاء المشترك، مشدداً على أن السياسة الخارجية من اختصاص الجهاز التنفيذي.
وأشار إلى أن “أمر العلاقات مع (إسرائيل) هو شأن يتعدى اختصاصات الحكومة الانتقالية”، و”يجب أن ينظر فيها الجهاز التشريعي والمؤتمر الدستوري”.
وقال المتحدث الرسمي الحكومي: “نمثل حكومة ثورة، ولا يمكن أن يكون من أولوياتها الانقلاب على شعارات الثورة”، كما أنه “لا يُمكننا التنكر للشعوب المضطهدة والمناضلة”.
وكان البرهان قد قال، الأربعاء، في ندوة مع صحفيين وإعلاميين، إنه أخطر حمدوك قبل يومين من اللقاء من دون تفاصيل، وقد رحب بالخطوة.
وكشف أن لقاءه مع نتنياهو في أوغندا كان بترتيب من الولايات المتحدة الأمريكية، متحدثاً عن “فوائد” مرتقبة، وسيسهم في اندماج السودان في المجتمع الدولي.
وفي إطار متصل، قدّم مدير السياسة الخارجية بمجلس السيادة السوداني، رشاد فراج الطيب السراج، استقالته احتجاجاً على لقاء رئيس المجلس مع نتنياهو.