"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

صحيفة أمريكية تنشر إيصالات مالية تظهر حماية عناصر في «حراس الدين» لتنظيم «الدولة» في إدلب

أنطاكيا – «القدس العربي» :
نشرت صحيفة «نيويورك تايمز»، صوراً لإيصالات حصلت عليها من عنصر سابق في المخابرات الأمريكية، تظهر أن تنظيم «الدولة» دفع مبالغ مالية، لعناصر من «حراس الدين» المقرب من «القاعدة»، نظير تأمين مقرات في إدلب، لاستقبال مقاتلي تنظيم «الدولة» الذين غادروا من دير الزور والموصل.

وتظهر الفواتير الأخرى، نحو ثمانية إيصالات منذ بداية عام 2017 إلى عام 2018، وتظهر المبالغ التي قدمها تنظيم «الدولة» إلى عناصر في حراس الدين للحماية، وللمساعدات المالية واللوجستية. وتذكر كاتبة التقرير، المتخصصة في شؤون تنظيم الدولة والقاعدة، روكميني كاليماتشي، «أن حراس الدين ساعدوا في نقل مقاتلي التنظيم من المنطقة بعد تعرضهم لضغوط من قوات سوريا الديمقراطية (قسد).

تأكيداً لما نشرته «القدس العربي» عن خلية الحلبي – الشالاتي التي آوت البغدادي

وفي تصريح خاص لـ «القدس العربي»، شرحت كاتبة التقرير، كاليماتشي، تفاصيل المعلومات والوثائق التي حصلت عليها من عضو سوري سابق في المخابرات الأمريكية، اسمه أسعد المحمد، يعمل حالياً باحثاً في برنامج التطرف في جامعة جورج تاون، والذي يقول «إن الفواتير تكشف عن أن الجماعتين في تلك الفترة كانتا تتعاملان بصفتهما عدوتين، وأن تنظيم الدولة كان يحاول اختراق حراس الدين».

وكانت «القدس العربي» قد انفردت بنشر تقرير عن خلية الحلبي – الشالاتي، وهو قيادي في حراس الدين تولى تشكيل خلية، موالية للتنظيم، مهمتها تأمين ملاذات آمنة لعناصر تنظيم الدولة وعائلاتهم، النازحين من دير الزور، بعد الهجوم الكبير الذي تعرضت له المنطقة الشرقية وسيطرة ميليشيات قسد الكردية عليها بدعم أمريكي.

وحسب مصادر «القدس العربي»، فان العلاقة بين «حراس الدين» وتنظيم «الدولة» لم تكن على مستوى القيادات حقيقية، وإنما كانت العلاقة تقتصر على عدد من القيادات النافذة في «حراس الدين»، الذين كانوا موالين سراً لتنظيم «الدولة»، وعلى رأسهم أبو البراء الحلبي – الشالاتي، المعروف بحسابات عدة سابقة على وسائل التواصل الاجتماعي، أشهرها باسم المهيب الشالاتي.

وتولت هذه الخلية، التنسيق مع تنظيم «الدولة» منذ نهايات معركة الموصل، عام 2016، للإعداد لاستقبال وإيواء عناصر وعائلات التنظيم، الذين بدأوا بالخروج من العراق ومن ثم من دير الزور نحو مناطق اكثر أمناً في إدلب، وتكثف عمل الخلية بعد هجوم قسد على دير الزور تحديداً، وكان التحدي الأهم لخلية أبو البراء الحلبي – الشالاتي، ان يتمكن من حماية عناصر التنظيم القيادية من مداهمات هيئة تحرير الشام، التي كانت تشن بالفعل عمليات متواصلة لاعتقال او قتل عناصر تنظيم الدولة في إدلب وريفها .

وحسب شخصيات قريبة الصلة بـ»ابو البراء الحلبي- الشالاتي»، والذي يطلق عليه ايضاً محمد الحلبي، فإنه غادر حراس الدين قبل ثلاثة أشهر، ولكنه بقي في المناطق القريية من مقرات حراس الدين بحكم علاقاته معهم، كما انه كان متواجداً مع البغدادي وقت العملية وقتل خلالها .