"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

العراق.. نشر اعترافات أخطر عناصر داعش .. مدير أكبر المعسكرات

لندن- عربي21 :

اعترف الأنصاري خلال التحقيق بمسؤوليته عن إدارة أكبر المعسكرات التي تنظم الدورات التدريبية للمنتمين الجدد في التنظيم

عرضت صحيفة “القضاء” العراقية اعترافات من وصفته بـ”أحد أخطر إرهابيي داعش”، وهو أبو حسن الأنصاري.

اعترافات الأنصاري التي نشرتها الصحيفة الرسمية لمجلس القضاء الأعلى في العراق، أدلى بها أمام محكمة تحقيق نينوى المختصة بقضايا الإرهاب.

واعترف الأنصاري خلال التحقيق بمسؤوليته عن إدارة أكبر المعسكرات التي تنظم الدورات التدريبية للمنتمين الجدد في التنظيم.

بائع الكتب علي إبراهيم ويكنى أبو حسن الأنصاري (39 عاما) تخرج من المعهد التقني وعمل ببيع الكتب في شارع النجيفي أو “شارع المكتبات”، قارئ نهم للكتب الدينية، تأثر بالفكر السلفي وقرأ كل المصادر المتوفرة عنه.

مراسل الصحيفة التقى “أبو حسن الأنصاري” الذي نقل عنه حديثه عن كيفية التحاقه بالتنظيم والأدوار التي أداها والمناصب التي شغلها.

يقول الأنصاري وفق مراسل الصحيفة العراقية الرسمية، إنه بدءا من تموز عام 2005 “حضر إلي أحد أصدقائي المقربين وعرض الانضمام إلى تنظيم أنصار السنة، الذي كان يعرف سابقا بتنظيم أنصار الإسلام؛ لعلمه بانتمائي من الناحية العقائدية إلى المجاميع السلفية، وبعد أن وافقت على الانضمام جمعني بشخص آخر علمت أنه كان مسؤول الجانب الإعلامي للتنظيم، وسألني عن تحصيلي الدراسي، وجلس للحديث معي لاختباري بأمور كثيرة”.

وأضاف الأنصاري: “انضممت إلى الوحدة الإعلامية كوني أحمل شهادة جامعية ولديّ خزين فكري ومعرفي لا بأس به، وأصبحت ضمن مجموعة مكونة من خمسة أشخاص يعملون كوحدة إعلامية خاصة بأنصار السنة، وكان دوري في البداية هو تصوير العمليات التي تستهدف القوات الأمنية من تفجير عبوات ومفخخات، وطباعة أقراص العمليات التي كانت تنفذ من قبل التنظيم وتوزيعها على الجوامع والأسواق، كما كنت مسؤولا عن طباعة مجلة خاصة بالتنظيم تنشر بشكل دوري وتحتوي على مجموعة من المواضيع، التي تحمل طابعا تثقيفيا للأمور الشرعية وتكون موجهة للشباب بشكل أكبر مما للفئات العمرية الأخرى”.

وتابع الأنصاري: “المرحلة الثانية كانت الانضمام إلى معسكر الجند في التنظيم ولحوالي خمسة أعوام، نفذنا فيها الكثير من العمليات أهمها الاشتباكات مع القوات الأمنية العراقية من الجيش العراقي وقوات الاحتلال”، موضحا: “نفذت 9 عمليات منها تفجير سيارتين مفخختين بالإضافة إلى زرع العديد من العبوات الناسفة، وكنت أتقاضى راتبا شهريا قدره 75 ألف دينار، واستمر هذا الحال إلى عام 2010، وبسبب التناحر ما بين تنظيم أنصار السنة وتنظيم الدولة الإسلامية على أحقية وأسبقية كل منهما في السيطرة على المنطقة بتلك الفترة، التجأت إلى السفر بحجة أداء العمرة والتخفي من أفراد تنظيم الدولة وتركت المحافظة”.

واستمر أبو حسن الأنصاري  بالحديث عن تنظيم أنصار السنة قائلا: “بعد عودتي من السفر في الأشهر الأولى عام 2011، بدأنا بتصفية مجموعة من أفراد تنظيم الدولة عن طريق عمليات اغتيال منظمة، وعلى ما أذكر كانوا ثلاثة أشخاص، بالإضافة إلى تصفية أحد أفراد مجموعتنا بعد أن عمل مع القوات الأمنية كمصدر، وكذلك استهداف أفراد القوات الأمنية، واستمررت بالعمل وفق هذه الطريقة متنقلا بين زقاق وآخر، حتى أصبحت مسؤول الوحدة الإعلامية ومسؤول وحدة الاغتيالات، ولقد تمت متابعتي من قبل القوات الأمنية إلى أن اعتقلت في الشهر الثالث من عام 2014”.

واسترسل الأنصاري: “دخلت مرحلة جديدة وأنا محتجز لدى القوات الأمنية من خلال التعرف على مجموعة كانوا يعملون في تنظيم الدولة، في الأثناء دخل التنظيم واحتل المحافظة وقام باقتحام السجون وإخراجنا ورجعت إلى بيتي، وبعد شهرين ذهبنا أنا وثلاثة من الأصدقاء ممن كنا في تنظيم أنصار السنة إلى القصور الرئاسية، ورددنا البيعة بالصيغة المعهودة وانضممنا إلى التنظيم”.

ويتحدث الأنصاري عن فترة جديدة ودوره في التنظيم، فيقول: “تنسبت إلى ديوان الجند في قسم المعسكرات، وشغلت منصب نائب معاون مسؤول المعسكر بالإضافة إلى مجلس المعسكر المتكون من مسؤول المعسكر ومسؤول التدريب ومسؤول الأرزاق، وتم تسليمي سلاحين أحدهما مسدس والآخر كلاشنكوف مع الأعتدة، وكنا نعمل على تدريب المقاتلين الجدد وكانت مدة دورتهم شهرا واحدا، وكان يجري استلام المقاتلين من منطقة القصور الرئاسية”.

وشرح الأنصاري عملية التدريب التي تنقسم إلى عدة دورات منها دورة في استخدام الأسلحة بمختلف أنواعها؛ تبدأ بالمسدس والكلاشنكوف والبي كي سي والآر بي جي، وهذا كله في مدة شهر واحد مع وجود خيم للمبيت وتقديم وجبات طعام، وبعد إكمال منهاج الدورة العسكرية هنالك دروس في الأمور الشرعية يتم إعطاؤها من قبل الوالي الشرعي، تتحدث عن الطهارة والصلاة والتوحيد إلى أن يتخرج المقاتل لديه إلمام بكل الدروس، ثم نعيده إلى منطقة القصور ليتم تنظيم قوائم الكفالات، ومن ثم تنسيبهم كمقاتلين بمختلف القواطع بعد تسليمهم الأسلحة”.

وتحدث الأنصاري عن مرحلة تسلمه منصب مسؤول معسكر (أبي عزام الأنصاري) في عام 2015 بعد مقتل مسؤوله، حيث “تم تخريج حوالي عشرين دورة على يديه، ووصل عدد المقاتلين فيها إلى أكثر من 2000 مقاتل من مختلف الأعمار، كان من ضمنهم ما يسمى بأشبال الخلافة بفترة تجاوزت السنة إلى أن قمت بالذهاب إلى سوريا، ومن ثم هربت إلى تركيا”.

ويعزو الأنصاري سبب الهروب، إلى المشاكل على الأحقية بتولي مسؤولية المعسكر وظهور مجموعة مقربة من أبو بكر البغدادي تنافسه عليه، مشيرا إلى أن فراره كان عن طريق مهرب كان يعمل مع التنظيم واستقر في تركيا قرابة العامين، وبعدها عاد إلى العراق بجواز مرور وتم إلقاء القبض عليه في مطار بغداد.

وللأنصاري إصدار نشر على وكالة أعماق التي تمثل الوجه الإعلامي لتنظيم الدولة حمل اسم (دماء الجهاد /1) يعرض فيه مراحل التدريب، وظهر كمتحدث وحيد في هذا الفيديو، كونه مسؤول معسكر أبي عزام الأنصاري وعلى مرات عدة، وفي كل ظهور يشرح جانبا من جوانب التدريب بالإضافة إلى عرض مجموعة كبيرة من المتدربين.