"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

اسرائيل تقر بان قاسم سليماني معضلةً بدون حلٍّ.. وقادة الاحتلال يُعبِّرون عن إعجابهم بتصميمه حتى بعد تلقّيه ضرباتٍ مُهينةٍ من تل أبيب… والموساد يُضيفه وثلاثة آخرين لقائمة الاغتيالات

 الناصرة-“رأي اليوم” :

صرح وزير خارجية الاحتلال الإسرائيليّ، ووزير الاستخبارات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أنّ بلاده ستعمل ضدّ إيران في أيّ مكانٍ، وكلّما دعت الحاجة لذلك، على حدّ تعبيره.

وجاءت تصريحات الوزير كاتس، وهو من صقور حزب (ليكود) الحاكِم بقيادة رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، جاءت تصريحاته في معرض حوارٍ أجرته معه صحيفة “معاريف” العبريّة، مساء أمس الخميس، أكّد فيه أيضًا على أنّ إسرائيل بإمكانها العمل في أيّ مكانٍ، وإذا لزم الأمر داخل الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، طبقًا لتأكيداته في الحديث الصحافيّ.

وفي معرض ردّه على سؤال الصحيفة العبريّة، قال الوزير الإسرائيليّ المُتطرِّف، قال إنّ الإيرانيين يعلمون أنّ بإمكان إسرائيل العمل في أيّ مكانٍ يتطلّب تدخلنا أوْ عملنا فيه، أوْ دعت الحاجة إليه، وفقًا لقوله، وفيما يتعلّق بعمل الجيش الإسرائيليّ في العراق، أوضح الوزير الإسرائيليّ كاتس أنّ الوضع هو حربٍ بين حروب، ونحن الوحيدون الذين نعمل ضدّ إيران هناك، مُضيفًا في الوقت عينه أنّهم في وقتٍ سابقٍ تحملوا مسؤولية العمل في سوريّة ضدّ أهدافٍ إيرانيّةٍ، وفق تعبيره.

ومن الجدير بالذكر في هذا السياق الإشارة إلى أنّه سبق أنْ اعترف رئيس وزراء الدولة العبريّة بنيامين نتنياهو، الخميس الماضي، بأنّ إسرائيل تعمل في العراق وسوريّة لإحباط النوايا الإيرانية، وذلك في مقابلة للقناة التاسعة الإسرائيلية، وهي قناة ناطقة باللغة الروسيّة، ومُعدّة للمُستجلبين من الاتحاد السوفيتي سابِقًا، حيث رأى المُحلِّلون للشؤون السياسيّة في الإعلام العبريّ أنّ نتنياهو أطلق هذا التصريح في القناة الروسيّة لاستمالة الناخبين المُستجلبين من روسيا واستدرار عطفهم للتصويت لحزب (ليكود) وعدم الانجرار وراء غريم نتنياهو، العنصريّ اليمينيّ، أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب (يسرائيل بيتينو)، العنصريّ.

عُلاوةً على ذلك، ادعى نتنياهو في المُقابلة نفسها مع القناة الناطقة بالروسيّة، ادعى حينها أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران تُقيم قواعد ضدّ إسرائيل في العراق واليمن وسوريّة ولبنان، وبأنّ بلاده تعمل ضدّ إيران في العراق وفي أماكن عديدةٍ أخرى بما فيها الأراضي السوريّة، على حدّ قوله.

وحول سؤالٍ عن عمل جهاز الموساد (الاستخبارات الخارجيّة) والأجهزة الاستخباراتيّة الإسرائيليّة في العراق، أجاب نتنياهو للتلفزيون الناطِق بالروسيّة: أنا لن أسمح بأنْ تشعر إيران بالأمن في أيّ مكانٍ، مشدّدًا في الوقت عينه على أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة هي دولة تتبنّى فكرة تدمير إسرائيل، وهي تُحاوِل إنشاء قواعد عسكريّةٍ في كلّ مكانٍ، قال رئيس الوزراء الإسرائيليّ.

واختتم رئيس الوزراء نتنياهو حديثه بالقول للتلفزيون الناطِق بالروسيّة، اختتم قائلاً إنّ هدف إيران العمل ضدّنا، ولها قواعد في لبنان وسوريّة والعراق واليمن وفي إيران نفسها، مُشدّدًا في الوقت ذاته على أنّ كيان الاحتلال يعمل في العراق، سواءً لزِم الأمر أوْ لم يلزم، ونحن نعمل على جبهاتٍ عديدةٍ، ضدّ أيّ دولةٍ تريد تدميرنا، قال نتنياهو.

على صلةٍ بما سلف، نشر موقع “مونيتور” تقريرًا لمراسله السياسيّ بن كاسيبت، والذي يعمل مُحلِّلاً للشؤون السياسيّة في صحيفة (معاريف) العبريّة، يقول فيه إنّ إسرائيل استهدفت في الغارات الأخيرة على سوريّة بشكلٍ خاصٍّ فيلق القدس في الحرس الثوريّ الإيرانيّ، وقائده الجنرال قاسم سليماني، علمًا أنّه قبل عدّة أشهرٍ صرّحت مصادر أمنيّة رفيعة المُستوى في تل أبيب بأنّ سليماني بات هدفًا “شرعيًا” للاغتيال من قبل كيان الاحتلال.

بالإضافة إلى ذلك، نقل الموقع عن مصدرٍ إسرائيليٍّ بارزٍ، قوله أنّ الأمر كلّه يتعلّق بسليماني، وأضاف أنّ الجنرال الإيرانيّ سليماني هو الشخص الرئيسيّ الذي يقود الحرب ضدّ إسرائيل بتصميمٍ كبيرٍ، والذي لم يفهم بالإشارة، عليه أنْ يفهم أنّ إسرائيل ستُلاحِق فيلق القدس في الحرس الثوريّ الإيرانيّ، وستعثر عليه في أيّ زمانٍ ومكانٍ، وتراقب قدراته على التطوير والتهديد المحتمل، وبعبارةٍ أخرى فإنّ هذه ليست حربًا بين بلدين.

ووجَدَ التقرير أنّ هذه التصريحات تُعبِّر عن معضلة إسرائيل في التعامل مع سليماني، فهو الشخص الذي يقود الجهود لمُحاصرة إسرائيل من الخليج إلى البحر المتوسط والأحمر، وزرع المنطقة بالعملاء التابعين لإيران، مشيرًا إلى أنّ قادة الكيان العسكريين يُعبِّرون عن إعجابهم بتصميمه حتى بعد تلقيه ضرباتٍ مُهينةٍ من الإسرائيليين.

وفي خطوةٍ تُعبِّر عن المعضلة الإسرائيليّة في تعاملها مع إيران بشكلٍ عامٍ، وفيلق القدس بالحرس الثوريّ الإيرانيّ وقائده الجنرال قاسم سليماني، سارع أمس الناطِق العسكريّ في كيان الاحتلال إلى نشر صورٍ وتفاصيل زعم فيها أنّها تعود لقادة إيرانيين، كانوا يُخطِّطون لتوجيه ضربةٍ مؤلمةٍ للكيان من سوريّة عبر الطائرات المُسيرّة، ورأى المُحلِّل للشؤون العسكريّة في القناة 12 بالتلفزيون العبريّ أنّ هذه رسالةً إسرائيليّةً لهم بأنّهم باتوا على بنك الأهداف، أيْ أنّ الاستخبارات الإسرائيليّة وضعتهم في بنك الاغتيالات، على حدّ تعبيره.