بروكسل ـ “راي اليوم ”:
في ظرف أقل من سنتين، تعرضت الصناعة العسكرية الأمريكية الى ضربات قاسية بسبب عدم نجاعة أسلحتها، وآخر هذه الضربات قرار الهند بعدم شراء طائرات التجسس “غلوبال هوك” التي أسقطتها إيران الشهر الماضي في مياه الخليج العربي.
واعتادت الدول شراء الأسلحة اعتمادا على أدائها في الحروب، ومن الصدف الغريبة في تاريخ التسلح هو أن السلاح الأمريكي لم يتم تجربته ضد أي قوة عسكرية لا بأس بها منذ الحرب العالمية الثانية بل فقط ضد دول ضعيفة عسكريا مثل بنما وغرينادا والعراق، مع الاختلاف في حالة الفيتنام.
بعدما نجحت إيران في إسقاط طائرة “غلوبال هوك” التي تساوي أكثر من 250 مليون دولار، وتتمتع بتكنولوجيا كان يقول البنتاغون هي الأكثر تقدما في عالم التجسس والتخفي، قررت الهند التخلي عن شراء هذه الطائرات مستقبلا، ونشرت الصحافة الهندية الأحد الماضي نقلا عن مصادر عسكرية أن “القوات الهندية كانت تنوي شراء 30 طائرة بدون طيار من نوع “غلوبال هوك: بقيمة ستة مليارات دولار، وبعد نجاح إيران في إسقاطها، إعادة النظر في الصفقة”. وتتابع هذه المصادر “نجاح إيران في إسقاط طائرة “غلوبال هوك” يعني أنها لن تصمد أمام الدفاعات الصاروخية المضادة للطيران التي تمتلكها باكستان”.
وتتسلح الهند تحسبا لمواجهة عسكرية مع باكستان ولتعديل الكفة العسكرية مع الصين، ولهذا، لن تغامر بشراء طائرات تدرك مسبقا أنها في متناول الدفاعات الصينية والباكستانية.
وقد تفقد شركة نورثروب غرومان صفقة بقيمة ستة مليارات دولار وقد تنتقل الى أكثر من 30 مليار دولار مستقبلا في حالة تخلي كل الدول عن اقتناء هذه الطائرة.
وما حدث لطائرة “غلوبال هوك” هو ما حدث لمنظومة صواريخ “باتريوت” الأمريكية، فقد قررت تركيا عدم اقتناء هذه الصواريخ الدفاعية وفضلت منظومة “إس 400” الروسية بعدما فشلت منظومة “الباتريوت” فشلا ذريعا في اعتراض الصواريخ التي يطلقها الحوثيون على المملكة العربية السعودية في حرب اليمن الدائرة في شبه الجزيرة العربية.
وكانت دفاعات سوريا قد نجحت خلال شهر أيلول (سبتمبر) الماضي في إسقاط طائرة “اف 16” الإسرائيلية وهي من صنع أمريكي، ونجحت باستخدام بصواريخ غير متطورة للغاية مثل “إس 300” أو “أس 400″، وبدأ الكثير من الدول تعيد النظر في صفقات اقتناء المقاتلة الأمريكية بعد الحادثة.
لقد تحولت بعض النزاعات الى مقبرة لصناعة السلاح الأمريكي، وهذا سيكلف الصناعة الأمريكية عشرات المليارات او اكثر على المدى القصير والمتوسط، فيما تأثرت هيبتها سمعتها منذ الآن.