الناصرة-“رأي اليوم” :
قالت محافل سياسيّة وأمنيّة رفيعة المُستوى في تل أبيب إنّ قائد المنطقة الشماليّة بجيش الاحتلال، الجنرال أمير بارام، نقل رسالةً واضحةً إلى قادة اليونيفيل في جنوب لبنان مفادها أن الجيش يعرف بوجود أنفاقٍ إضافيّةٍ تم حفرها في إسرائيل، لكنّها لم تعبر السياج، لافتةً إلى أنّ تقديرات شعبة الاستخبارات العسكريّة تُقدِّر أنّ حزب الله سيتخلّى عن مشروع الأنفاق، ويقوم بتحويل قدراته وطاقاته ويحول للتخطيط لمفاجآتٍ أخرى، دون التخلّي عن الخطّة المركزيّة لمهاجمة إسرائيل من الأرض، على حدّ تعبيرها.
وقال مُحلِّل الشؤون العسكريّة في موقع (WALLA)، الإخباريّ-العبريّ، أمير بوحبوط، نقلاً عن المصادر عينها، إنّ حزب الله يُسيطِر بشكلٍ مُمتازٍ على جنوب لبنان، وقام بإرسال عناصره من الجنوب إلى سوريّة، على الرغم من الانتقادات من الداخل، مُضيفًا أنّه وفقًا لتقديرات الجيش الدفاع الإسرائيلي ، فإن 60 بالمائة إلى 70 بالمائة من شهداء حزب الله هم من سكان جنوب لبنان، وحوالي 15 بالمائة من وادي البقاع والباقي من بيروت والمنطقة المحيطة بها، كما ادعّت.
وأردفت المصادر أنّه حتى اليوم، ينشغِل حزب الله بتعزيز قوّته العسكريّة من خلال حفر المصفوفات الجوفيّة والأنفاق الدفاعيّة، والتي ستكون تحديًا كبيرًا لقوات الجيش بقدر ما يُمكِننا اختراق أعماق لبنان، مُوضحًا أنّه في الشهر الماضي فقط، قامت قوات حزب الله بدورياتٍ في جمع المعلومات الاستخباراتية على طول الحدود الإسرائيليّة لتحليل طرق التسلل، وتمييز الجدار الذي بناه الجيش على مدى العشرة كيلومترات الماضية والتخطيط لعمليات التسلّل المستقبليّة إلى إسرائيل، لافِتًا في الوقت عينه إلى أنّ حزب الله اكتسب خبرةً كبيرةً في سوريّة، ولكن لديه خبرةً محدودة للغاية ضدّ جيش الاحتلال، الذي تغيّر بشكلٍ كبيرٍ منذ حرب لبنان الثانية عام 2006، وخاصّةً في قدرات النار والمناورة والاستخبارات والتعاون الجويّ، على حدّ قولها.
وشدّدّت المصادر على أنّه في المستقبل المنظور، حزب الله غيرُ مهتّمٍ بحربٍ ضدّ إسرائيل، ورغم ذلك، فإنّ إسرائيل تشعر بالدهشة: إنّه مشغول من الصباح إلى الليل، ويزيد الاستعداد على الحدود الإسرائيليّة ويُحافِظ على قوّته الناريّة، مع التركيز على بذل جهدٍ كبيرٍ لوضع يديه على تدابيرٍ دقيقةٍ، كما أكّدت المصادر ذاتها.
وتابع أنّه وفقًا للتقديرات في المؤسسة الأمنيّة بالكيان، إذا أطلقت حماس أكثر من 700 صاروخ في اليومين الأخيرين من القتال، فإنّ حزب الله سيعمل على مضاعفة الرقم إلى ثلاثة أضعاف. بعبارة أخرى، يجِب على الجبهة الداخليّة، خاصّةً بالشمال، أنْ تستعّد لاحتمال قيام حزب الله بشنّ حربٍ واسعة النطاق من خلال 2100 صاروخ وقذيفة في غضون يومين، وفي الوقت عينه، يُحاوِل الحزب وضع الأسلحة الدقيقة التي ستضرب مواقع إستراتيجيّة في إسرائيل في قوّة النيران، قالت المصادر للموقع العبريّ.
ورأت المصادر أنّ هذه الأرقام يجب أنْ تتسبب في أنْ تظل المخابرات الإسرائيليّة على درجةٍ عاليّةٍ جدًا من الاستعداد بكلّ ما يتعلّق بحزب الله، والذي يتأثّر بشدّةٍ من النظام الإيرانيّ، الذي يخضع لضغطٍ هائلٍ من واشنطن، وإذا لم تصِل الأطراف إلى طاولة المفاوضات، فسوف يزداد الضغط وقد يؤدّي إلى زيادة الاحتكاك، طبقًا لأقوالها.
كما أوضحت المصادر الرفيعة بتل أبيب أنّ حزب الله ليس “دميةً إيرانيّةً” وقيادته لها رأيٌ مُستقّلٌ، وفقًا للتقديرات في إسرائيل، الأمر الذي قد يدفعه إلى التصرّف وفقًا للمصالح اللبنانيّة، مُضيفةً في الوقت عينه أنّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ ما زال يُرابِط على الحدود مع لبنان بقوّاتٍ مُعززةٍ، مع التركيز على القوّة الناريّة والقوّات المُدرعّة، ومن الأمثلة على ذلك تقدّم المشروع الهندسيّ لبناء الجدار على طول الحدود، مع التركيز على نقاط الخلاف مع لبنان، وفقًا لتعبير المصادر الرفيعة بالكيان، والتي تحدّثت للموقع العبريّ.
عُلاوةً على ذلك، شدّدّت المصادر الإسرائيليّة على قضيّةٍ أخرى، وصفتها بأنّها قضية حساسّة للغاية، وهي الحرب بين الحروب، مُشيرةً إلى أنّ إن الهجمات الإسرائيليّة في سوريّة تحت عتبة الضوضاء تهدِف إلى تقويض قدرات إيران في المنطقة، وكذلك قدرات حزب الله، زاعمةً أنّ هذا النمط من العمل العديد حقق العديد من الإنجازات في السنوات الأخيرة، ولكن أيضًا عانى ويُعاني من نقاط ضعفٍ، فكلمّا هاجمت إسرائيل وكانت هناك إمكانية لقتل عناصر حزب الله في سوريّة، أصبحت الحاجة إلى النظر إلى لبنان أكثر حدّةً، وعليه، خلُصت إلى القول إنّ الفترة القادِمة ستكون متوترّةً للغاية، لكنّها تخلق فرصًا لإسرائيل، على حدّ زعمها.